عبد الراتب

علي المزيد

TT

قرأت كتاب «لن أكون عبدا للراتب» لمؤلفه المهندس غرم الله الغامدي، وهو أحد مهندسي شركة «أرامكو السعودية»، والجميع يعرف أن شركة «أرامكو» واحدة من أهم شركات النفط في العالم. ما أعجبني في الكتاب صراحة المؤلف الذي ذكر أنه سيكتب لنا عن تجربته الفاشلة، حيث يقول: «عملت في شركة (أرامكو) لمدة 30 عاما، وكنت أشعر بفخر أنني أنتمي لهذه الشركة، والبعض يغبطني أنني أعمل في هذه الشركة العملاقة التي تدفع رواتب مجزية وتوفر سكنا وقرضا سكنيا وتعليما للأبناء ودورات للموظفين.. وغيرها، وأهمها نظرات الناس الإيجابية لمهندس (أرامكو)».

يقول المؤلف: «عند انتقالي للعمل في معمل غاز الجعيمة، ونتيجة لقراءتي لكتاب (الأب الغني والأب الفقير) لروبرت تي كيوساكي، واشتراكي في برنامج (خطة سنة واحدة للنجاح) للفيلسوف الأميركي جم رون, حدث منعطف حاد في حياتي، وتمنيت لو أن تلك المعرفة أتت في مراحل مبكرة في حياتي، وهو ما دفعني إلى تأليف الكتاب». يذكر المؤلف أن «جم رون» طرح في إحدى المحاضرات سؤالا: كم يستطيع كل واحد منكم أن يعيش على المستوى ذاته هو وأسرته إذا فقد الوظيفة؟ فكانت معظم إجابات زملائي المشاركين أنهم يستطيعون أن يعيشوا في بحر الشهر، هذا السؤال جعلني أفكر، ودفعني إلى أن أطرحه على زملائي في العمل فكانت أقصى إجابة هي 6 أشهر، عندها شعرت أننا جميعا عبيد للراتب.

ويخلص المؤلف إلى أن الاعتماد على الراتب وحده وإنفاق ما في الجيب حتى يأتي ما في الغيب خطأ فادح، إذ إن على المرء أن يدخر من دخله، وأن يستثمر، وأن يخطط ماليا حتى يحيا حياة كريمة في حال فقد الوظيفة أو أحيل للتقاعد. أنصح بقراءة الكتاب حيث نفدت منه طبعتان؛ الأولى والثانية، والمؤلف بصدد طباعة الثالثة. ودمتم.