حزب طالباني يخشى ضياع رئاسته للعراق وبرهم صالح يشدد على الإصلاح في كردستان

رئيس البرلمان الأسبق يتراجع عن موقفه من الدستور ويحذر من طرحه على الاستفتاء

TT

استعاد الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، جزءا كبيرا من شعبيته في مناطق نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، وخاصة في مدينة أربيل التي شهدت احتفالات جماهيرية واسعة بعد صدور تصريحات من قيادات هذا الحزب بدخول الانتخابات المقبلة المقررة في سبتمبر (أيلول) بقائمة مستقلة، وموقفه الداعم لجبهة المعارضة الكردية بإعادة مشروع الدستور إلى البرلمان وتعديله قبل طرحه على الاستفتاء.

ورغم الاستفزازات التي حصلت من قبل أنصار حزب بارزاني في بعض مناطق أربيل وبلدة صلاح الدين التي يتخذها حزب بارزاني مقرا لقيادته ضد أنصار الاتحاد الوطني أثناء احتفالهم بذكرى تأسيسه، ورغم غضب قيادات «الديمقراطي» من التصريحات التي صدرت عن نائب الأمين العام للاتحاد الوطني كوسرت رسول علي بشأن إصرار حزبه على إعادة مشروع الدستور إلى البرلمان، فإن ذلك لم يثن الرئيس بارزاني عن المشاركة في احتفالات حليفه بمناسبة ذكرى التأسيس، وحضر مساء أول من أمس مأدبة عشاء أقامها المكتب السياسي للاتحاد الوطني ألقى خلالها برهم صالح نائب الأمين العام كلمة أشاد فيها بالعلاقات التحالفية بين حزبه وحزب بارزاني، مؤكدا «أن المكتسبات التي تحققت للشعب الكردي كانت ثمرة التحالف الاستراتيجي بين الحزبين». واستدرك قائلا: «مع ذلك فإن شعبنا ينتظر المزيد، فالمسيرة لم ولن تتوقف إلى حين إصلاح الحكم وتحقيق التوافق السياسي، لكي نتمكن جميعا من حماية تلك المكتسبات وإدامتها».

وكانت العلاقات بين الحزبين قد تأثرت في الفترة الأخيرة بسبب الموقف الحاسم الذي أعلنه الاتحاد الوطني بشأن مسألة الدستور ورغبة بارزاني في طرحه على الاستفتاء، بما يسمح بإعادة انتخابه لولاية ثالثة، حيث أعلنت قيادة الاتحاد الوطني رفضها طرح الدستور على الاستفتاء قبل تعديله وإعادته إلى البرلمان، وهذا ما يرفضه حزب بارزاني بشكل مطلق.

ورغم أن رئيس البرلمان الكردستاني الأسبق عدنان المفتي، وهو عضو بالمكتب السياسي للاتحاد الوطني، كان قد أيد موقف حزب بارزاني في الفترة السابقة بطرح الدستور على الاستفتاء، معتبرا أن مشروع الدستور قد قطع جميع مراحله القانونية، ولم تعد هناك أي موانع بطرحه على الاستفتاء، لكن يبدو أنه تراجع أخيرا عن هذا الموقف وانضم إلى صف قيادة حزبه بالدعوة إلى عدم طرح الدستور على الاستفتاء. ونقلت صحيفة «آوينة» الكردية عن المفتي قوله: «إذا طرح الدستور على الاستفتاء فمن شأن ذلك أن يعمق الأزمة السياسية الحالية بكردستان»، مضيفا: «دعنا نعرف أولا هل سنتمكن من تحقيق التوافق الوطني حول هذا المشروع، ثم ليقرر الشعب ما يراه مناسبا».

وحول موقف حزبه في حال ترشح رئيس المعارضة نوشيروان مصطفى لمنصب رئاسة الإقليم، قال المفتي: «هذا الموضوع لم يحسم بعد، والاتحاد الوطني يرتبط مع حزب بارزاني باتفاقية تلزم الطرفين بتقاسم السلطة، بحيث تذهب رئاسة الإقليم إلى الديمقراطي مقابل منصب رئاسة جمهورية العراق للاتحاد الوطني».

لكن مصدرا مقربا من الرئيس العراقي جلال طالباني أكد لـ«الشرق الأوسط» أن هناك مخاوف كبيرة لدى الاتحاد الوطني من ضياع منصب رئاسة العراق، رغم كونه من حصة الاتحاد الوطني. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه «إنه عندما ترشح طالباني لرئاسة الجمهورية كانت هناك اعتراضات سنية عليه، حتى إن إياد علاوي وقائمته غادروا قاعة البرلمان ولم يصوتوا لصالحه، وكان موقفهم هذا يؤيده نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، ولكن نوري المالكي ومعه الأحزاب الشيعية وقفوا ضد هذا الموقف وأصروا على انتخاب طالباني للرئاسة، حتى إن المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني قد وصف مام جلال بأنه خيمة لكل العراقيين، واليوم وفي ظل الفراغ الذي تركه الرئيس طالباني بسبب ظروف مرضه جعل الآخرين يتكالبون على المنصب، ومن المحتمل أن لا يحصل الاتحاد الوطني على المنصب في الدورة المقبلة».