وفد من معارضة الداخل السوري يصل إلى القاهرة لفتح قنوات بين الخارج والنظام

الإعلان عن خطة تحرك مصرية ـ إيرانية لـ«حل سياسي مقبول» للأزمة

TT

أعلنت القاهرة وطهران، أمس، بدء العمل لوضع حل للأزمة السورية، في وقت وصل فيه إلى القاهرة وفد من السياسيين والمعارضين في الداخل السوري قادمين من دمشق في زيارة تستغرق عدة أيام يلتقون خلالها عددا من معارضي الخارج، في إطار فتح قنوات اتصال بين النظام ومعارضة الخارج. ووصل إلى القاهرة أيضا وفد تركي - سعودي مشترك لبحث الأزمة السورية.

وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية الإيرانية، إن القاهرة وطهران اتفقتا على ضرورة وضع خطة عمل للتحرك بشأن خطة الرئيس المصري محمد مرسي بخصوص الأزمة السورية من خلال حل سياسي مقبول يمكن أن يساعد في إنهاء العنف وأن يساعد في المصالحة الوطنية بمشاركة شعب سوريا.

وكان مرسي قد دعا في العام الماضي لتشكيل «رباعية إسلامية» تضم إيران إلى جانب مصر والسعودية وتركيا، للوصول إلى حل في سوريا. واقترح مفاوضات بين ممثلين عن النظام غير متورطين مباشرة في الأزمة والمعارضة تحت إشراف إقليمي أو الأمم المتحدة بشأن نقل للسلطة.

وقال عصام الحداد، مساعد الرئيس المصري للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، الذي يزور طهران، إلى جانب ورئيس ديوان رئيس الجمهورية، رفاعة الطهطاوي، إن علاقة بلاده وإيران يمكن أن تعيد كتابة التاريخ من جديد. وأضاف خلال لقائه أمس الرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد في طهران، أن مصر تسعى لاتخاذ خطوات أساسية لوقف الاشتباكات وإراقة الدماء سريعا. وأوضح: «نعتقد أن مسؤولية حل هذه الأزمة ملقاة على عاتق دول مثل مصر وإيران، وينبغي منع تدخلات الدول الأجنبية في سوريا».

وأشار إلى أنه ليس من المصلحة استمرار الظروف الراهنة في المنطقة وآن الأوان لاتخاذ خطوات أساسية للخروج من هذه الظروف، مستطردا أن هذه المسؤولية ملقاة على عاتق إيران ومصر أكثر من غيرهما، وأنه من المؤكد أنه من دون تعاون البلدين لا يمكن أداء هذه المسؤولية وتحسين الظروف. وأضاف الحداد، أن مصر الآن في مرحلة حساسة وتواجه الكثير من التحديات الداخلية والخارجية، وأنها في مثل هذه الظروف، تسعى لإرساء تعاون إيجابي وبناء مع دول مثل إيران. وتابع قائلا، وفقا لما بثته وكالة «فارس» الإيرانية، أمس، إنه في ضوء المسار الراهن لتطوير وتعميق العلاقات الإيرانية – المصرية: «أعتقد أنه بالإمكان بناء صرح راسخ للعلاقات الودية بين البلدين والإسراع بتطوير العلاقات، وإن آفاق التعاون بين البلدين مفتوحة ولا عائق في طريق الرقي بمستوى العلاقات».

وأكد الرئيس نجاد أن بلاده ستكون إلى جانب مصر، وقال إننا ندعم بكل قوة أي إجراء من شأنه التقدم بالعلاقات الثنائية خطوات إلى الأمام.

وأشار الرئيس الإيراني إلى أن رؤى إيران ومصر تجاه القضية السورية تأتي في مسار واحد، قائلا إن وصول أي مجموعة إلى سدة الحكم في سوريا عبر الحرب والصراع يعني استمرار الحرب والتوتر الأمني لفترة طويلة. وأضاف: «لو أصبحت سوريا غير آمنة فإن أمن سائر دول المنطقة سيتعرض للخطر أيضا، وإن هذه القضية تهدد المنطقة كلها».

وفي هذه الأثناء وصل إلى القاهرة أمس وفد من السياسيين والمعارضين في داخل سوريا قادمين من دمشق في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يلتقون خلالها عددا من معارضي الخارج، في إطار فتح قنوات اتصال بين النظام ومعارضة الخارج. وقال عضو في الوفد طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية، إن الوفد يضم ممثلي القوى والأحزاب وشخصيات معارضة ومستقلة في داخل سوريا وسيسعى لفتح قنوات اتصال بين النظام ومعارضة الخارج بما فيها شخصيات من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة. وأوضح أن هذه الزيارة تأتي في إطار جهود ذاتية من الأطراف المشكلة للوفد بهدف تسريع التوصل إلى حل سياسي للأزمة.

وأوضح عضو الوفد أن الفترة القادمة ستشهد نوعا من التفاوض والاتصالات غير المباشرة بين النظام وأطراف المعارضة الخارجية بما فيها الائتلاف. وأشار إلى أن هناك قوى وشخصيات ستحضر من أوروبا إلى القاهرة من أجل اللقاء، كما سيتم إجراء لقاءات مع عدد من ممثلي الأحزاب المعارضة في مصر وجبهة الإنقاذ الوطني، إضافة لعقد لقاءات مع مسؤولي الجامعة العربية، وخاصة أمينها العام بعد عودته من الولايات المتحدة، ومن المقرر أن يتوجه الوفد إلى تركيا ومن المحتمل أن تمتد جولته إلى لبنان.

ووصل إلى القاهرة أيضا وفد تركي - سعودي مشترك قادما على متن طائرة تركية خاصة من إسطنبول في زيارة لمصر تستغرق يومين يلتقي خلالها عددا من المسؤولين الأمنيين لبحث آخر تطورات الأزمة السورية.