النعيمي في واشنطن: أميركا ستظل مستهلكا للنفط السعودي

وزير النفط يؤكد أن السعودية تملك الإمكانات لكنها لا تخطط لإنتاج أكثر من 12.5 مليون برميل يوميا

النعيمي متحدثا أمس في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في العاصمة الأميركية واشنطن (أ.ف.ب)
TT

أكد وزير النفط السعودي، علي النعيمي، أن المملكة العربية السعودية تريد ضمان سعر متوازن للنفط وفقا لآليات العرض والطلب بما يحافظ على توازن الأسواق، موضحا أن المملكة لا تخطط لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط إلى أكثر من 12.5 مليون برميل يوميا.

وشدد النعيمي، خلال كلمته أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، صباح أمس، على أن المملكة العربية السعودية لا تدعم حدوث ارتفاع في أسعار النفط عندما لا تعكس ظروف السوق الفعلية. وقال: «في عام 2012، دعوت إلى خفض أسعار النفط، لأن السعر لم يكن يعكس الطلب، وبالفعل انخفضت الأسعار».

وأشار النعيمي إلى خطأ حسابات خبراء النفط الذين تنبأوا بنضوب النفط خلال العقود المقبلة، مشيرا إلى الأنباء المتزايدة عن اكتشافات احتياطية كبيرة، وقال: «أرحب بتلك الأنباء التي تزيد من عمق واستقرار السوق العالمية».

وأوضح النعيمي أن تحقيق اكتفاء ذاتي واستقلالية في إنتاج النفط داخل الولايات المتحدة لا يعني انتهاء استيراد الولايات المتحدة للنفط من منطقة الشرق الأوسط والمملكة العربية السعودية، وقال: «الحديث عن تحقيق استقلال في مجال الطاقة يقدم رؤية مبسطة وساذجة للأسواق، ولا يدرك الطبيعة المتداخلة لأسواق الطاقة العالمية»، وأضاف: «ستظل الولايات المتحدة مستهلكا كبيرا للنفط من المملكة السعودية، ولدينا تاريخ وروابط كبيرة أبعد من النفط وعلاقات المورد والمستورد».

وتفاءل وزير النفط السعودي بزيادة الطلب الآسيوي على النفط السعودي، وقال: «الدول الآسيوية المستهلكة للطاقة تدرك إمكانية الاعتماد على المملكة السعودية في الحصول على الطاقة، والصين اليوم مستهلك كبير للنفط السعودي، و70% من صادرات المملكة النفطية تذهب إلى كوريا والهند واليابان وتايلاند والصين». وأوضح النعيمي أن ذلك الاتجاه يعد تغييرا في القواعد بعد أن ظلت المملكة السعودية موردا رئيسا للنفط لأميركا الشمالية.

وأكد أن بلاده لديها كمية كبيرة من النفط الخام الذي ساهم في نهضة صناعة الطاقة بالولايات المتحدة، وأن بلاده ساندت الولايات المتحدة في أوقات الشدة خلال إعصار كاترينا وخلال ثورة ليبيا، وكان لدى المملكة السعودية القدرة على اتخاذ القرارات ولم تخذل الأسواق.

وأشار إلى امتلاك المملكة كميات كبيرة من النفط الصخري، وأن المملكة تعمل على تطوير واستخدام تقنيات الحفر المتقدمة لزيادة إنتاجه. وشد على استراتيجية المملكة في تنويع إنتاج الطاقة والاتجاه إلى الطاقة المتجددة، وقال: «نأمل أن تتطور صناعة إنتاج الطاقة الشمسية وتساعدنا في خلق صناعات جديدة، ولدينا جهود متواصلة في البحوث لإنتاج الطاقة الشمسية، ووضعنا هدفا أثناء إنشاء مركز الطاقة الشمسية في جامعة الملك عبد الله بالتوصل إلى إمكانية تصدير إنتاج وتصدير الطاقة الشمسية في المستقبل».

وشدد وزير النفط على رؤية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، لدور الجامعات في المملكة، مشيرا إلى أنها ترتكز على ثلاث نقاط؛ الأولى: هي دورها في تطوير المواقع وتقديم العالم وتطوير المراكز البحثية، والثانية هي القيام بأبحاث تطبيقية، والثالثة هي تحويل نتائج الأبحاث إلى التطبيق الصناعي.

وحول رفع الطاقة الإنتاجية من 12.5 مليون برميل يوميا، أوضح النعيمي أن المملكة تملك الإمكانات والقدرة على القيام بذلك، لكنها لا تخطط للقيام برفع طاقتها الإنتاجية في القريب العاجل، وربما بحلول عام 2030 أو عام 2040، وقال: «لا نرى حاجة لرفع الطاقة الإنتاجية أكثر من الوضع الحالي بإنتاج 12.5 مليون برميل يوميا«.