البحرين: تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني تهدد سلم المنطقة

المنامة تعدها تدخلا في شؤونها الداخلية

TT

أدانت البحرين تصريحات أدلى بها حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، في أعقاب مطالبته بالاعتذار عن تفتيش منزل آية الله عيسى قاسم، مهددا برد غير متوقع في حال لم تعتذر، وفقا لوكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية.

واعتبرت البحرين التصريحات «تدخلا مرفوضا وغير مقبول في شؤونها الداخلية»، واصفة إياها بغير المسؤولة.

وقال السفير حمد العامر وكيل وزارة الخارجية البحرينية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون، أمس «إن التصريحات تهديدات عدائية وإساءة صريحة ومباشرة لعلاقات إيران مع دول مجلس التعاون، وسوف تكون لها نتائج خطيرة على أمن واستقرار منطقة الخليج العربي والعالم العربي، والأمن والسلم الدوليين».

واعتبر العامر ما صدر عن الخارجية الإيرانية «سلوكا غير مسبوق في العلاقات بين الدول، وغير معهود إطلاقا في العلاقات الدولية والإقليمية، ويتناقض تماما مع مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي، التي تؤكد جميعها احترام سيادة الدول واستقلالها».

وقال العامر في رده على تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني، إن كبار المسؤولين الإيرانيين يتحدثون كل يوم عن البحرين بأكثر مما يتحدثون عن بلادهم وسياستها ومصالحها وأوضاع شعبها الاقتصادية والاجتماعية المتردية، «وذلك من أجل التغطية على الواقع المرير الذي يعانيه الشعب الإيراني من الظلم والاستبداد وانتهاك أبسط حقوقه الإنسانية في الحياة الكريمة منذ عام 1979 حتى الآن».

ويأتي التجاذب البحريني الإيراني الأخير في أعقاب إخضاع الشرطة البحرينية منزل الشيخ آية الله عيسى قاسم للتفتيش بعد مطاردة أمنية تمت في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الماضي في العاصمة المنامة، لمن سمتهم الشرطة «المتورطين في عمل إرهابي».

وقالت الحكومة البحرينية على لسان سميرة رجب وزيرة الدولة للإعلام والمتحدثة باسم الحكومة البحرينية: «إن قوات الشرطة لم تستهدف منزل أحد بعينه وإنما كانت تقوم بعمل أمني وتعرضت لإطلاق النار من مجموعة إرهابية، وأصيب اثنان من رجال الأمن في المواجهة وبدأت في البحث عن الإرهابيين، في الموقع الذي لجأت المجموعة الإرهابية له وللضرورة الأمنية تم تفتيش المنازل التي توجه لها الإرهابيون».

وبالعودة إلى وكيل الخارجية البحرينية الذي أكد بالقول: «إن التمادي الإيراني غير المسؤول بإطلاق مثل هذه التهديدات والتحذيرات على مدار الساعة أصبح ركنا أساسيا من الاستراتيجية الإعلامية الإيرانية الممنهجة ضد مملكة البحرين، بما يؤكد عدم التزام وعدم احترام إيران لمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية كقاعدة أساسية يجب تدعيمها في العلاقات بين الدول وذلك انسجاما مع الأعراف الدولية».

وأضاف وكيل الوزارة: «من المؤسف جدا استمرار كبار المسؤولين الإيرانيين بإطلاق مثل هذه التهديدات الخطيرة والتحريض السياسي والديني والإعلامي المستمر الذي ترفضه مملكة البحرين جملة وتفصيلا».

واعتبر العامر التصريحات الأخيرة للمسؤول الإيراني بأنها تعكس بكل وضوح الأطماع التوسعية الإيرانية لدولة عربية عضو في الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز، وتابع: «على إيران أن تدرك أن مملكة البحرين لا تعطي هذه التهديدات أي اعتبار، وأن عجلة التطور والبناء الحضاري فيها سوف تستمر ولن تتوقف، انطلاقا من إيمانها الراسخ بحضارتها وشعبها الذي يقف جنبا إلى جنب مع قيادته لتحقيق آماله وتطلعاته في الحرية والتقدم».

وكانت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية نقلت عن حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني مطالبته مملكة البحرين بالاعتذار عن تفتيش قوات الأمن البحرينية منزل الشيخ آية الله عيسى قاسم. وقال عبد اللهيان إذا لم تعتذر البحرين عما حدث فعليها أن تنتظر ردا غير متوقع.

وقال المسؤول الإيراني إن لهذا الحدث تداعيات خطيرة أكبر من التطورات التي تجري داخل البحرين.

بدورها قالت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في البحرين (المعارضة السياسية)، إن الاعتداء على منزل قاسم كان مخططا له ومقصودا ولم يكن عفويا أو تصرفا شخصيا أو لحظيا، بل بإصرار وتخطيط مسبق.