انفجار قرب سفارات بالعاصمة الليبية وجريح في هجوم على حاجز للجيش في بنغازي

واشنطن تبحث خيارات التدخل لتوقيف متهمين بالضلوع في الهجوم على قنصليتها

TT

فيما بدا استمرارا لعجز السلطات الليبية عن إحكام سيطرتها على الأمن في البلاد منذ الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، قال شهود عيان في طرابلس الغرب أمس، إن «انفجارا محدودا وقع في شارع يضم سفارات اليونان والسعودية والجزائر ما تسبب في أضرار طفيفة».

وقبل ساعات من انفجار طرابلس هاجم مجهولون حاجزا لوحدة للجيش في وسط بنغازي شرق البلاد، بينما خرجت تسريبات أميركية أمس بشأن بحث واشنطن خيارات للتدخل ميدانيا بهدف القبض على مشتبه بهم في الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية ببنغازي العام الماضي، وقتل فيه السفير كريستوفر ستيفنز و3 أميركيين آخرين.

ونقلت وسائل إعلام ليبية محلية عن شهود عيان أن انفجارا محدودا وقع أمس في شارع الظهرة بوسط العاصمة الليبية يضم عدة سفارات أجنبية متسببا في أضرار طفيفة. وأضاف أحد أفراد القوات الأمنية في المكان أن «قنبلة صغيرة محلية الصنع وضعت قرب سيارة في الشارع الذي توجد به سفارات اليونان والسعودية والجزائر».

وكان مجهولون قد استهدفوا السفارة الفرنسية في طرابلس في هجوم بواسطة سيارة مفخخة في أبريل (نيسان) الماضي، وأسفر الهجوم عن إصابة عنصرين من أفراد أمن السفارة الفرنسية وهما فرنسيان، بالإضافة إلى الكثير من المواطنين الليبيين، مخلفا أضرارا جسيمة.

وشهدت طرابلس خلال الأسابيع الأخيرة حصارا لوزارتين من جانب ميليشيات مسلحة، كانت تطالب بإقرار قانون العزل السياسي بحق متعاونين مع نظام القذافي.

وعلى الصعيد نفسه، تشهد مدينة بنغازي التي تعتبر مهد الثورة الليبية ضد القذافي أعمال عنف متصاعدة تتجلى في اعتداءات وهجمات على قوات الأمن وممثليات دبلوماسية أجنبية.

وقال مسؤول أمني في بنغازي أمس، إن جنديا أصيب بجروح طفيفة في هجوم بعبوة ناسفة وقع مساء أول من أمس استهدف حاجزا للجيش في وسط المدنية. وأضاف المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية رافضا الكشف عن اسمه، إن «عبوة ناسفة ألقيت على حاجز لوحدة للجيش متمركزة على مفترق طرق الدبيل في وسط بنغازي من قبل أفراد كانوا يستقلون سيارة»، مشيرا إلى أن «الاعتداء وقع نحو الساعة الثانية فجرا بالتوقيت المحلي وأوقع جريحا إصابته طفيفة في صفوف الجنود».

وشهدت بنغازي في الأشهر الماضية أيضا عدة اعتداءات وهجمات ضد أجهزة الأمن وبعثات دبلوماسية غربية، ما يشير إلى عجز السلطات عن تشكيل قوات أمنية فعالة، وغالبا ما تنسب السلطات هذه الهجمات إلى إسلاميين متطرفين على غرار الهجوم الذي وقع في 11 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، واستهدف قنصلية الولايات المتحدة في بنغازي.

وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت كشفت فيه شبكة «CNN» الأميركية أن قادة الجيش الأميركي يبحثون خيارات عدة تهدف إلى اعتقال المتورطين بالهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي أو القضاء عليهم، بحسب تقرير إخباري بثته أمس (السبت).

ووفقا لمصادر أمنية أميركية، فإن الخطط ستنفذ عبر مجموعة متنوعة من الإجراءات، من بينها نقل قوات أميركية برية إلى داخل ليبيا لتنفيذ العملية. وبحسب المصادر نفسها، فإن الجيش الأميركي لديه قائمة بالأهداف المحتملة داخل بنغازي أو في جوارها، إلى جانب قائمة بالأشخاص الذين تشتبه واشنطن بتورطهم في الهجوم أو ترغب في القبض عليهم، حيث أفيد عن وجود قوات خاصة أميركية في مناطق بشمال أفريقيا بهدف جمع المعلومات تحضيرا لتنفيذ الهجوم في حال صدور أوامر بذلك.

ونشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «إف بي آي» في بيان، مطلع مايو (أيار) الحالي، صور مسلحين قال إنها التقطت لهم خلال الاعتداء الذي استهدف القنصلية في بنغازي. وظهر الأشخاص في الصور المنشورة وهم يحملون بنادق رشاشة.