وزير الإعلام في جوبا لـ«الشرق الأوسط»: الخرطوم ما زالت لديها عناصر مسلحة في أبيي

دولتا السودان وجنوب السودان ترحبان بزيادة قوات أممية إلى منطقة أبيي المتنازع عليها

TT

رحبت دولة جنوب السودان بما طلبه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من نشر 1126 جنديا إضافيا إلى قوات حفظ السلام المنتشرة في أبيي التي تعرف باسم «يونيسفا»، وجميعهم من دولة إثيوبيا، وأكدت جوبا لقاء يجمع رئيسها سلفا كير ميارديت مع نظيره السوداني عمر البشير الجمعة المقبل على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا لمناقشة الوضع النهائي لمنطقة أبيي التي يتنازع عليها البلدان، وشددت على أنها لا تقدم أي دعم إلى مقاتلي الجبهة الثورية الذين يخوضون حربا ضد الخرطوم في مناطق دارفور (جنوب كردفان) النيل الأزرق، ونقلوا معاركهم إلى العمق في شمال كردفان.

وقال الدكتور برنابا مريال بنجامين وزير الإعلام والبث الإذاعي في جنوب السودان المتحدث الرسمي باسم الحكومة لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده ترحب بنشر جنود إضافيين لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أبيي، متهما الخرطوم بالتلكؤ في سحب قواتها المسلحة من المنطقة حسب الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في سبتمبر (أيلول) الماضي في أديس أبابا، وقال: «ما زالت القوات السودانية موجودة في المنطقة تحت اسم الشرطة والمسيرية يحملون أسلحتهم، وكنا نكرر شكوانا إلى مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي»، مشددا على أن بلاده التزمت بسحب قواتها فورا من أبيي بعد أن توصل البلدان إلى اتفاق العام الماضي، وأضاف: «مقتل كوال دينق كوال زعيم قبلية دينكا نقوك يؤكد ما رددناه من قبل للجهات الإقليمية والدولية من أن السودان لم ينفذ سحب قواته من أبيي حتى الآن»، معتبرا أن نشر القوات الأممية يمكن أن يعزز الاستقرار في أبيي.

ومن جانبه أوضح السفير أبو بكر الصديق الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية لوكالة الأنباء الرسمية (سونا) أن مطالبة الأمين العام بان كي مون بزيادة قوات حفظ السلام في أبيي تأتي في إطار اتفاق سابق بين البلدين والأمم المتحدة لحماية المنطقة المعزولة، وتعتبر أبيي من هذه المناطق وفقا للاتفاقيات الموقعة أخيرا بين الدولتين.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد طالب مجلس الأمن الدولي بالموافقة على إرسال 1126 جنديا إضافيا من قوات حفظ السلام إلى منطقة أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان، كما طالب جوبا والخرطوم بعدم إدخال أي عناصر مسلحة للمنطقة، وقال إن منطقة أبيي تشهد معارك دموية بين مجموعات متنافسة لا تزال مسلحة، ويناصب كل منهما العداء للآخر ويرتاب منه، مشددا على أن وجود هذه المجموعات المسلحة في أبيي يشكل تهديدا ملحوظا، مما يستدعي تعزيز قوة الأمم المتحدة وزيادة عددها، معتبرا أن عدم إجراء الاستفتاء الخاص بأبيي لا يزال يقوض الجهود الرامية لحفظ الأمن وتأمين استقرار الوضع الإنساني، وقال إن من واجب كل من الخرطوم وجوبا منع دخول عناصر مسلحة غير مسموح بها إلى أبيي.

وتضم قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا) حاليا نحو 4 آلاف جندي غالبيتهم إثيوبيون، في حين أن العدد الأقصى المسموح به لهذه القوة بموجب قرار إنشائها من مجلس الأمن هو 4200 جندي.

من جهة أخرى أكد وزير الإعلام والبث الإذاعي في جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين أن رئيس بلاده سلفا كير ميارديت سيلتقي نظيره السوداني عمر البشير على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا الجمعة المقبل، وأضاف أن القمة مخصصة لمناقشة الوضع النهائي لمنطقة أبيي التي يتنازع عليها الطرفان إلى جانب مقتل السلطان كوال دينق كوال الذي قتل قبل أسبوعين في أبيي على أيدي مسلحين يتبعون قبيلة المسيرية ذات الأصول العربية، وأضاف: «الحل النهائي قدمه الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي إلى البلدين ووافقنا عليه ورفضته الخرطوم، ومن ثم تبنى مجلس السلم والأمن الأفريقي المقترح ووافق عليه». وتابع: «قمة البشير وسلفا ستناقش قضية مقتل كوال دينق وما قام به السودان في هذا الأمر من تحقيقات والوصول إلى الجناة الحقيقيين»، مشيرا إلى أن سلفا كير سيزور الخرطوم في يوليو (تموز) المقبل للوقوف على تصدير أول شحنة نفط من جنوب السودان عبر ميناء بورتسودان في دولة الشمال بعد توقف دام أكثر من عام بسبب خلافات حدودية بين البلدين.

ونفى بنجامين أن تكون بلاده قد قدمت دعما إلى الجبهة الثورية التي تقاتل حكومة البشير، وقال: «المعلومات التي ترددها الخرطوم غير صحيحة، والرئيس سلفا كير أبلغ نظيره البشير بشكل واضح خلال زيارته إلى جوبا في أبريل (نيسان) الماضي بأن جنوب السودان لا يقدم أي دعم إلى الجبهة الثورية؛ لأنه ليس هناك من مبرر لفعل ذلك». وقال إن المعلومات التي قدمتها الحكومة السودانية عبر وزير خارجيتها علي كرتي ومدير جهاز الأمن أول من أمس عند لقائهم سلفا كير في جوبا ليست حقيقية، مشيرا إلى أن آلية التحقيق في مثل هذه الشكاوى لم تنشأ بعد والتي تشارك فيها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيسفا) التي تقوم بعمليات حفظ السلام في منطقة أبيي أيضا، وأضاف: «القوات الأممية المقترح نشرها على حدود السودان وجنوب السودان غير كافية بسبب أن الحدود واسعة جدا تصل إلى أكثر من ألفي كلم»، وقال: «نحن نحتاج إلى قوة أممية بأسلحة جيدة وطائرات ومروحيات لمراقبة الحدود بين البلدين والتحقق من ادعاء كل طرف حتى تصبح هذه الحدود آمنة ويتبادل فيها شعبا البلدين المنافع المشتركة بينهما».