بوتين يبحث مع أردوغان تطورات الأوضاع في سوريا

أنباء عن سحب موسكو للعسكريين والعاملين من منشآتها البحرية في ميناء طرطوس

TT

ذكرت الدائرة الصحافية للكرملين في بيان لها أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي الأوضاع الراهنة في سوريا ودول الجوار، وأعربا عن استعدادهما لتنسيق الجهود من أجل تسوية الأزمة.

وجاء في نص البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن «الزعيمين تبادلا الآراء حول الوضع الإقليمي، وفي سوريا وحولها على وجه الخصوص»، وأن «الجانبين أعربا عن الاستعداد المتبادل لتنسيق الجهود لصالح التسوية السياسية للأزمة».

وعلى سياق متصل، أجرى سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية مكالمة هاتفية أخرى مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو تناول فيها المسائل المتعلقة بضرورة سرعة عقد المؤتمر الدولي حول سوريا، وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان صحافي أصدرته أمس إلى أن لافروف أبلغ داود أوغلو بنتائج اللقاء الثلاثي في جنيف الذي بحث فيه ممثلون عن روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، وكذلك المبعوث الأممي إلى سوريا الاستعدادات لعقد مؤتمر «جنيف - 2» حول سوريا.

وأضاف البيان أن وزيري الخارجية بحثا «القضايا الملحة في العلاقات الروسية التركية وتفاصيل ما يجري في سوريا»، فيما أشارت الخارجية الروسية إلى أنه جرى التشديد على ضرورة الإسراع في عقد مؤتمر «جنيف - 2» للإسهام في التسوية السياسية للنزاع السوري، فيما خلصا إلى اتفاق حول ضرورة متابعة الاتصالات في هذا الشأن.

وحول المسائل المتعلقة بقرارات تسليح المعارضة السورية أعلن نيكولاي بورديوجا أمين منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تضم كلا من روسيا وأرمينيا وقزاخستان وقرغيزيا وطاجيكستان وبيلاروس، أن تسليح المعارضة السورية أمر غير مقبول، مؤكدا أنه لا يمكن حل الأزمة السورية عسكريا. وأعرب بورديوجا في مؤتمر صحافي في العاصمة الأرمينية يريفان أمس عن دهشته إزاء ما وصفه بـ«دعم بعض الدول للمعارضة السورية المسلحة التي تضم ممثلين عن الأممية الإرهابية».

وأعاد بورديوجا إلى الأذهان ما سبق وأعلنته مصادر جهاز الأمن والمخابرات الروسية حول وجود مواطنين من روسيا ودول آسيا الوسطى يقاتلون في صفوف المعارضة السورية، موضحا أن هؤلاء هم أعضاء في جماعات مسلحة شاركت في القتال في القوقاز وأفغانستان. كما أعرب بورديوجا عن دهشته إزاء الصمت الدولي تجاه ما سبق وأعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حول حوادث قتل الإرهابيين لخصومهم وأكل أحشائهم في سوريا. وحول الوجود العسكري الروسي في ميناء طرطوس السوري، نفت وزارة الدفاع الروسية أمس ما تردد من أنباء حول إجلاء أفراد المركز الروسي للتأمين المادي والتقني بطرطوس. وأكد المكتب الصحافي للوزارة أن «المعلومات التي نشرها عدد من وسائل الإعلام عن إجلاء أفراد المركز الروسي للتأمين المادي والتقني من ميناء طرطوس لا تتطابق والواقع».

وأشارت وكالة الأنباء الروسية «إيتار تاس» نقلا عن هذه المصادر إلى أن «طرطوس ما زالت نقطة رسمية لإرساء وصيانة السفن الروسية في البحر الأبيض المتوسط، وأن المركز الروسي يواصل تنفيذ المهمات المحددة له». وفضحت الوزارة ما وصفته بمزاعم وسائل الإعلام حول إخلاء أفراد مركز التأمين التقني والمادي في طرطوس، وقالت إن هذه التصريحات غير صحيحة تماما ولا تتفق مع الواقع. واستطردت المصادر العسكرية لتقول: «إن أفراد هذا الطاقم ما زالوا يقومون بمهامهم بشكل طبيعي وإن الحديث لا يدور إطلاقا عن إجلائهم من طرطوس».

وكانت صحيفة «فيدوموستي» الروسية ذكرت في عددها الصادر أمس أن روسيا ليس لديها حاليا عسكريون في سوريا موضحة أن موسكو سحبت العاملين من منشآتها البحرية في ميناء طرطوس على البحر المتوسط وربما توقفت عن استخدامها. ونقلت «فيدوموستي» عن مصدر بوزارة الدفاع لم تحدده قوله إنه لا يوجد جنود أو مدنيون في طرطوس ولا يوجد مستشارون عسكريون روس يعملون مع وحدات الحكومة السورية.