البطريرك الراعي يهاجم الأداء السياسي: انحرف بشكل سافر عن أهدافه الوطنية

الأساقفة الموارنة يطالبون بعدم صب الزيت على النار في الأزمة السورية

TT

هاجم البطريرك الماروني بشارة الراعي، أمس، الأداء السياسي اللبناني، معتبرا أنه انحرف بشكل سافر عن أهدافه الوطنية ومبرر وجوده، متهما السياسيين بتعطيل الحياة السياسية، منتقدا التدخل في الشأن السوري، بموازاة دعوة الأساقفة الموارنة الأفرقاء في الداخل والخارج إلى «عدم صب الزيت على النار في الحرب السورية المستعرة»، مطالبين إياهم «باستبدال هذا الموقف بمساعدة جميع السوريين على التصالح فيما بينهم والسعي إلى سلام الإخوة فيرجع فورا جميع النازحين من سوريا وهم بالملايين، إلى بيوتهم العيش فيها بكرامة وأمان».

ووسط التوترات الأمنية المتنقلة في لبنان، والانقسام العمودي حول الموقف من النزاع السوري، والخلافات الحادة حول تشكيل الحكومة والتمديد لمجلس النواب لنفسه، اعتبر البطريرك الراعي أن «الأداء السياسي في لبنان انحرف بشكل سافر عن أهدافه الوطنية ومبرر وجوده، وبات يعطل الحياة السياسية، ويسيء استعمال السلطة، ويكبل عمل المؤسسات الدستورية، ويسيس مذهبيا الوزارات والإدارات والقضاء، ويغرق البلاد في أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة، ويفقر الشعب، ويهجر القوى الوطنية الحية».

وانتقد الراعي عدم التزام السياسيين «بحياد لبنان عن المحاور الإقليمية، لا بل يتدخل أداؤهم بالشؤون الداخلية لبلدان أخرى، في طليعتها سوريا، ويهمل الأمن الداخلي والاستقرار، ويجعل الشعب فريسة الاعتداءات على حياته وممتلكاته، ورماه في خيبة ممن انتدبهم لخدمة الوطن والخير العام».

وإذ أشار إلى أن «شعبنا الضائع بين الفريقين المذهبيين المتنازعين، ويتساءل عن المصير، يقتضي منا، نحن رعاة الكنيسة، أن نوجهه ونكون بقربه ونرعى مصالحه»، انتقد السياسيين بالقول «إننا نصلي إلى الله لكي يرسل للبنان رجالات دولة جديرين، يتميزون بالتجرد عن المصالح الرخيصة، وبالشجاعة في الدفاع عن شؤون الوطن والمواطنين، يميزون بين العدل والظلم، بين الحقيقة والباطل، بين الخير والشر، يخضعون للدستور والقوانين ويحترمونها ويعززونها، ويكونون مثالا للمواطنين في إعلاء شأنها فوق كل اعتبار، ينتشلون لبنان من الهوة التي أسقط فيها، ويعيدون إليه دوره الحضاري والسلمي في هذه المنطقة، بفضل نظامه الديمقراطي وانفتاحه على التنوع والعيش معا».

وكان الراعي من المعارضين لإقرار المجلس النيابي التمديد لنفسه لمدة 17 شهرا، معولا على الطعون التي قدمت إلى المجلس الدستوري للطعن في التمديد.

ورأى الراعي أنه «في هذا الجو المؤلم يملي علينا دورنا كمسيحيين البقاء في أرضنا المشرقية، ونحن فيها مواطنون أصيلون وأصليون منذ ألفي سنة، لكي نكون دائما كما كنا عامل سلام وتآخ وتقارب بين جميع مواطنينا».