المعارضة تطلق معركة تلكلخ لتخفيف الضغط عن القصير

فتوى الشيخ الأسير و«الجيش الحر» يربكان النظام وحزب الله

TT

تصاعدت الاشتباكات، أمس، في تلكلخ السورية، قبالة الحدود اللبنانية الشمالية، غداة هدوء نسبي على جبهة القصير، التي أكدت مصادر المعارضة السورية أنها لا تزال تشهد «معارك كر وفر شرق حوض العاصي بين (الجيش الحر) ومقاتلي حزب الله»، في وقت أكد فيه إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير لـ«الشرق الأوسط» أن دعوته للجهاد في القصير «أربكت حزب الله إلى حد كبير».

وقالت مصادر ميدانية من شمال لبنان لـ«الشرق الأوسط» إن اشتباكات عنيفة بدأت، أول من أمس، في منطقة تلكلخ المواجهة للحدود اللبنانية قبالة وادي خالد شمال لبنان، بين القوات النظامية والجيش السوري الحر الذي «أطلق المعركة، في محاولة منه لتخفيف الضغط عن جبهة القصير».

ومقابل تأكيد «الإخبارية السورية» أن «الجهات المختصة أحبطت محاولة تسلل إرهابيين من لبنان في منطقة تلكلخ بريف حمص»، أكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن تلك الاشتباكات اتخذت شكلا جغرافيا منحنيا يمتد من القصير، مرورا بتلكلخ، وصولا إلى قلعة الحصن في ريف حمص التي تبعد 7 كيلومترات عن الحدود اللبنانية.

وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات «بدأت في منتصف الليل، وامتدت حتى الظهر، استخدمت فيها القوات النظامية المدفعية الثقيلة، وسط تحليق كثيف للطيران الحربي».

ونفت المصادر مشاركة حزب الله في معارك تلكلخ، مؤكدة أنه «لا سبيل لديهم للدخول إلى تلكلخ إلا عبر وادي خالد، وهو أمر متعذر»، مؤكدة أن المنفذ التقليدي للحزب هو معبر «حوش السيد علي وقرية القصر اللبنانية في الهرمل، أقصى شمال شرقي لبنان، ويتسللون منه إلى منطقة القصير».

وأكدت المصادر أن معركة تلكلخ «أثارت إرباكا كبيرا بصفوف الجيش النظامي الذي قاتل، أمس، على جبهة مفتوحة تمتد أكثر 30 كيلومترا مربعا، وصلت إلى ريفي طرطوس واللاذقية»، مشددة على أن فتح تلك الجبهة «خفف الضغط عن القصير الذي انحصرت فيه الاشتباكات بمعارك كر وفر في قرى شرق حوض نهر العاصي، بينما هدأت الاشتباكات في قرى غرب الحوض، الذي سيطرت القوات النظامية على جزء كبير منها».

إلى ذلك، قالت مصادر المعارضة في القصير لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش الحر» يقاتل للحفاظ على موقع تل النبي مندو الاستراتيجي، الذي يشهد معارك بوتيرة خفيفة، بينما اشتدت في المناطق المحيطة بريف القصير.

وكشفت المصادر عن أنباء تؤكد أن عناصر حزب الله «يصلون إلى طرطوس عن طريق البحر، ثم ينتقلون عبر أوتوستراد طرطوس - حمص إلى القصير، خوفا من كمائن (الجيش الحر) على الحدود»، مؤكدة أن «الجيش الحر» يتجنب المعركة مع حزب الله «لأنه يعتبرها معركة غير فعالة في الوقت الراهن، وقد تكون خاسرة، نظرا لدعم النظام لمقاتلي الحزب بغطاء جوي، بينما يجر الحزب المعارضة لمعركة معه».

وفي سياق مرتبط بمشاركة حزب الله في معركة القصير، والفتاوى الجهادية التي أصدرها الشيخان السلفيان أحمد الأسير وسالم الرافعي للقتال بسوريا، أكد الشيخ الأسير لـ«الشرق الأوسط» أن «دعوتنا للجهاد سلطت الضوء بشكل كبير على ما يفعله حزب إيران في سوريا، وبدأت الأصوات من داخل لبنان تدعوه للتوقف عن تدخله، وأصبح مربكا إلى حد كبير».

وإذ أشار إلى أنه لم يتلقّ أي رسالة مباشرة من الحكومة اللبنانية استنكارا لفتواه، كونها تساهم في زعزعة استقرار لبنان وتغذي الفتنة، لفت إلى الاستنكار ردا على الفتوى «جاء من خلال تصريحات المسؤولين عبر الإعلام».

ونفى الأسير ما تردد عن أن المئات من شباب المخيمات الفلسطينية لبوا دعوته للجهاد مقابل تجاهل الشباب اللبناني، مؤكدا أن «الغالبية العظمى من الذين ملأوا استمارات المشاركة في القتال، هم من اللبنانيين». ورفض الأسير «شائعات» تتحدث عن أن فتواه لم تحز إجماع القادة الإسلاميين في لبنان، مشيرا إلى بيان علماء البقاع، وعلماء السلفية في البقاع، وحركة «مسلمون بلا حدود».