أمير الرياض: الانتهاء من الدراسات الفنية لمشروع النقل العام قريبا

أكد أن «الأمانة» و«تطوير الرياض» تعملان على إيجاد حلول للكثافة المرورية

الأمير خالد بن بندر عقب تدشينه جسر طريق الملك عبد العزيز في العاصمة مساء أول من أمس (واس)
TT

أكد الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، أن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تعمل على إكمال الدراسات الفنية والعروض المالية لمشروع النقل العام، وستنتهي منها قريبا. وأضاف الأمير خالد بن بندر، في تصريح للصحافيين عقب تدشينه جسر طريق الملك عبد العزيز في العاصمة مساء أول من أمس، أن أمانة منطقة الرياض والهيئة العليا لتطوير العاصمة تعملان على إيجاد حلول للكثافة المرورية، إما بوضع خطط مرورية أو بتنفيذ مشاريع تسهم في تخفيف الزحام.

إلى ذلك، ذكر المهندس إبراهيم السلطان، رئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، أن المشروع الذي استغرق تنفيذه 20 شهرا سيسهم في إحداث أثر إيجابي كبير على حركة السير في هذا الجزء من المدينة الذي يشهد كثافة في الحركة المرورية والتجارية طوال اليوم، مشيرا إلى أن الطول الإجمالي للمشروع يبلغ 1100 متر، وبلغ طول هيكل الجسر 645 مترا، وطول القوس 83 مترا، بارتفاع يصل إلى 26.65 متر، منوها بأن الجسر مصنوع في جزئه الأوسط من الحديد الصلب بوزن إجمالي يبلغ 1600 طن، فيما تم بناء الأجزاء المتبقية من الجسر من الخرسانة المسلحة بمواصفات عالية القدرة على تحمل الإجهاد.

وذكر أن القوس مزود بـ12 كابلا تحمل 60 في المائة من وزن الجسر، فيما يمكن الاستغناء عن ثلاثة من هذه الكابلات في أعمال الصيانة أو عند استبدالها، من دون أن يكون لذلك أي تأثير على الحركة المرورية العابرة فوق الجسر. وأكد أن المسار الرئيس للجسر يتألف من ثلاثة مسارات في كل اتجاه بعرض 3.5 متر لكل مسار، وهو ما سيعزز من القدرة الاستيعابية لطريق الملك عبد العزيز، ويساعد في تحوله إلى شريان حر في اتجاهي الشمال والجنوب، في الوقت الذي يتيح فيه التقاطع في أسفل الجسر حرية التنقل والالتفاف بين طريق الملك عبد الله وطريق الملك عبد العزيز في مختلف الاتجاهات من دون معوقات.

ولفت السلطان إلى أن المشروع جرى تصميمه على شكل جسر معلق يعلوه قوس، يهدف إلى تحقيق غايتين، الأولى تحرير التقاطع أسفل الجسر من الأعمدة الحاملة للجسر، وبالتالي زيادة المساحة المتاحة للحركة سواء للمشاة أو المركبات، في حين تهدف الغاية الثانية إلى إضافة معلم جمالي حديث لطريق الملك عبد الله، الذي يجري تطويره ضمن «مفهوم التطوير الشامل»، بحيث لا ينظر إلى الطريق كناقل للحركة فقط، بل تتم مراعاة الجوانب المرورية والحضرية والبيئية والإنسانية والجمالية، بما يتلاءم ودوره كعصب نشاط رئيس في المدينة.

وأضاف أن مشروع الجسر تضمن تزيين القوس بمجموعة متنوعة من الإضاءات التجميلية التي تتفاعل مع عدد من الأحداث اليومية في المدينة، إذ تضاء المصابيح المرصوصة على أسلاك القوس بألوان مختلفة عند دخول أوقات الصلوات الخمس، وفي مناسبات الأعياد، أو المناسبات الوطنية، كما يمكن برمجتها لتعكس واقع كثافة الحركة المرورية على الطريق.

وأشار المهندس إبراهيم السلطان إلى أن المشروع الذي بدأت أعمال تنفيذه في 17 ذي القعدة 1432هـ تخطى عددا من التحديات، كان من أبرزها تنفيذ المشروع في أحد أكثر تقاطعات المدينة كثافة في حجم الحركة المرورية، مما استدعى تجزئة مراحل العمل بهدف تقليل التأثير على الحركة المرورية والتجارية في المنطقة، كما كان من أبرز الصعوبات التي واجهها المشروع التعامل الحذر مع خط الصرف الصحي الرئيس للمدينة الذي يقع تحت التقاطع بقطر 1600 ملم، وتحت عمق يصل إلى 13 مترا، الأمر الذي استوجب مراعاة ذلك عند صب الأعمدة الحاملة للجسر والتي حفرت إلى عمق تجاوز 18 مترا، إذ بلغت المسافة الفاصلة بين الأعمدة وخط الصرف الصحي نحو متر واحد.

وكان الأمير خالد بن بندر جال على المرحلة الثانية من برنامج تطوير طريق الملك عبد الله الجاري تنفيذها حاليا، وتشمل جسر ونفق تقاطع طريق الملك عبد الله مع طريق أبي بكر الصديق، ونفق تقاطع طريق الملك عبد الله مع طريق عثمان بن عفان، ونفق تقاطع طريق الملك عبد الله مع طريق خالد بن الوليد، والتي تهدف إلى تحويل الطريق إلى طريق حر الحركة للسيارات، وتزويده بأنظمة الإدارة المرورية التقنية المتقدمة، إضافة إلى إعادة تأهيل محيط الطريق في الجوانب البيئية والعمرانية والاقتصادية والإنسانية، وتهيئته لاستيعاب شبكة القطار الكهربائي والحافلات المزمع تنفيذها على محور الطريق قريبا.

ويشكل الجزء المنجز من مشروع طريق الملك عبد الله المرحلة الأولى من برنامج تطوير الطريق الذي وضعته الهيئة، بعد تقسيم برنامج التطوير إلى أربع مراحل رئيسة، يتمثل الأول منها في الجزء الأوسط من شرق طريق الملك عبد العزيز حتى غرب طريق الأمير تركي بن عبد العزيز الأول بطول 5.3 كيلومتر، والجزء الثاني يشمل المنطقة من شرق طريق الملك عبد العزيز حتى شرق شارع خالد بن الوليد بطول 8.5 كيلومتر، والثالث في الجزء الشرقي الواقع في المنطقة من شرق شارع خالد بن الوليد حتى غرب طريق الشيخ جابر الصباح بطول 5.6 كيلومتر، أما الرابع ففي الجزء الغربي ويشمل الجزء الواقع غرب طريق الأمير تركي بن عبد العزيز الأول حتى طريق الملك خالد بطول 3.3 كيلومتر.