الإفراج عن برويز مشرف بكفالة في جريمة قتل بوتو

حزب عمران خان يفوز بفرعية كراتشي بعد الطعون في نتائج الانتخابات

نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني المتوقع يخاطب أعضاء حزبه «الرابطة الإسلامية» الباكستاني أمس (رويترز)
TT

منحت محكمة باكستانية كفالة، أمس، للحاكم العسكري السابق في باكستان برويز مشرف، في قضية قتل رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو، بحسب مسؤول، إلا أن الجنرال السابق لا يزال رهن الإقامة الجبرية.

ويقبع مشرف قيد الإقامة الجبرية في مزرعته على مشارف إسلام آباد منذ 19 أبريل (نيسان) الماضي، بعد اتهامه بالتآمر لقتل بوتو في هجوم بقنابل وأسلحة رشاشة في روالبندي، نهاية عام 2007.

وصرح مسؤول المحكمة محمد إسلام جويا لوكالة الصحافة الفرنسية: «تأكد منح الجنرال مشرف كفالة»، من قبل محكمة مكافحة الإرهاب في بلدة روالبندي القريبة من إسلام آباد.

ولا تعني الكفالة الإفراج التلقائي عنه، إذ إنه يواجه قضايا قانونية أخرى بشأن إقالته قضاة عندما فرض حالة الطوارئ على البلاد في 2007، ومقتل زعيم متمردين من البلوش في 2006. وأضاف أن القاضي حبيب الرحمن أمر مشرف بدفع مليوني روبية، ما يعادل 20 ألف دولار. وكان مشرف حكم البلاد من 1999 حتى 2008 بعد أن استولى على السلطة في انقلاب.

وألقت حكومة مشرف وقتها باللوم على زعيم طالبان الباكستانية بيت الله محسود في مقتل بوتو، إلا أنه نفى أي علاقة له بمقتلها. وقتل محسود في هجوم لطائرة أميركية من دون طيار في 2009.

ويأتي هذا التطور، في وقت تشهد فيه باكستان تجاذبات سياسية، بعد إجراء الانتخابات في 11 مايو (أيار). وأعلنت لجنة الانتخابات، أمس، عن فوز «حزب تحريك وإنصاف» الباكستاني، بزعامة نجم رياضة الكريكيت السابق عمران خان في الانتخابات التشريعية الفرعية التي أقيمت، أول من أمس، في مدينة كراتشي جنوب باكستان، إثر إلغاء نتائج انتخابات 11 مايو، بسبب الاتهامات بحصول عمليات تزوير.

وحصلت الانتخابات، أول من أمس، في 43 مكتبا انتخابيا، ووسط توتر شديد، عقب اغتيال مسؤولة في حزب خان داخل منزلها، في هذه المدينة الكبيرة المضطربة التي تعد أكثر من 18 مليون نسمة، وتعتبر العاصمة الاقتصادية للبلاد.

وتم تنظيم هذه الانتخابات التي ترمي إلى الحصول على مقعد في الجمعية الوطنية، مجددا في جزء من هذه الدائرة الراقية؛ في كراتشي، بعد ورود شكاوى عدة من حصول عمليات تزوير.

وحقق مرشح حزب «تحريك وإنصاف باكستان» عارف الفي فوزا في هذه الدائرة، مع حصوله على 77659 صوتا، متقدما بفارق كبير على منافسه خوشبخت شجعت من «حركة متحدة قومي» الحاكمة في كراتشي، وفق ما أعلن المتحدث المحلي باسم اللجنة الانتخابية نجيب أحمد.

يُذكر أن هذه النتائج ليست مفاجئة، لأن حزب «حركة متحدة قومي» وحزب الشعب الباكستاني الذي يدير الحكومة الفيدرالية المنتهية ولايتها في إسلام آباد أعلنا مقاطعتهما هذه الانتخابات الفرعية، بعد رد اللجنة الانتخابية طلبهما بإجراء انتخابات جديدة في كل الدائرة.

وأجريت الانتخابات، أول من أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة من جانب الجيش والشرطة والقوى المساندة للجيش، بعدما أقدم مجهولون، مساء السبت الماضي، على اغتيال زهرة شهيد حسين نائبة رئيس حركة تحريك وإنصاف باكستان في ولاية السند (جنوب) وعاصمتها كراتشي.

وحققت رابطة مسلمي باكستان، بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف، فوزا كبيرا على الصعيد الوطني في هذه الانتخابات، متقدمة أمام حزب الشعب الباكستاني الذي يدير الحكومة المنتهية ولايتها. وحققت حركة تحريك وإنصاف باكستان خرقا بحلولها في المركز الثالث. وقتل أكثر من 150 شخصا في هجمات مرتبطة بالانتخابات خلال الحملة الانتخابية وفي يوم الاستحقاق.