كوريا الشمالية تطلق 3 صواريخ باتجاه اليابان

طوكيو أوفدت مبعوثا إلى بيونغ يانغ لإنهاء أزمة مخطوفيها

صورة وزعتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية أمس لزعيم البلاد كيم جونغ أون أثناء زيارته لـ«مصنع 20 فبراير» التابع للجيش والمعني بإعداد مواد غذائية في موقع غير محدد (أ.ف.ب)
TT

أطلقت كوريا الشمالية أمس ثلاثة صواريخ قصيرة المدى باتجاه بحر اليابان فيما يبدو أنه جزء من مناورات عسكرية. وجاء إطلاق الصواريخ هذه فيما أنهى موفد ياباني كبير زيارة مثيرة للجدل إلى بيونغ يانغ أمس قال إنه طالب خلالها السلطات هناك بالتحرك بسرعة لحل قضية رعايا يابانيين كانوا خطفوا في الماضي.

وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخين موجهين صباح (السبت) وصاروخا آخر بعد الظهر قبالة ساحلها الشرقي. وأضاف «في حال حدوث أي استفزاز فإن الوزارة ستستمر في متابعة الموقف وستظل في حالة تأهب». وبدوره قال مصدر حكومي ياباني إن أيا من الصواريخ الثلاثة لم يسقط في المياه الإقليمية اليابانية.

وتراقب كوريا الجنوبية عن كثب إطلاق صواريخ من جارتها الشمالية ما يشمل في بعض الأحيان إطلاق صواريخ قصيرة المدى في مناوراتها العسكرية. وأطلقت بيونغ يانغ صاروخا طويل المدى بنجاح في ديسمبر (كانون الأول) الماضي قائلة إن هدفه كان إرسال قمر صناعي إلى مداره، وشجبت الولايات المتحدة وحلفاؤها ذلك واصفة إياه بتجربة لتكنولوجيا يمكنها ذات يوم إطلاق رأس حربي نووي.

في غضون ذلك، عاد إيساو إيجيما المستشار الكبير لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس إلى بلاده بعد زيارة مثيرة للجدل إلى كوريا الشمالية. وقال إيجيما إنه أبلغ كبار المسؤولين الكوريين الشماليين بأن طوكيو تريد عودة الرعايا اليابانيين الذين خطفهم عملاء كوريون شماليون في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، على الفور، بحسب ما أوردت وكالة «جيجي برس». وأضاف إيجيما في تقريره إلى سكرتير الحكومة يوشيهيدي سوغا في أحد فنادق طوكيو أنه طلب من بيونغ يانغ كشف الحقيقة حول عمليات الخطف وتسليم المسؤولين عنها كما أضافت وكالة جيجي.

وأثارت زيارة إيجيما تكهنات بأن كوريا الشمالية تحاول تحسين علاقاتها مع اليابان في وقت تشهد فيها علاقاتها مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية توترا شديدا بعد التجارب النووية والصاروخية. واعتبرت كوريا الجنوبية الزيارة «غير مفيدة» للجهود الدولية الهادفة لتشكيل جبهة موحدة ضد بيونغ يانغ فيما قالت الولايات المتحدة إنها فوجئت بها.

وقد كثفت الولايات المتحدة، مع حليفيها الآسيويين، ضغوطها على بيونغ يانغ لكي تتخلى عن طموحاتها النووية والانضمام إلى صفوف الأسرة الدولية. وبثت وسائل الإعلام الكورية الشمالية هذا الأسبوع مشاهد لإيجيما يجري محادثات الخميس مع كيم يونغ نام رئيس برلمان كوريا الشمالية.

وإيجيما كان مساعدا كبيرا لرئيس الوزراء الياباني السابق جونيشيرو كويزومي، ومعروف أنه لعب دورا في تنظيم رحلاته إلى بيونغ يانغ في 2002 و2004 لإجراء محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي آنذاك كيم جونغ - إيل. وقد رافق ابي كويزومي خلال زيارته عام 2002.

وحين زار كويزومي بيونغ يانغ في 2002، أقرت كوريا الشمالية بأن عملاءها خطفوا رعايا يابانيين في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي لتدريب جواسيس على اللغة اليابانية والعادات. وقد عاد بعض هؤلاء إلى اليابان مع أولادهم الذين أبصروا النور في كوريا الشمالية، لكن بيونغ يانغ قالت إن الباقين منهم توفوا. إلا أن كثيرين في اليابان يعتقدون أن كوريا الشمالية لا تزال تحتجز بعضهم. وقال آبي للصحافيين أمس إن «قضية الخطف هي ما يجب أن يحل تحت إدارتي. إن مهمتي لن تكتمل إلا عند عودة كل الضحايا إلى عائلاتهم».