قوات البيشمركة الكردية تعزز انتشارها جنوبا وغربا حول كركوك

فرضت طوقا أمنيا لمنع تسلل المسلحين إلى داخل المدينة

TT

بدأت قوات البيشمركة الكردية التي دخلت المناطق الغربية والجنوبية من كركوك لإشغال مواقع القوات العسكرية الاتحادية المنسحبة من المنطقة، خوفا من المواجهة مع سكان المنطقة أو تعرضها لهجمات إرهابية، بإجراء التحصينات والتعزيزات في مواقع انتشارها هناك.

وعززت قوات البيشمركة عديدها بمزيد من القوات التي انتقلت إلى محيط كركوك من بقية مناطق الإقليم وضربت طوقا أمنيا حول المدينة لمنع تسلل الإرهابيين. وكانت قوات البيشمركة الكردية قد انتشرت في وقت سابق ومنذ عام 2010 بعد توقيع اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الحكومتين الإقليمية والمركزية وبرعاية من القوات الأميركية يقضي بتسيير دوريات وقوات مشتركة من البيشمركة والجيش العراقي وبتعاون استخباري من القوات الأميركية في المناطق المتنازع عليها، من ضمنها كركوك.

وكانت قوات البيشمركة متمركزة بالأساس في شرق وشمال كركوك بينما كانت المناطق الغربية والجنوبية ذات الأكثرية العربية والتركمانية تحت سيطرة قوات الجيش الاتحادي، ولكن انسحابها قبل يومين على أثر أحداث الحويجة وسليمان بك ومعظم المناطق السنية الأخرى القريبة من المناطق المتنازع عليها دفع برئاسة الإقليم إلى الإيعاز لقوات البيشمركة بدخولها بعد الاتفاق مع محافظ كركوك من أجل بسط السيطرة الأمنية على محيط كركوك.

ويخشى مسؤولو المحافظة من أن تنسحب الأحداث والتوترات الأمنية التي تشهدها مناطق قريبة من كركوك بتأثيراتها على مدينتهم التي تعاني أصلا من تدهور أمني بسبب تزايد الهجمات الإرهابية، ولذلك أمر بارزاني بتدخل البيشمركة لفرض الحماية الأمنية على حدود المدينة. وفي تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط» قال مصدر كردي بالمدينة إنه «حسب الاتفاقية الاستراتيجية التي وقعها العراق مع الولايات المتحدة والتي سمحت للقوات الأميركية بالانسحاب من العراق، تقع على عاتق الإدارة الأميركية مسؤولية أخلاقية بتدارك التدهور الحاصل حاليا في البلاد، فإذا وقعت الحرب الطائفية التي بدت نذورها تتضح من خلال الأحداث الأخيرة، فإن الأمر يتطلب دورا أميركيا لوقف التدهور، أو على الأقل دفع الأمم المتحدة للقيام بدور لها في هذا المجال، فلا يجوز أن تترك أميركا العراقيين يتطاحنون في حرب طائفية ستدمر البلد وتقضي على الأخضر واليابس فيه».