القاهرة تحتفي بالذكرى الـ 87 لميلاد الشيخ «سيد مكاوي»

TT

بمناسبة مرور الذكرى الـ87 لميلاد الملحن الراحل «سيد مكاوي»، تشهد القاهرة احتفالية فنية اليوم (الأربعاء) بمتحف أم كلثوم بحي المنيل، احتفاء بأحد أبرز عمالقة ملحني ومطربي الموسيقى العربية.

يعد مكاوي آخر من حمل لقب «شيخ الملحنين» بعد زكريا أحمد وأحمد صدقي، والمقصود بلقب الشيخ هو المحافظة على القواعد الشرقية في التلحين، التي استمدها من المدرستين الموسيقيتين اللتين كان ينتمي إليهما ونهل من علمهما وهما مدرسة «سيد درويش التعبيرية» و«مدرسة زكريا أحمد التطريبية».

تتجلى عبقرية سيد مكاوي الفنية في شدة بساطته وعمق مصريته، والتي انطبعت على الكثير من الألحان للإذاعة من أغان وطنية وشعبية وعاطفية، إلى جانب المقدمات الغنائية للأعمال الدرامية التي كان له الفضل الأول في وضع أساس لها. يذكر أن سيد مكاوي ولد في 8 مايو (أيار) عام 1926 في حي الناصرية في منطقة السيدة زينب بالقاهرة، وكان لكف بصره عامل أساسي في اتجاه أسرته إلى دفعه للطريق الديني بتحفيظه القرآن الكريم، وما أن تماثل لسن الشباب حتى انطلق ينهل من تراث الإنشاد الديني من خلال متابعته لكبار المقرئين والمنشدين آنذاك. وفي بداية مشواره نحو الفن، كان مكاوي مهتما أكثر بالغناء ويسعى لأن يكون مطربا وتقدم بالفعل للإذاعة المصرية في بداية الخمسينات وتم اعتماده كمطرب بالإذاعة وكان يقوم بغناء أغاني تراث الموسيقى الشرقية من أدوار وموشحات على الهواء مباشرة في مواعيد شهرية ثابتة، وفي منتصف الخمسينات بدأت الإذاعة المصرية في التعامل معه كملحن وبدأت في إسناد الأغاني الدينية إليه. وبدأت الشهرة الحقيقية لسيد مكاوي من خلال لحن للمطربة شريفة فاضل وهو «مبروك عليك يا معجباني يا غالي»، ثم اللحن الأشهر لمحمد عبد المطلب وهو «اسأل مرة عليّا» والذي دوى في جميع أنحاء مصر وسلط الضوء على ذلك الملحن الناشئ، لينطلق بعدها يصول ويجول بألحانه للمطربين على الساحة مثل ليلى مراد وشادية وشهرزاد ونجاة وصباح ووردة وفايزة أحمد. بعدها لحن سيد مكاوي لكوكب الشرق أم كلثوم وكان من أهمها أغنية «يا مسهرني»، وقدم أغنية «أوقاتي بتحلو» بصوته والتي كان من المفترض أن تغنيها أم كلثوم قبل وفاتها ثم غنتها المطربة وردة الجزائرية.

تحمل الاحتفالية عنوان «سيد مكاوي في ذكرى ميلاده.. رؤية جديدة»، وتشمل في جانب منها حديثا عنه من زاوية شخصية وفنية معا، تروي فيه ابنته «إيناس» عن جوانب متنوعة في حياة والدها كأب وفنان، رحل عن عالمنا في 21 أبريل (نيسان) عام 1997. بعد رحلة خصبة في عالم التلحين والغناء.