منتخب البرازيل يطمئن جماهيره بانتصار عريض على اليابان في افتتاح كأس القارات

نيجيريا «بطلة أفريقيا» تواجه تاهيتي المجهولة اليوم في ختام الجولة الأولى للمجموعة الثانية

TT

أرسل المنتخب البرازيلي رسالة اطمئنان إلى جماهيره بالفوز الكبير على اليابان بثلاثية نظيفة في افتتاح بطولة كأس القارات على ملعب مدينة برازيليا أمام أكثر من 67 ألف مشجع.

وأكد المدير الفني للمنتخب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري أن بطولة كأس القارات قد تسهم في تشكيل «الفريق الرائع» الذي تحتاجه البرازيل لإحراز لقبها العالمي السادس عبر بطولة كأس العالم التي تستضيفها بلاده العام المقبل.

وأشاد سكولاري بـ«التغييرات الخططية» التي أثمرت الفوز الكبير على نظيره الياباني، وقال: «ما أعجبت به كثيرا في هذه المباراة، إضافة إلى النتيجة، هو ارتقاء مستوى الأداء الخططي للفريق. إذا واصلنا العمل، فسيكون لدينا فريق رائع يمكنه مواجهة أي منافس وتحقيق الفوز عليه». وأكد سكولاري أيضا على تحسن الأداء الهجومي للفريق بعدما تعادل 2-2 مع المنتخب الإنجليزي، ثم فاز على فرنسا 3 - صفر في المباراتين الوديتين الأخيرتين قبل بداية فعاليات البطولة الحالية. وأوضح سكولاري: «ثمانية أهداف في ثلاث مباريات يعني أن الفريق يستغل الفرص التي تسنح له جيدا. عندما تأتي الأهداف نشعر بالسعادة؛ لأنها تزيد ثقتنا في الفريق، وتسمح لنا بالإقدام على مزيد من المجازفة».

وأرجع سكولاري الفضل في الفوز الكبير على اليابان إلى الهدف المبكر الذي سجله المهاجم الشاب نيمار دا سيلفا (21 عاما)، والمساندة الجماهيرية الهائلة التي حظي بها الفريق على ملعبه.

وقال سكولاري: «كان هناك تعاطف كبير من الجماهير مع الفريق بفضل الهدف الذي سجله نيمار دا سيلفا في الدقيقة الثالثة من المباراة»، مشيدا بالقميص الذي يرتديه (رقم 10) حيث وضع نيمار نهاية لفترة صيامه عن التهديف التي استمرت 845 دقيقة مع المنتخب البرازيلي وفريقه السابق سانتوس البرازيلي. كما أشاد سكولاري بالمساندة الجماهيرية الهائلة وردود الفعل الجيدة على أداء الفريق في بداية مشواره بالبطولة، معربا عن سعادته باستمرار التشجيع منذ بداية اللقاء وحتى صافرة النهاية.

ويعتقد سكولاري أن فريق السامبا قادر على التطور بشكل رائع، وسيثبت اللقاء الثاني في مواجهة نظيره المكسيكي الأربعاء المقبل بالجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى إلى أي مدى يتحسن. وقال المهاجم البديل جو الذي سجل ثالث أهداف البرازيل: «أعتقد أننا سنحظى دائما بالمساندة وتشجيع الجماهير إذا أدى الفريق عمله بشكل جيد على أرضية الملعب».

وشارك جو في البطولة بديلا للياندرو دامياو الذي تعرض للإصابة قبل بدء فعاليات البطولة بثمانية أيام فقط. ولعب جو في الدقيقة 81 من مباراة اليابان، وسجل الهدف الثالث في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.

وقال جو: «هذا الفوز أزاح حملا ثقيلا من على كواهلنا. نحتاج إلى التعود على هذه الحقيقة. عندما نلعب في بلدنا علينا أن نقدم أفضل أداء».

في المقابل قال الإيطالي ألبرتو زاكيروني مدرب منتخب اليابان بطل آسيا: «إنه ليس منتخب اليابان الذي رأيناه في هذه المباراة؛ لأنه قادر على تقديم أفضل من ذلك بكثير، يجب أن أتحدث إلى اللاعبين لمعرفة ما إذا كان الهدف المبكر قد صدمهم».

وعما إذا كان المنتخب الياباني عانى الإرهاق وتأخر في الذهاب إلى البرازيل بسبب مشاركته في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 قال نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي شينجي كاغاوا: «لا أعتقد أن إرهاق السفر مبرر للخسارة؛ لأننا لم ندخل في أجواء المباراة. إنه أمر مخيب لأننا حصلنا على فرصة مواجهة البرازيل لكننا لم نقدم المستوى المأمول».

لكن زاكيروني خالف لاعبه بقوله: «بالكاد وصلنا إلى البرازيل بعد أن خضنا مباراتنا مع قطر في تصفيات كأس العالم (الثلاثاء الماضي)، وربما لم يستعد اللاعبون كامل لياقتهم البدنية في هذه الفترة الوجيزة».

وقال لاعب وسط سسكا موسكو الروسي كييسوكي هوندا: «إنها خسارة قاسية، لكن يجب أن ندرك أن المنافسة ما تزال مفتوحة أمامنا؛ فهناك مباراتان يجب أن نركز فيهما».

أما مدافع إنتر ميلان الإيطالي يوتو ناغاتومو فقال: «هناك فارق كبير بيننا وبين البرازيليين من ناحية المهارات الفردية، للنظر إلى الأمور من المنظار التالي، هل أي من لاعبي منتخب اليابان يملك الإمكانات الكافية للعب في منتخب البرازيل؟ أعتقد أن أحدا لا يملك المهارات الكافية». ويذكر أن منتخب اليابان كان أول المتأهلين الآسيويين إلى نهائيات كأس العالم العام المقبل.

من جهة أخرى أكد جوزيه لويز رونكو طبيب المنتخب البرازيلي أن إصابة اللاعب نيمار دا سيلفا مهاجم الفريق التي اضطرته للخروج قبل 10 دقائق من نهاية اللقاء، طفيفة، ولن تمنعه المشاركة في لقاء المكسيك المقبل في ثاني مباريات الفريق بالمجموعة الأولى. وصرح رونكو قائلا: «تعرض نيمار لكدمة في الظهر ولكنها ليست مقلقة. سيعالج اللاعب بقطع الثلج ومضادات الالتهاب لمدة يومين أو ثلاثة أيام، ولكنه يستطيع التدريب لخوض المباراة المقبلة».

وكان نيمار دا سيلفا (21 عاما) المنضم حديثا إلى نادي برشلونة الإسباني قد استعاد ذاكرة التهديف مع منتخب بلاده بعد عدة أسابيع لم ينجح خلالها في هز الشباك بالمباريات الدولية، وأحرز أول أهداف بطولة القارات بشكل رائع في مرمى اليابان.

وعزز زميلاه باولينهو والبديل جو فوز الفريق بهدفين آخرين في الدقيقتين 48 والثالثة من الوقت بدل الضائع ليقودا البرازيل إلى إحراز أول ثلاث نقاط له في البطولة.

وسبق لنيمار أن سجل هدفين، كما سجل باولينهو هدفا، ليقودا المنتخب البرازيلي (راقصي السامبا) إلى الفوز الكبير 4 - صفر على نظيره الياباني (محاربي الساموراي) في المباراة الودية التي أقيمت بينهما بمدينة بوزنان البولندية في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما كان مانو مينزيس مديرا فنيا للمنتخب.

وصالح نيمار جماهير البرازيل، حيث هز الشباك بعد فترة صيام استمرت 845 دقيقة مع المنتخب البرازيلي ونادي سانتوس الذي كان لاعبا في صفوفه قبل التعاقد أخيرا مع برشلونة مقابل 57 مليون يورو (76 مليون دولار).

وتخلص المنتخب البرازيلي أيضا من رهبة المباريات الافتتاحية، كما حقق فوزه الأول على اليابان في ثلاث مباريات جرت بينهما بتاريخ مشاركاتهما في كأس القارات، حيث سبق للفريقين أن تعادلا سلبيا في بطولة 2001، ثم 2-2 في بطولة 2005.

وأفسد المنتخب البرازيلي بهذا احتفالات الساموراي الياباني بتأهله للمونديال، حيث أصبح المنتخب الياباني أول الفرق المتأهلة لنهائيات مونديال 2014 عبر التصفيات، وثاني الفرق التي ضمنت مشاركتها في النهائيات بعد المنتخب البرازيلي الذي يشارك دون خوض التصفيات.

نيجيريا تواجه تاهيتي ويلتقي منتخب نيجيريا بطل أفريقيا مع نظيره التاهيتي بطل أوقيانيا اليوم في مدينة بيلو هوريزونتي في ختام الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية.

وكان منتخب نيجيريا توج بطلا لأفريقيا مطلع العام الحالي في جنوب أفريقيا بقيادة مدربه اللاعب الدولي السابق ستيفن كيشي.

وسبق أن شارك منتخب نيجيريا في نهائيات كأس العالم 3 مرات في 4 محاولات، وعاد إلى الألقاب على المستوى القاري بفضل عدد من اللاعبين الشباب الواعدين حرص كيشي على الدفع بهم في كأس القارات، وفي مقدمتهم صانع الألعاب جون أوبي ميكل (26 عاما) وفيكتور موزس (22 عاما).

وقبل المشاركة في عرس القارات، تعادلت نيجيريا وديا مع المكسيك 2-2، وفازت على كينيا 1 – صفر، ثم تعادلت مع ناميبيا 1-1 في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل بالذات، وكانت قريبة من أن تكون ثالث منتخب يتأهل إلى النهائيات بعد البرازيل المضيفة واليابان لو فازت في المباراة الأخيرة. ويملك المنتخب النيجيري فرصة تحقيق الفوز في مباراته الأولى اليوم؛ لأن نظيره التاهيتي مجهول تقريبا، خصوصا أن المواجهتين الأخيرتين هما في غاية الصعوبة مع إسبانيا والأوروغواي، لكن لاعبيه قد يعانون الإرهاق بعد تأخر سفرهم إلى البرازيل؛ إذ حصلوا على فرصة 36 ساعة فقط للإعداد للمباراة، في حين أن منتخب تاهيتي وصل إلى البرازيل قبل انطلاق البطولة بعشرة أيام.

في المقابل، يريد منتخب تاهيتي الذي بقي طويلا في ظل عملاقي منطقة أوقيانيا أستراليا (قبل انضمامها إلى الاتحاد الآسيوي) ونيوزيلندا تأكيد أحقيته بالمشاركة بين الكبار. ومن المتوقع أن يشكل منتخب تاهيتي جسر عبور للمنتخبات الأخرى للتأهل إلى الدور المقبل، خصوصا أن نتائجه في التصفيات الأوقيانية المؤهلة إلى مونديال البرازيل كارثية بخسارته في أربع مباريات متتالية. وأسقطت تاهيتي كل الرهانات خلال مشوار التأهل إلى كأس القارات، وهي تعرف أن ما ينتظرها في البرازيل هو أكبر بكثير، ويحمل تاريخ أول مباراة لها ضد نيجيريا اليوم رمزية كبيرة؛ كونه يأتي بعد عام بالتمام والكمال من إحرازها كأس الأمم الأوقيانية وتأهلها إلى كأس القارات.