السعودية: أعراس صيف 2013.. كلاسيكية لا تخلو من مظاهر الترف

كلفة تزيين صالات الأفراح تبدأ من 13 ألف دولار

ألوان الباستيل الفاتحة ستكون عنوان الحفلات هذا العام
TT

يبدو أن المشهد العام للأعراس التي ستقام صيف العام الحالي سيعيدنا إلى أجواء الأفلام الكلاسيكية بالأبيض والأسود، كون العروس تمارس حيادا تدفعها له البساطة الحالمة التي تفرضها الموضة الرائجة لحفلات الأعراس هذه الأيام، من ترتيب قاعة الأفراح إلى شكلها الذي تظهر فيه بسيطة لكنها أنيقة ومتميزة.

فساتين ليلة العمر يمكن وصفها بالحالمة بالنظر إلى التصاميم الجديدة، فغالبية المصممين العالميين والمحليين يتجهون نحو التصميمات الكلاسيكية والخامات الناعمة كالحرير والدانتيل والشيفون، باللون «الأبيض الكريمي». كما أن غالبية مجلات الموضة تعرض الفساتين الجديدة من موضة كلاسيكية سالفة، دون تقييد العروس بفكرة موضة معينة، وإنما يتم إبقاؤها في دائرة الكلاسيكية، كتصاميم دار «أوسكار دي لارينتا» العالمية لعروس ربيع وصيف هذا العام، التي ركزت على إبراز تفاصيل الجسد بأقمشة ناعمة، من دون إدخال عنصر الشك أو التطريز على الفستان.

وترى مصممة الأزياء اللبنانية فيفيان شويري أن الذوق السائد هذا العام هو طلب قصات جديدة على الفستان، من دون إضافات كالكريستال أو الخرز أو الأحزمة، بما فيها القصات على الأكمام. وأشارت خبيرة التجميل اللبنانية جويل مردنيان إلى أن ماكياج العروس هذا الصيف يعتمد على إبراز جمال العيون بالكحل والتخفيف من حدة الألوان بإبراز نعومة وصفاء البشرة النضرة، ليظهر جمالها الطبيعي من دون تقليد موضة دارجة لا تليق بها. وعن ألوان الماكياج أكدت جويل أهمية الإبقاء على الألوان الطبيعية التي يستمر أثرها مع مرور الزمن.

وبالنظر إلى الموضة الأكثر رواجا في تنظيم ديكور صالات الأفراح، ذكر المدير الإقليمي لشركة «A46» التركية لتنظيم المناسبات إيلي دكاش، أن ألوان الباستيل (الفاتحة) كالأزرق والزهري، الممزوجة مع إكسسوارات ذهبية وفضية وكريستال، ستكون عنوان الحفلات هذا العام، مشيرا إلى أن الطاولات المخصصة لجلوس الضيوف تتخذ اليوم شكل «نصف القمر» بعيدا عن الشكل الدائري التقليدي وزينة الورود في وسطها.

وتجدر الإشارة إلى أن تغير نوعية طاولات الضيوف ليس العلامة الفارقة الوحيدة في تنظيم الأعراس هذا العام، وإنما زاد ألقها بإضافة الزجاج أو الإضاءة المخفية أو الاعتماد بالكامل على تنسيق الزهور لحفل الزواج، كما تقول مي نور الدين، وهي مديرة فعاليات بإحدى الشركات في مدينة جميرا بدبي، والتي ترى أن تقاليد الأعراس في الدول الخليجية تتشابه في الأساس لكن تختلف متطلبات العروس من عائلة لأخرى عند الاتفاق النهائي على تصور شكل الحفل بأكمله.

وقال المستشار التنفيذي لشركة «نيارة» للاحتفالات، أحمد العريج، إن العروس التي تخطط لليلة حلمها بإمكانها أن تزور القاعة وتطلع عليها، وأن تضيف ما تشاء داخل القاعة من طلباتها بحسب رأيها من البوابة وحتى القاعة، من دون فرض رأي معين عليها.

الحلويات وكعكات الأفراح تلعب دورا مهما أيضا في إبراز شكل الحفل، فمناسبات الزواج تعتمد بشكل تام على وجود سمة (تيمة) معينة تصب في داخلها كل التصاميم المتعلقة بالحلويات والهدايا الموزعة على المدعوين. وأكد عبد الله المعجل، يعمل في مجال تنظيم المناسبات، أنه لا يوجد ذوق خاص يحكم الجميع، وإنما تترك الحرية للعروس في اختيار الأنسب لها، وتعتمد التكلفة على عدد المدعوين، ووزن الحلويات الذي قد يصل إلى 120 كيلوغراما يخصص لحفل يقدر عدد المدعوين فيه بألف شخص.

وأصبحت تكلفة إقامة الأعراس تعتمد كليا على عدد المدعوين، ويبدأ منظمو الحفلات في الفنادق من 50 إلى 60 ألف ريال سعودي (ما يزيد على 13 ألف دولار) كتكلفة للخدمات والمأكولات وتزيين صالات الأفراح، وتزيد بحسب نوعية الأزهار وتكلفة تزيين مكان العروس في القاعة، والخدمات الأخرى كالإضاءة، والتصوير.

أحمد الكوهجي، أحد مالكي سلسلة متاجر ذهب ومجوهرات في الخليج، ذكر أن المجوهرات لها جاذبيتها في كل المناسبات، وبعد مرورها بفترة طويلة من ارتفاع الأسعار فإن التوجه الشرائي خلال الفترة الأخيرة أصبح يميل إلى التصاميم الأنيقة والبسيطة للعروس بدلا من أطقم الذهب الكبيرة. وأضاف «نرى أن الإقبال عاد لشراء الذهب الأصفر أو المائل إلى الزهري (روز غولد) وهو السائد حاليا. ولا يزال مستوى الإقبال على الأحجار الكريمة ذاته، وعموما فإن الملاحظ أن الذوق العام في الخليج تغير إلى الابتعاد عن العقود الكبيرة (المفروشة) التي تغطي العنق بالكامل».