أفصح مسؤول حكومي سعودي أمس بأن بلاده بدأت رسميا في تأسيس الهيئة الوطنية لأمن المعلومات، وهي جهاز حكومي سيعنى بحماية النظام الإلكتروني للدولة، وأكد المهندس عبد الرحمن المعيقل مدير برنامج المركز الوطني للأمن الإلكتروني أن المركز تم إنشاؤه للتعامل مع الهجمات العالية التقنية وحماية الفضاء الإلكتروني، وهو مرحلة أولى ضمن الإطار العام لإنشاء الهيئة في الفترة القادمة.
وقال المعيقل إن هناك هجمات عالية التعقيد تتعرض لها الشبكات الحكومية، حيث يلجأ المخترق لزرع نفسه داخل الشبكة ويستمر لعدة أشهر دون أن تعلم به الجهة المعنية، الأمر الذي يؤدي إلى اختراق النظام وتسريب المعلومات، مبينا أن تلك الهجمات أعلن عنها مؤخرا في دول كالولايات المتحدة وأوروبا وينبغي على كل المؤسسات اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية شبكاتها.
ولفت إلى أن هناك مواصفات عالمية يجب تطبيقها لحماية المنشآت تقنيا، حيث سيتولى المركز تدقيق سياسات الأمن الإلكتروني الوطني وسيضع معايير للبرامج المستخدمة ستؤدي إلى التوقف الفوري عن استخدام البرامج غير المرخصة وتلك التي لم تتعرض للتحديث، إضافة إلى وضع الأسس اللازمة لاكتشاف المعلومات المشبوهة داخل الشبكات والتصدي لها مع إنذار الجهات المعنية بما تعرضت له من اختراق حتى تتخذ الإجراءات اللازمة.
وعقد المنتدى الوطني الأول للأمن الإلكتروني في العاصمة الرياض أمس بمشاركة أكثر من 100 خبير في مجال أمن وتقنية المعلومات تحت تنظيم المركز الوطني للأمن الإلكتروني في وزارة الداخلية.
وقال الدكتور صالح المطيري مدير المركز الوطني للأمن الإلكتروني إن فكرة إنشاء المركز جاءت بعد تنامي عدد الهجمات الإلكترونية ومحاولات تخريب البنية التحتية التي تستهدف السعودية بقصد الإضرار بمصالحها الوطنية، نافيا أن يكون المركز بديلا عما تقوم به الجهات الحكومية وإنما سيقوم بالتنسيق معها للاستجابة للهجمات الإلكترونية والإنذار المبكر عنها مع تبادل المعلومات.
وأشار إلى أن المركز سوف يركز على القطاعات الحكومية الحساسة ويهدف إلى بناء نظام لتبادل المعلومات بين جميع الأطراف الحكومية والخاصة وحمايتها من الهجمات الإلكترونية التي قد تضر بالاقتصاد السعودي، معتبرا أن الصحافة الاستقصائية مصدر تهديد إلكتروني، واعترف في الوقت نفسه بأن المركز سيواجه تحد يا باعتبار أن المراكز المماثلة له حديثة عالميا حيث لا يتجاوز عمر 50 في المائة منها في الولايات المتحدة وأوروبا العامين، الأمر الذي أدى إلى عدم وجود مواصفات عالمية مكتملة.
من جهته أشار زيدان العنزي مسؤول التنسيق بين المركز الوطني للأمن الإلكتروني والمؤسسات الحكومية والخاصة إلى تعرض جهاز كومبيوتر واحد كل 5 ثوانٍ في العالم لهجوم إلكتروني، ما يؤدي إلى وقوع خسائر مالية تفوق 388 مليار دولار.
من جهتها استعرضت شركة «أرامكو السعودية» الدروس المستفادة من تعرض شبكتها الإلكترونية لهجوم في الخامس عشر من أغسطس (آب) العام الماضي، الأمر الذي أدى حينها إلى تأثر 30 ألف جهاز كومبيوتر لديها عائدة لاستخدام الموظفين، وشددت على أن أنظمة العمل وإنتاج النفط والغاز والأمن لم تتأثر جراء تلك البرامج الخبيثة.
وقالت إنها اتخذت آنذاك 25 تدبيرا إضافيا لمواجهة الحادث ونشرت أنظمة لمنع تكرار محاولات الاختراق مع إعادة تعريف كلمات المرور لكل المستخدمين بطريقة مشابهة لإجراءات البنوك والبيوت المالية.