خبراء أتراك: تركيا تقوى بالسعودية والعكس صحيح.. والعالم الإسلامي قوي بهما

مستشار أردوغان: سوريا بند أول على لقاء رئيس الوزراء مع الأمير سلمان

ولي العهد السعودي لدى استقباله وزير الدفاع التركي أمس (واس)
TT

يختتم ولي العهد السعودي اليوم زيارته إلى تركيا بلقاء يجمعه مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي عاد لتوه من زيارة إلى واشنطن. ويقول مستشار أردوغان طه كينتش إن رئيس الوزراء التركي سوف يضع ضيفه السعودي في أجواء المحادثات والنتائج التي توصل إليها في زيارته، خصوصا في الموضوع السوري. وتوقع أن يحتل هذا الملف صدارة البحث.

وقال كينتش لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس الوزراء أردوغان والأمير سلمان سيتبادلان وجهات النظر في المواضيع المختلفة، لكن الملف السوري سوف يتصدر هذه الملفات بالتأكيد، وكذلك شؤون اللاجئين، خصوصا أولئك الموجودين في تركيا.

ويرى أن زيارة الأمير سلمان مهمة جدا. وقال: «نحن كنا ننتظرها منذ فترة طويلة، وهي مهمة أيضا من أجل تقوية العلاقات العسكرية بين البلدين، فالطائرات السعودية شاركت في تدريبات في قونية، والطائرات التركية موجودة الآن في الطائف للقيام بتدريبات مشتركة».

ويضيف مستشار أردوغان: «العلاقات بين تركيا والسعودية تمر بمرحلة ممتازة. وتبادل الزيارة على مستوى عال يجعل الأمور تتقدم بسرعة، خاصة بعد الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والتي كانت هي الأولى لمسؤول سعودي رفيع منذ 40 سنة». حتى إن زيارة الملك فيصل آنذاك إلى تركيا كانت في إطار اجتماع تضامني إسلامي ولم تكن زيارة رسمية إلى تركيا. ويشير إلى أن زيارة الملك عبد الله كانت نقطة تحول في العلاقات بين البلدين. فـ«السعودية وتركيا دولتان كبيرتان في المنطقة، وعندما تتدخلان للمساعدة في حل قضاياها تكونان محل ترحيب لأن لا أجندات خفية لهما. نحن نتشارك في العقيدة والثقافة ولنا أواصر تاريخية».

ويرى ياسين أكتاي الأستاذ في جامعة سلجوق أن الزيارة التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير سلمان إلى تركيا «مهمة جدا للطرفين، لأن المملكة وتركيا من أهم الدول في المنطقة»، معتبرا أن هذه الزيارة أيضا ستكون مهمة للعالم الإسلامي الذي يعيش حالة من عدم الاستقرار، كما للمنطقة التي تهب عليها رياح الربيع العربي التي تشكل أنظمة المنطقة من جديد». ويقول: «في هذه المرحلة أي مرحلة التكوين التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي تلعب كلتا الدولتين دورا مهما في تلك المرحلة»، مشيرا إلى أن «التعاون المشترك والتلاحم بين البلدين في تلك الفترة سيؤدي إلى نتائج إيجابية لصالح العالم الإسلامي، وبهذا سيقع على عاتقهما مسؤوليات كثيرة لأن العالم الإسلامي يعيش في أكثر من مكان به اضطرابات واشتباكات عديدة، مثل المعضلة السورية».

ويعترف أكتاي بأن الشارع التركي كانت لديه «نظرة مختلفة تجاه العالم العربي»، لكنه يشير إلى أن «هذه النظرة بدأت تتلاشى في الفترة الأخيرة وهذا سيساعد تركيا على أن تكون لاعبا لتثبيت الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط». ويتابع: «الزيارة تحمل أهمية كبيرة بالنسبة لتركيا خاصة أن المنطقة تعيش حالة من الاحتقان السياسي، لهذا ستكون مشاريع الدفاع المشترك والطاقة والاقتصاد وكذلك الصراع في سوريا وحل هذه المعضلة من أهم المواضيع بالنسبة لتركيا، لأنه بعد حل المعضلة السورية سيتاح لدول المنطقة حل معضلاتها بقوتها الذاتية دون تدخل خارجي من أي طرف».

ويختتم مشيرا إلى أن «تطوير العلاقات بين أكبر دولتين في العالم الإسلامي يخلق أملا جديدا في نفوس الأمة لأن هذه الأمة عاشت فترة طويلة من الإحباط النفسي، كما أن هذه العلاقات ستزيد من هيبة الدولتين والعالم الإسلامي في المحافل الدولية، لأن تركيا تقوى بالمملكة والمملكة تقوى بتركيا والعالم الإسلامي يقوى بالدولتين».

وفي المقابل يعتقد البروفسور برهان كوراغلو من جامعة بهجهشهير - إسطنبول أن أهمية هذه الزيارة تنبع من الأحداث التي تعيشها المنطقة وعلى رأسها المعضلة السورية وانفجار الوضع في العراق، وتهدف إلى التعاون المشترك بين البلدين من أجل توحيد الرؤى حيال تلك المعضلات، وكان هذا جليا في الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء أردوغان في أميركا، حيث قال إنه يوجد اتفاق في وجهات النظر بين تركيا والمملكة وقطر للعمل المشترك لإنهاء الأزمات في المنطقة وعلى رأسها المعضلة السورية، وهذه الإرادة جلية لدى كل الأطراف.

ورأى أن أهمية هذه الزيارة تكمن في أن من أولويات جدول أعمالها القضية السورية، وبما أن القضية السورية تصدرت أولويات تركيا فإن الزيارة من هذا الجانب تعتبر مهمة جدا، وسيطلب الجانب التركي من المملكة أن تضع ثقلها ووزنها للمساعدة في حل المعضلة. كما أن تفجر الأحداث في العراق الجارة للمملكة ولتركيا يستدعي من الطرفين نهج استراتيجية موحدة حيال الوضعين، وهنا ينتظر الجانب التركي من الأمير الدعم الاستراتيجي والاستشاري. وأضاف: «المعروف للقاصي والداني أن المملكة وتركيا تتمتعان بمكانة استراتيجية واقتصادية في العالم، إحداهما تتحكم وتمتلك جزءا كبيرا من مصادر الطاقة في العالم، كما أنها تجاور أكثر الدول غير المستقرة في العالم كالعراق واليمن، ويوجد على أراضيها أقدس مقدسات المسلمين كما تتمتع بوضع اقتصادي مهم في العالم، أتوقع أن استخدام هذه الإيجابيات من قبل المملكة يمنحها قوة التأثير على مراكز القرار في العالم، وتركيا التي تتمتع بموقع اقتصادي كبير في العالم ومن أكثر الدول نموا في العالم، ولهذا يمكن أن تستخدم الدولتان تلك القوى لأخذ دور مهم لحل النزاعات في المنطقة والعالم».