مسؤول مصري: كل الخيارات مفتوحة في التعامل مع خاطفي الجنود بسيناء

مئات الفلسطينيين عالقون على جانبي الحدود مع مصر بعد إغلاق معبر رفح

معبر رفح مغلق لليوم الثاني على التوالي بسبب خطف إسلاميين مسلحين سبعة مجندين في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الماضي للمطالبة بالإفراج عن متشددين سجناء (أ.ب)
TT

أكد مدير أمن شمال سيناء اللواء سميح بشادي أمس أن كل الخيارات أصبحت مفتوحة في التعامل مع خاطفي الجنود المصريين السبعة. يأتي هذا بالتزامن مع استمرار غلق جنود مصريين لمعبر رفح الحدودي مع قطاع غزة. وقالت مصادر الرئاسة المصرية لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس محمد مرسي أعطى توجيهاته بسرعة حل المشكلة التي أصبحت تخيم على العلاقات بين القاهرة وقطاع غزة بسبب غلق المعبر الذي يعد المنفذ البري الوحيد على العالم الخارجي لقطاع غزة، ويشهد تسهيلات واسعة في حركة السفر منذ ثورة 25 يناير 2011 في مصر.

وحتى وقت متأخر من مساء أمس قالت مصادر أمنية في شمال سيناء وأخرى فلسطينية إن جهودا يبذلها الطرفان لفتح المعبر قد فشلت، وأوضح المصدر المصري أن المفاوضات مع خاطفي الجنود المصريين «فشلت هي الأخرى في استعادة الجنود المختطفين»، وأن «الصبر على هذه المفاوضات بدأ ينفد لدى قوات الجيش والشرطة في سيناء»، مشيرة إلى أن السلطات المصرية قد تلجأ إلى المواجهة لتحرير المختطفين». وقال بشادي إن كل الخيارات مفتوحة الآن في التعامل مع خاطفي الجنود السبعة في سيناء.

وصرح مصدر أمني مسؤول بأن قوات الشرطة والجيش أنهت استعدادها في وضع الخطط التي يمكن استخدامها في حالة وقف المفاوضات مع الخاطفين وتعثرها، لكن لا يزال هناك أمل في إنهاء الأزمة دون إراقة نقطة دماء طبقا لتعليمات الرئيس محمد مرسي لمحافظ شمال سيناء. وقالت المصادر إن الرئيس مرسي طالب بالتعامل مع القضية بحذر ودون إراقة أي دماء وأن التفاوض يمكن أن يؤدي إلى الحلول وأن الحسم بالقوة يزيد الأمور تعقيدا و«يدخلنا في أمور لا يمكن تداركها بسهولة».

وأكد اللواء سيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء أنه تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس مرسي لمتابعة أزمة الجنود المختطفين، والجهود المبذولة من أجل إطلاق سراحهم، ولفت المحافظ إلى أن المفاوضات جارية بتدخل من رموز وقيادات في سيناء بمعاونة الأجهزة الأمنية في إقناع الخاطفين بإطلاق سراح الجنود المختطفين.. معربا عن أمله في أن تنتهي الأزمة بأسرع وقت وعودة الجنود إلى وحداتهم.

وعلى الصعيد نفسه أكدت مصادر في مطار العريش الجوي بسيناء أنه تم إغلاق مطار العريش بعد رفض أفراد الأمن العمل تضامنا مع زملائهم في مصلحة أمن الموانئ في معبر رفح، ولكن المسؤولين عن مطار العريش يقولون إن هناك صيانة للمطار. ولم يتضح على الفور إن كان الإغلاق بسبب أعمال صيانة أم أن الجنود وأفراد الشرطة يمتنعون عن العمل أيضا تضامنا مع زملائهم في معبر رفح.

ومن الجانب الفلسطيني، قال إسلام شهوان المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة غزة إن «مئات العالقين الفلسطينيين وبينهم نواب في المجلس التشريعي ومرضى وأشخاص عادوا بعد أداء العمرة في الديار الحجازية تعرضوا للإهانات من عناصر الشرطة المصرية».

وفي بيان منشور له على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قال شهوان: «لقد تواصل معي عدد من الأشخاص الذين جرى احتجازهم كرهائن ولاقوا الويلات، وتم تهديدهم بإطلاق النار عليهم من قبل الشرطة المصرية». وأضاف أن «ما حصل لأهلنا وشعبنا اليوم على معبر رفح مرفوض، ويجب على الحكومة أن تطالب الجهات المصرية بالاعتذار لما حدث للنساء والأطفال من إهانة وخوف بعد تهديد الشرطة المصرية، لا لشيء سوى أنهم من غزة».

وطالب شهوان الفصائل الفلسطينية بأن يكون لها «ردٌ موحد يصل للرئاسة المصرية بشأن الإهانة على معبر رفح».

وذكر شهود عيان إن مئات العالقين يفترشون الأرض في ظل ظروف قاسية، سيما وأن الكثيرين منهم قد عادوا بعد إجراء عمليات جراحية في الخارج أو أنهم أشخاص طاعنون في السن وأطفال. وأكد مصدر أمني أن عدد العالقين قد ارتفع إلى 500، مشيرا إلى أن هذا الرقم مرشح للزيادة.

من ناحيته أكد غازي حمد، وكيل وزارة الخارجية في حكومة غزة، أن «اتصالات ما زالت مستمرة تجري مع أعلى المستويات في مصر لفتح معبر رفح وعودة العالقين من أهلنا سواء كانوا مواطنين أو نوابا أو مسؤولين». وأعرب في تصريح وزع على الصحافيين عن أمله بحل أزمة المجندين المصريين المختطفين بأسرع وقت، مؤكدا أن حكومة غزة «قامت بإجراءات مكثفة في منطقة الحدود والأنفاق لتطويق أي تداعيات أمنية وميدانية».

وبدوره، قال مدير الإدارة العامة للمعابر والحدود في حكومة غزة ماهر أبو صبحة إن فشل الجهود المصرية بالإفراج عن المجندين السبعة المختطفين بشمال سيناء يعني إبقاء معبر رفح على حاله مغلقا حتى إشعار آخر.

وفي السياق نفسه، أعلنت حكومة غزة أن رئيس الوزراء إسماعيل هنية تلقى الليلة قبل الماضية اتصالا هاتفيا مطولا من الرئيس المصري محمد مرسي. وحسب بيان الحكومة فقد بحث مرسي وهنية في الاتصال الهاتفي، آخر المستجدات السياسية وخاصة ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، وكذلك الأوضاع الأمنية والميدانية.

وقال اللواء حرحور إنه جرى اتخاذ عدة إجراءات لاحتواء أزمة تكدس الفلسطينيين على بوابة الميناء بسبب إغلاقه، وإن هناك تنسيقا مع إدارة الميناء لعمل خيمة كبيرة أمام الميناء لإقامة الفلسطينيين بها. ووعد المحافظ بتوفير كافة مستلزمات واحتياجات العالقين الفلسطينيين وتوفير أوجه الرعاية الإنسانية والأمنية لهم، وأن أي فلسطيني تنفد نقوده ستقوم المحافظة بسد كافة احتياجاته.