في الوقت الذي ينتظر فيه ملايين المشاهدين العرب شهر رمضان ليتابعوا من خلال شاشات التلفزيون آخر المسلسلات المنتجة لهذه المناسبة الكريمة، يسود الاعتقاد بين أهل المهنة، من مسؤولي محطات ومنتجي مسلسلات وأيضا عدد مستقل من المتابعين، بأن مسلسلات رمضان هذا العام ليست بالحيوية والقوة اللتين سادتا السنوات الأخيرة.
صحيح أن هناك بضعة عناوين لامعة، يتصدرها المسلسل التاريخي «خيبر» من ناحية، وعدد من الكوميديات المرتقبة مثل «العراف»، ثم بعض المسلسلات الدرامية التي تبدو استثنائية مثل «فرح النار» و«الداعية»، إلا أن عددها، قياسا، محدود جدا وبعضها قد لا يحقق المرجو منه إعلاميا، كما الحال مع «خيبر» ذاته الذي هو الإنتاج التاريخي - الديني الوحيد هذا العام.
على عكس العام الماضي عندما كانت المنافسة بين إنتاجات كبيرة عدة، يفتقد الموسم الحالي إلى ذلك النوع من الزخم. أكثر من ذلك، فإن المؤكد أن عدد الإنتاجات هذا العام هبط في بعض الدول المنتجة إلى النصف. من ناحية أخرى، تراجعت أسعار المسلسلات بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المائة عما كانت عليه في العام الماضي أيضا.
يقول بديع فتوح، المستشار الإعلامي المتخصص في الشؤون التلفزيونية لشركة «كرياتيف فنتشرز»، إن الهبوط الملحوظ ليس واحدا في كل الحالات، «المسلسلات الخليجية لم تتراجع كثيرا، لكن المصرية تراجعت عددا وسعرا داخل مصر وخارجها». ويضيف: «المسألة تتوقف على إذا ما كانت المحطة التلفزيونية التي تعرض المسلسل اشترته على أساس حصري أو بالاتفاق مع محطة أخرى». وتاتي الأرقام لتؤكد هذا التراجع. هذا العام تراوح سعر المسلسل عن الحلقة الواحدة من عشرة آلاف دولار إلى مائة ألف دولار في المتوسط, ما يعني أن المعدل العام لم يزد عن خمسين ألف دولار كثيرا. والهبوط لم يكن من نصيب المسلسل المصري وحده، بل شهد المسلسل السوري تراجعا ولو طفيفا، إذ يتراوح سعر الحلقة من 20 ألفا إلى 40 ألف دولار.