مقتل مصري وإصابة العشرات في اشتباكات طائفية بالإسكندرية

مصدر أمني: الموقف تحت السيطرة

TT

أدت أحداث طائفية في مدينة الإسكندرية شمال غربي مصر إلى مقتل شخص وإصابة العشرات أمس. وقالت مصادر أمنية إن شجارا بسبب فتاة بين شابين أحدهما مسيحي والثاني مسلم في حي الدخيلة غرب المدينة، تحول إلى صراع طائفي، استمر منذ الليلة قبل الماضية حتى صباح أمس، واستخدمت فيه قنابل البنزين وأسلحة الخرطوش، مشيرا إلى أن الوضع أصبح تحت السيطرة بعد تدخل الأجهزة الأمنية والقبض على عدد من المشتبه بهم، وتأمين منطقة الأحداث التي تقع فيها كنيسة السيدة العذراء.

وأضافت المصادر الأمنية أن الرجل الذي لقي مصرعه يدعى شريف صدقي (33 عاما) صاحب محل مفروشات، و«لم يستدل على سبب الوفاة». وقال تقرير طبي مبدئي إن الشاب الذي تصادف مروره بمسرح الاشتباكات توفي إثر هبوط حاد بالدورة الدموية وتوقف بعضلة القلب، لكن مصادر أخرى قالت إن الشاب أصيب بحجر في صدره تسبب في وفاته. وتم نقل المصابين للمستشفيات لتلقي العلاج.

وقالت مصادر أمنية أمس لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدوء عاد إلى المنطقة بعد ليلة من الاشتباكات بين المسلمين والمسيحيين»، لافتة إلى أنه تم الدفع بتعزيزات أمنية لحماية كنيسة السيدة العذراء في حي الدخيلة غرب المدينة ومنع اقتحامها والسيطرة على الموقف.

وأضافت المصادر أن الأجهزة الأمنية بالإسكندرية ألقت القبض على 10 من المتهمين بالتسبب في اشتعال الأحداث من الطرفين، وأنهم قيد التحقيق، مشيرة إلى استمرار وجود التعزيزات الأمنية في الإسكندرية لمنع تجدد الاشتباكات.

وقالت مصادر قضائية إن نيابة غرب الإسكندرية بدأت تحقيقات موسعة بإشراف المستشار عبد الجليل حماد رئيس نيابة غرب، وأن فريقا من النيابة العامة انتقل فور علمه بالأحداث إلى مكان الواقعة، ومناظرة جثة القتيل الذي لقي مصرعه، كما تقوم النيابة بسؤال المتهمين المقبوض عليهم على خلفية الاشتباكات. وقررت النيابة حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.

وكانت مديرية أمن الإسكندرية قد أعلنت عن المشاجرة التي وقعت في حي الدخيلة، وقالت التحقيقات المبدئية إن شابا مسيحيا يبدو أنه كان يتلصص على شقيقة شاب مسلم «مما أدى إلى بداية العراك الذي تحول إلى اشتباكات طائفية استخدم فيها الطرفان التراشق بالحجارة والزجاجات الفارغة وإطلاق أعيرة الخرطوش».

وقال شهود عيان إنه أثناء محاولة الشاب المسيحي الاحتماء بالكنيسة، وقيام الشاب المسلم بملاحقته والطرق على باب الكنيسة ظن أقباط المنطقة أن هناك محاولة لاقتحامها مما تسبب في اشتعال المعركة بين الطرفين.

وتظاهر العشرات من أقباط الإسكندرية أمام مشرحة «كوم الدكة» بوسط المدينة، احتجاجا على مقتل الشاب «صدقي».

ومن جانبه نفى القس يسطس تعرض الكنيسة لأي تلفيات أو ضرر، لافتا إلى أن شجارا بين شابين أحدهما مسيحي والآخر مسلم سبب اشتعال الأحداث بين الطرفين، مضيفا أن المنطقة تتميز بوجود «عائلات وعصبيات، وبالتالي كان اندلاع الاشتباكات فيها سريعا اعتمادا من كل طرف على عصبيته».

يشار إلى أن نحو 8 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 80 في اشتباكات وقعت الشهر الماضي بين مسيحيين ومسلمين في منطقتي الخصوص ومقر الكاتدرائية الأرثوذكسية بالقاهرة في أعمال عنف طائفية.