رئيس مجلس مقاطعة حلب: قادرون على حكم سوريا من خلال المجالس المحلية

100 قتيل يوميا وأربع سيارات إسعاف لكل الجزء المحرر من المدينة

مقاتل من الجيش الحر يطلق نيرانه باتجاه الجيش النظامي في حلب (أ.ب)
TT

العلاقة بين الائتلاف الوطني السوري واللجان المحلية المنتخبة في الداخل التي تتولى إدارة الشؤون الحياتية للناس لا يبدو أنها على ما يرام. والدليل على ذلك أن يحيى نعنع، رئيس مجلس محافظة حلب، شكا أمس من غياب الائتلاف الذي «لا أثر له في الداخل» بينما المواطنون «يريدونه حاضرا إلى جانبهم».

وأفاد نعنع، في لقاء صحافي جرى في مقر المجلس الإقليمي لمدينة باريس ومنطقتها أمس، أن المجالس المحلية طلبت من الائتلاف الذي يسعى إلى توسيع هيئته العامة ضم ممثلين عن هذه المجالس وأن أسماء قدمت لضمها إلى الهيئة، بيد أن الائتلاف «لم يأخذ بالاقتراح»، وبالتالي، فإن المجالس المحلية المنتخبة ومنها مجلس مدينة حلب «ليس لديه أي ممثل» لدى الائتلاف. وغمز نعنع من قناة الائتلاف الذي يتهم بأنه حاضر في الخارج وغائب في الداخل، بقوله إن «المجالس المحلية تقف إلى جانب الشعب الذي يعاني والذي يريد من ممثليه أن يكونوا إلى جانبه».

أما بشأن الوضع العسكري لمدينة حلب التي يسعى النظام لإحكام الطوق حولها واستعادتها من الجيش السوري الحر الذي يسيطر، وفق ما قاله، على نحو 65 إلى 70 في المائة منها، فقد أكد رئيس مجلس محافظة حلب أن وضع الجيش الحر فيها «جيد وممتاز» وأن النظام هو من «يوحي» بأنها ستسقط كما سقطت قبلها القصير.

ويحيى نعنع أحد أعضاء وفد المجالس المحلية المنتخبة لمدينة حلب وريفها الذي يقوم بزيارة إلى فرنسا. والتقى الوفد وزير الخارجية لوران فابيوس ومسؤولين في منطقة باريس - إيل دو فرانس، كما سيوقع اتفاق توأمة بين حلب ومدينة ميتز (شرق فرنسا)، ويتشكل، إلى جانب نعنع، من أحمد عزوز، رئيس اللجنة المحلية لمدينة حلب، والدكتور عبد العزيز (اسم مستعار لأسباب أمنية)، رئيس المجلس الطبي في حلب، وعبد الكريم أنس رئيس المكتب التنفيذي للتربية والثقافة في المدينة المذكورة. وانضم إلى الوفد في باريس «سفير» الائتلاف الوطني المعارض منذر ماخوس.

واغتنم الوفد، أمس، المناسبة ليعرض صورا حية عن الوضع الإنساني والصحي والتربوي في حلب، وعن معاناة المدينة التي تعرضت بناها التحتية ومؤسساتها وصروحها الدينية والأثرية للتدمير الممنهج، وعن حاجاتها الملحة، وعن النشاطات التي تقوم بها المجالس المحلية التي تحظى بدعم فرنسي وأوروبي لتوفير الحد الأدنى من المتطلبات الحيوية واليومية للسكان في المناطق المحررة.

ولا تبدو مهمة اللجان المحلية سهلة في ظل غياب الدعم الذي يشكو منه هؤلاء المسؤولون الذين يتعين عليهم الاهتمام بمليوني شخص.

يقول الدكتور عبد العزيز إن الوضع الصحي في حلب متدهور؛ إذ أن المواد الطبية «تعاني من شح شديد»، وإن مصانع الأدوية فيها توقف 70 في المائة منها، وإن القسم المتبقي قصفته قوات النظام، مضيفا أن أول شحنة من الصليب الأحمر الدولي وصلت الأسبوع الماضي بعد مساومات شاقة. ولا تتوقف المعاناة عند فقدان الأدوية وسيارات الإسعاف (أربعة منها لكل مدينة حلب) بل إن أبرز معالمها استهداف قوات النظام، خصوصا طيرانه، المشافي. ومن الأمثلة على ذلك، أن طيران النظام استخدم قنابل فراغية لضرب المستشفى الذي يعمل فيه عبد العزيز، وكانت النتيجة مقتل 60 شخصا داخله و40 في البيوت القريبة. وبحسب الطبيب السوري، فإن الطيران «يلاحق سيارات الإسعاف» الأمر الذي أجبر المسؤولين عن القطاع الصحي إلى تغيير ألوان هذه السيارات ومصابيحها لتلافي الإصابات. كذلك، فإن المشفى المذكور قصف سبع مرات وأخلي مرتين. وللتدليل على شدة القصف، يشير عبد العزيز إلى أن مستشفى واحدا تديره اللجان المحلية استقبل أول من أمس أكثر من 100 جريح؛ 75 في المائة منهم من المدنيين من مختلف الأعمار. وأكد عبد العزيز أن المجلس الطبي «يتعامل بحيادية» مع كل الضحايا «حتى وإن كانوا من جنود النظام».

وكان رافاييل فليبي، وهو طبيب فرنسي ذهب مرتين إلى حلب وعمل إلى جانب أطبائها، اعتبر أن «الأبطال الفعليين» في سوريا هم الأطباء.

وقال أحمد عزوز إن ما معدله 100 قتيل يسقطون كل يوم في حلب وحدها. كذلك، فإن النظام يستهدف البنية التحتية، فيما دمر حتى الآن الأسواق القديمة والجامع الكبير وكنيسة الشيباني والمدخل الرئيس لقلعة حلب التاريخية. أما السكان، فإنهم يعانون، إلى جانب التهجير، من انقطاع الخدمات العامة وقطع المياه والأدوية والمواد الغذائية والتيار الكهربائي. ولتلافي غياب الخدمات العامة، أكد نعنع أن المجالس المحلية تقوم بإدارة شؤون الناس وأنها قادرة على ذلك «إن توفرت لها المساعدات» التي تحتاج إليها.

وأبدى كل الحاضرين شكوى من «لا مبالاة» المجتمع الدولي الذي «يتفرج» على مجزرة تجري تحت نظره.