عدوى الديمقراطية

TT

> تعقيبا على مقال وليد أبي مرشد «.. والديمقراطية خسرت المنطقة»، المنشور بتاريخ 16 مارس (آذار) الحالي، أقول: الحقيقة أن المنطقة خسرت وتحللت بالديمقراطية التي أصبحت كارثة عليها، سواء كانت النية حسنة أو سيئة بالنسبة للإدارة الأميركية في تطبيق الديمقراطية بالشرق الأوسط، فإن المحصلة أقل من الصفر، فقد خسر العراق وجوده كدولة موحدة، وانفرط عقده ليتحول إلى ثلاث دويلات تصارع البقاء وسط بيئة حاضنة للإرهاب، ثم جاء ما يسمّى ب «الربيع العربي»، وطمحت تلك الدول بتطبيق الديمقراطية التي أنتجت دولا مفلسة متصارعة ومنقسمة على نفسها، وخسرت ما تبقى من وجودها كدول مدنية، وتراجعت تلك الدول إلى عقود من الزمان، كما دُمّرت سوريا تحت دعوى الثورة على الحاكم، فأصبح ما تبقى منها لا يصلح لإقامة دولة ديمقراطية أو حتى ديكتاتورية، لقد ثبت بالدليل العملي أن الديمقراطية بالنسبة لدول الشرق الأوسط، اشبه بفيروس نقص المناعة، تنهار فيه المدن وتتحول إلى دول في مهب الريح.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]