وزير التعليم العالي الأردني يتعهد بإجراءات عقابية للحد من العنف في الجامعات

90% من مشاجرات الطلبة تحولت إلى أبعاد عشائرية

TT

عزا وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأردني أمين محمود، سبب العنف بين أوساط الطلبة في الجامعات الأردنية إلى خليط من «التخلف» و«الجهل» والتقصير في المتابعة والتحقيق وبعض الأخطاء الإدارية، وتعهد باتخاذ جملة من الإجراءات منها معاقبة المسؤولين عن العنف للحد من الظاهرة.

وقال الوزير محمود خلال مؤتمر صحافي عقده أمس إن «عدم تدارك الأمر (العنف في الجامعات) على مستوى الأفراد والمجتمع والمؤسسات؛ فإنه سيجد بيئة ينمو فيها بعدما يتغذى على العصبية والتشنج فيصبح قابلا للتصدير خارج الجامعات بعدما اقتحمها دون استئذان»، وأضاف: «بصراحة ما حصل مؤخرا في بعض جامعاتنا مخجل ومؤلم لكنه ليس نهاية المطاف ولا يشكل جوهر مؤسساتنا التعليمية ولا حقيقتها ويمكن استئصاله واجتثاثه من جذوره فلا خير فينا إن لم نفعل».

وتابع وزير التعليم العالي: «اختبرنا معا في الآونة الأخيرة سلسلة من أحداث العنف المؤسفة التي أقلقتنا جميعا وأضرت بجامعاتنا وتسببت في إنتاج كمية هائلة من الألم الوطني بعدما وصل الأمر للأسف لسقوط ضحايا وإهدار دماء وتحطيم وإحراق مقدرات».

وكشف الوزير عن سلسلة من الإجراءات أوصت بها نخبة من المختصين للحد والقضاء على الظاهرة، موضحا: «أنها وصفة تراعي العمل باتجاهين هما توفير جاهزية لوجيستية وقانونية لمتابعة أي خروقات للقانون داخل الجامعات بحيث يصبح السلوك العنيف منبوذا ومكلفا أكثر على صاحبه مع توفير قدرات ذاتية داخل مؤسسات الجامعات لمراقبة أي سلوكيات شاذة أو خارجة عن المألوف قبل وأثناء حصولها».

وبين أن إجراءات سيدخل بعضها حيز التنفيذ فورا على مستوى الإدارات الجامعية وبعضها الآخر يحتاج لفترة من الوقت حتى يستقر في عمق العملية التعليمية وهي بكل الأحوال إجراءات تتميز بالمرونة وقابلة للتطور والاختبار الميداني.

واعتبرت الحملة في بيان لها أن هذه الأرقام تؤكد التنامي المتسارع لهذه الظاهرة، حيث إن الأكثر خطورة كان في عدد الضحايا الناتجة عنها، فقد حصد هذان الشهران أرواح ستة مواطنين، فيما لم يتجاوز عدد ضحايا العنف الجامعي خلال الأعوام الثلاثة الماضية مجتمعة 3 أشخاص.

وأشارت الحملة إلى أن أكثر من 90% من المشاجرات وقعت في الكليات الإنسانية. وأوضحت أن كل المشاجرات التي رصدتها تحولت إلى مشاجرات بأبعاد عشائرية ومناطقية رغم أنها تبدأ بإشكاليات صغيرة وسطحية.

كما أظهرت المعلومات، وفق البيان، أن معظم المشاجرات اتسمت بدخول أعداد كبيرة من الأشخاص إلى داخل الحرم الجامعي ومشاركتهم في المشاجرات، ما قالت الحملة إنه يضع علامة استفهام كبيرة على دور الحرس الجامعي.