«الحر» يسيطر على 4 قرى علوية بحماه.. وثوار القصير يقتلون 10 من حزب الله

ناشطون يتهمون النظام باستخدام «الكيماوي» في دمشق

ثوار القصير يتحضرون لصد هجوم لحزب الله في منطقة البساتين (خاص «الشرق الأوسط»)
TT

اتهم ناشطو الثورة نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية مرة جديدة في حي العسالي، جنوب دمشق، إذ أفاد المركز الإعلامي السوري بإصابة العشرات بحالة اختناق من جراء قصف القوات النظامية لحي العسالي، بقذائف قالوا إنها تحتوي على مواد كيماوية. وبالتزامن مع التطورات الميدانية في دمشق، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان على سيطرة الجيش الحر على 4 قرى علوية في ريف حماه، وسط، بينما أعلنت لجان التنسيق المحلية عن مقتل 7 عناصر من حزب الله اللبناني و4 من الحرس الثوري الإيراني في حمص، وسط البلاد.

ووفقا لناشطي الثورة، تعرضت أحياء جوبر وبرزة للقصف بالمدفعية الثقيلة، بينما قامت القوات النظامية بإلقاء 15 شبيها بقنابل الغاز المسيل للدموع في حي العسالي، مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، بحسب المركز الإعلامي السوري. وأظهر شريط فيديو تناقلته مواقع الثورة السورية صورا لمصابين في مشفى ميداني بحي الحجر الأسود، المجاور، وتبدو عليهم علامات الإعياء وصعوبة التنفس.

في موازاة ذلك، أشارت لجان التنسيق إلى «مقتل 7 عناصر من حزب الله أثناء تسللهم لمنطقة البساتين في مدينة القصير في ريف حمص، إضافة إلى مقتل 4 إيرانيين خلال استهداف الجيش الحر لسيارتين تابعتين لعناصر النظام». إلا أن الناشط الميداني هادي العبد الله أكد أن عدد القتلى بلغوا 10 على الأقل. وقال العبد الله في اتصال لـ«الشرق الأوسط» معه عبر خدمة «سكايب» إن حزب الله أراد التقدم نحو القصير من خلال البساتين الفاصلة بين قرى حوض غرب العاصي والمدينة، إلا أن «عناصر الجيش الحر كانوا للمعتدين بالمرصاد وتمكنوا من قتل 10 عناصر في الدقائق الأولى للاشتباك، مستخدمين مدافع ثقيلة من عيار 14.5 و23».

وأضاف الناشط الميداني أن المعركة في بساتين القصير تحولت من «استيلاء على الأرض» إلى «استيلاء على الجثث»؛ فالحزب، وفقا للعبد الله، «لا يريدنا أن نستحوذ على أي جثة لئلا نساومهم على أسرانا الموجودين لديهم، والذين يبلغ عددهم 63 أسيرا (من الجيش الحر) عند الحزب و50 أسيرا (من الجيش الحر) عند النظام».

وتعاني القصير من حصار خانق، إذ يتمركز الجيش النظامي في الجهتين الشمالية الشرقية، بينما يتمركز حزب الله في جهتي الجنوب والغرب، وقد تمكن أخيرا من السيطرة على بلدات تل مندو والرضوانية والبرهانية وأبو جورة وسفرجة وموج، ويسعى إلى التمدد نحو مدينة القصير. ويؤكد العبد الله لـ«الشرق الأوسط» أن «ثوار القصير تمكنوا من سحب جثة أحد مقاتلي الحزب، وقد عثرنا على بطاقته الحديدية وخرائط يستخدمها الحزب للتحرك في سوريا»، مضيفا أن مدينته «تعرضت لغارتين جويتين بعد المعركة، مما أدى إلى سقوط 30 جريحا، عولجوا في المنازل بعد أن تهدمت مشافينا الميدانية». ويقر الناشط الميداني بحرج في الموقف في القصير، إذ إن «مياه الشرب مقطوعة عن 40 ألفا بسبب سيطرة حزب الله على مصفاة المياه في غرب العاصي، كما أن الاتصالات والكهرباء مقطوعة منذ 3 أشهر».

ووجه العبد الله نداء إلى عناصر الجيش السوري الحر في حلب وإدلب والرقة قائلا إن «معركة الشمال هي هجومية ومعركتنا في القصير هي دفاعية ونحتاجكم يا ثوار الشمال لأن القصير إن سقطت فذاك قد يؤدي إلى تحقيق حلم الدويلة العلوية»، منتقدا الزيارة الأخيرة التي قام بها الشيخ اللبناني أحمد الأسير إلى جوسه، والتي «لم تؤد إلا لتكيف هجوم حزب الله عليها ولاحقا احتلالها»، مضيفا أننا «نريد أفعالا ولا نريد أقوالا».

أما في حماه، فأعلن المرصد السوري أن كتائب مقاتلة سيطرت بشكل كامل، أول من أمس، على قرى الطليسية والزغبة والشعتة وبليل الواقعة في ريف حماه الشرقي ويقطنها مواطنون من الطائفة العلوية. وشهدت المنطقة، وفق المرصد، اشتباكات عنيفة استمرت لأسابيع متواصلة بين القوات النظامية وكتائب «الجيش الحر» أدت إلى انسحاب الجيش النظامي ونزوح أغلب سكانها.

وفي الرقة، أقدم مقاتلون إسلاميون على هدم مقام ديني في قرية عين عروس، أولى المدن التي تسيطر عليها المعارضة بشكل كامل منذ بداية الاحتجاجات في سوريا، مما أثار استياء سكان المدينة. وقال ناشطون معارضون إن مقاتلي لواء «دولة الشام العراق الإسلامية» هم من قاموا بتفجير مقام النبي إبراهيم الخليل في قرية عين العروس وسووه بالتراب بعد تفجيره. وتقع قرية عين العروس جنوب مدينة تل أبيض، شمال مدينة الرقة وتشتهر بالمقام الذي تتعلق قصته بالنبي إبراهيم الخليل وزوجته سارة أثناء مرورهما من هناك.

أما في دير الزور شرق البلاد، فقد أفاد ناشطون باندلاع اشتباكات عنيفة بأسلحة خفيفة ومتوسطة عند سور مطار دير الزور العسكري تحت اسم عملية «شمس الفرات» التي أطلقها «الجيش الحر». قال الناطق الرسمي للجبهة الشرقية في هيئة الأركان، أبو عمر ليلى، إن «القوات النظامية قامت بالرد على الهجوم بقصف محيط المطار وقرية المريعية بالمدفعية الثقيلة والدبابات». ولفت أبو عمر إلى أن مدينة دير الزور تعاني من وضع إنساني مترد نتيجة القصف على مدار الساعة، والحصار الخانق على المداخل مما يمنع دخول المساعدات إليها.

في موازاة ذلك، كشف نائب رئيس الأركان في الجيش الإيراني، الجنرال مسعود جزائري، عن «مساع حثيثة» لتشكيل قوات عسكرية تتولى حماية ما يوصف بـ«المراقد والمقامات المقدسة» للشيعة في سوريا. وقال، في مقابلة القناة الناطقة باسم حزب الله، إنه «علي أن أقول إنه من الناحيتين العسكرية والأمنية، إن تحرير الجولان ليس بالأمر المتعذر، وهو أمر يمكن أن يحصل ويبدو أننا خلال أشهر ليست كثيرة سنشهد تغييرا جذريا». وأوضح أنه «خلال هذا الوقت سنشهد قيام سوريا الحديثة، سوريا الجديدة ستكون بداية لمقاومة جديدة وسيكون لديها رسالة لصمود الشعب في المنطقة وسوف نلاحظ تغييرات كبيرة في المنطقة، جزء منها سيمر من الجولان إن شاء الله».