بوغدانوف يختتم زيارته للبنان بلقاء نصر الله.. ويؤكد: لا بديل عن «بيان جنيف»

أنباء عن دعوة المسؤول الروسي مقاتلي الحزب للانسحاب من سوريا خشية تمدد العنف

TT

أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس، أن «بيان جنيف لا بديل عنه» لإنجاز الحل السياسي في سوريا، مشددا بالقول: «إننا نبني عملنا في سبيل تحقيق هذه التسوية على قاعدة هذا البيان».

وكانت مجموعة العمل حول سوريا (الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، وتركيا ودول عربية) اتفقت في 30 يونيو (حزيران) 2012 في جنيف على مبادئ انتقال سياسي في سوريا لا تنص على دعوة الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي.

كلام بوغدانوف، جاء في ختام زيارته إلى لبنان حيث التقى في يومها الأخير وفدا من المعارضة السورية في الداخل، كما التقى الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مساء أول من أمس، واستعرضا الأوضاع والتطورات السياسية في المنطقة وخصوصا في لبنان وسوريا.

وأثار هذا اللقاء موجة من الأسئلة، بعد تردد أنباء عن أن بوغدانوف دعا حزب الله لسحب مقاتليه من سوريا، خوفا من أن يتمدد النزاع السوري إلى لبنان. لكن مصادر دبلوماسية روسية في بيروت تحفظت عن الخوض في تفاصيل اللقاءين اللذين جمعا بوغدانوف برئيس كتلة حزب الله في البرلمان محمد رعد، وبأمينه العام مساء أول من أمس، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن موسكو تدعم الموقف اللبناني الداعي للنأي بالنفس عن الأزمة السورية.

وبرز بعد لقاء بوغدانوف ونصر الله، تنويه حزب الله بـ«الدور الروسي الإيجابي على المستويين المحلي والإقليمي». واعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أنه «في مقابل الدور الأميركي الذي يتماهى مع المصالح الإسرائيلية والدور الأوروبي المنحاز والذي يدعو للخيبة، ثمة حاجة للدور الروسي البناء للمساعدة في سياسات الاستقرار الإقليمي».

وقال فياض إن «سياسات الهيمنة وأحادية القطب التي سعت إليها الولايات المتحدة شكلت على الدوام مصدرا للقلاقل والاضطراب وتهديد الأمن والسلم الدوليين، في حين يبدو أن ثمة حاجة ماسة لتعددية الأقطاب وبناء توازنات دولية وإقليمية تساعد على الاستقرار»، لافتا إلى أن «حزب الله يرحب بكل دور سياسي يساعد على الاستقرار محليا وإقليميا، ويدفع باتجاه حل سلمي للأزمة السورية».

واختتم بوغدانوف زيارته للبنان أمس، حيث أجرى خلالها عشرين لقاء مع مسؤولين لبنانيين، ووفد من المعارضة السورية في الداخل. وتحدث، قبيل مغادرته إلى عمان، عن المقابلات التي أجراها مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام، مشيرا إلى أنها تطرقت إلى تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وإلى الوضع على الساحة اللبنانية والسورية.

وأشار بوغدانوف إلى أنه التقى في السفارة الروسية منظمي المعارضة السورية ووفد المعارضة السورية (في الداخل) على رأسه الأمين العام لهيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم، لافتا إلى أنه «تباحثنا في الوضع السوري وعن حل وطريقة تسوية سورية». وأكد قائلا: «إننا نرى هيئة التنسيق الوطنية منظمة أساسية في صفوف المعارضة السورية، لذلك فإن موقف هذه المنظمة يتمثل في برنامج لتسوية الأزمة، وهذا البرنامج ينطبق مع رؤيتنا، ونقاطه تتطابق مع بيان جنيف في 30 يونيو من العام الماضي»، معربا عن اعتقاده أن بيان جنيف «لا بديل عنه، ونحن نبني عملنا في سبيل تحقيق هذه التسوية على قاعدة بيان جنيف». وذكر بأن المضمون الأساسي لهذه الوثيقة يتمثل في أنه يجب أن تحل المسألة السورية عن طريق الحوار الواسع، والسوريون بأنفسهم يجب أن يحلوا هذه المسألة.