ترشيح رفسنجاني يدفع المتشددين نحو المواجهة

مسؤول بالحرس الثوري الإيراني: الانتخابات الرئاسية ستكون متعددة الأوجه ومعقدة ولا يمكن التنبؤ بنتائجها

TT

زادت تصريحات خطيب صلاة الجمعة بطهران آية الله جنتي من الأصوات المتطرفة داخل الفصيل الراديكالي، التي تطالب مجلس صيانة الدستور بالإطاحة بالمرشح هاشمي رفسنجاني من سباق الانتخابات الرئاسية في إيران.

وحث حسين شريعتمداري وهو رئيس تحرير صحيفة «كيهان» اليومية، مجلس صيانة الدستور على الإطاحة بالمرشحين الذين لديهم علاقات بالإصلاحيين. وفي مقاله الافتتاحي، أمس، نبه شريعتمداري جنتي إلى أنه «إذا ما قام المجلس برفض أوراق المرشحين الأتقياء وغير الفاسدين، بسبب عدم خبرتهم السياسية، فالأحرى به أن يرفض أوراق الساسة الذين لديهم خبرة، ولكنهم معروفون بتساهلهم مع أعداء مؤسسة الدولة».

ويتناقض ذلك مع التصريحات التي أدلى بها شريعتمداري قبل أيام من ترشيح رفسنجاني للانتخابات الرئاسية، في أوائل شهر مايو (أيار)، عندما أشاد بالرئيس السابق، وقال إنه مؤهل تماما لتولي منصب رئيس الجمهورية. وعلى الرغم من ذلك، حث شريعتمداري رفسنجاني على أن لا يخوض السباق الرئاسي، نظرا لأنه لا يتمتع بالشعبية الكافية لنجاحه في الانتخابات.

وجاء ترشح رفسنجاني ليزيد حالة التعقيد والغموض التي تحيط بالمشهد السياسي وبالشخص الذي يمكن، أو ينبغي، أن يكون الرئيس القادم للجمهورية الإسلامية. ومن جهته، انتقد النائب علي مطهري الذي كان يعرف حتى قبل 4 سنوات بدعمه لفصيل الإصلاحيين، الهجوم الضمني من قبل آية الله جنتي على رفسنجاني.

وقال مطهري لمراسلين برلمانيين، أمس: «كلام جنتي في خطبة الجمعة كان غوغائيا وغير مقبول كلية». وحذر جنتي والمتشددين الآخرين من تكرار الأساليب الخاطئة التي استخدمت في الانتخابات السابقة.

ونقلت وكالة أنباء «إسنا» عن مطهري قوله: «لقد خدعنا الشعب في الانتخابات السابقة، ودفعناهم للنزول والتصويت حيث أردنا، وهذا هو ما وصلنا إليه من البؤس والحزن»، في إشارة إلى رئاسة نجاد.

وقد تسبب افتقار حكومة أحمدي نجاد إلى الكفاءة في إدارة الاقتصاد والعقوبات الدولية على النفط والقطاع المالي الإيراني في خلق حالة من اليأس لدى الناخبين. ولا تزال المرارة وعدم الثقة اللذان عانى منهما الإيرانيون في الانتخابات السابقة المتنازع عليها تخيم على العلاقة بين الفصيل الحاكم والغالبية العظمى من الطبقة المتوسطة والمتعلمة من المجتمع.

من ناحية أخرى، وصف رسول سنائي راد رئيس المكتب السياسي في الحرس الثوري الانتخابات المقبلة بأنها «متعددة الأوجه، ومعقدة ولا يمكن التنبؤ بنتائجها»، وقال في لقاء مع مجموعة من طلبة الحوزة عن الانتخابات المقبلة: «ستكون مختلفة وفريدة، خاصة أن الانتخابات الرئاسية ستجري إلى جانب انتخابات المدن والمجالس المحلية للقرى». وأضاف سنائي راد: «انتخابات مجالس المدن همشتها الانتخابات الرئاسية، لكن البعض ينتظرون بشغف لرؤية ما إذا كانت ستتاح لهم فرصة دخول النظام».

وقبل أقل من يومين على إعلان الحرس الثوري القائمة النهائية للمرشحين، يضغط المتشددون لضمان إما انسحاب رافسنجاني أو عدم تأهله. لكن أيا من السيناريوهين غير متوقع، وربما يفسر هذا السبب في انقسام الفصيل المحافظ إلى متطرفين يعارضون رافسنجاني ومعتدلين يدعمونه.