الملك عبد الله الثاني يبحث مع كيري مساعي إطلاق مفاوضات السلام

وزير الخارجية الأميركي باق في الأردن ثلاثة أيام.. وسيتنقل بين عمان والقدس يوميا

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى لقائه بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في عمان أمس (أ.ف.ب)
TT

بحث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي يزور الأردن ضمن جولة له في منطقة الشرق الأوسط، تفاصيل المساعي التي تقودها واشنطن لإعادة إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادا إلى حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد الذي يقود إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.

وحسب بيان للديوان الملكي الأردني تمحور اللقاء، الذي حضره ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، على العلاقات الثنائية، وجهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط، فضلا عن التطورات المتصلة بالأزمة السورية. وقال الملك عبد الله الثاني إن بلاده ستواصل الدفع باتجاه تقريب وجهات النظر لإحياء مفاوضات السلام التي تعالج مختلف قضايا الوضع النهائي، غير أنه حذر أيضا من أن العقبة التي تضعها إسرائيل بإجراءاتها الأحادية، واعتداءاتها المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، تهدد فرص ومساعي تحقيق السلام.

وأكد الملك عبد الله الثاني أن الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي هذا الإطار، جدد العاهل الأردني التأكيد على أن مبادرة السلام العربية، التي أطلقت عام 2002. ما تزال تشكل فرصة حقيقية لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد الملك عبد الله الثاني أن موقف بلاده ثابت تجاه الأزمة، وهو السعي إلى الوصول إلى حل سياسي انتقالي وشامل لها، لوقف نزف الدم وبما يحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها، ويحد من تداعياتها الكارثية على المنطقة برمتها.

وفي الوقت الذي استعرض فيه الملك عبد الله الثاني الجهود الكبيرة التي تبذلها بلاده في استضافة أكثر من نصف مليون لاجئ سوري على أراضيها، وتقديم الخدمات الإغاثية والإنسانية لهم، دعا المجتمع الدولي إلى الاستمرار في تحمل مسؤولياتهم من خلال دعم المملكة وإمكاناتها لتتمكن من مواصلة تحمل هذه الأعباء المتزايدة على مواردها.

من جانبه، وضع كيري العاهل الأردني في صورة جهود الولايات المتحدة لتحقيق السلام في المنطقة، وتقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولا إلى إطلاق حقيقي لعملية السلام. وأعرب كيري عن تقديره لدور ودعم الأردن لمساعي تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتعزيز أمنه واستقراره، مثمنا جهود الأردن والخدمات التي يقدما للاجئين السوريين على أراضيه.

على صعيد متصل، قال السفير الأميركي في عمان ستيوارت جونز إن الوزير كيري سيلتقي الرئيس الفلسطيني في عمان اليوم بعد أن يكون قد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس. وأشار ستيوارت في تصريحات صحافية، إلى أنه لا يوجد لقاءات مقررة في الوقت الحالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ردا على سؤال حول تقارير تحدثت عن «سعي كيري لعقد اجتماع بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عمان الأسبوع المقبل، في نطاق الجهود الرامية لإحياء المفاوضات بين الطرفين».

وأضاف جونز أنه «لا يوجد ما نعلنه حاليا، كما لا توجد مؤشرات على ما قد يقوله كيري في هذا الصدد»، لذا «سننتظر لنرى ما سيقوله للملك عبد الله الثاني، وما سيقوله للأطراف المعنية خلال نهاية هذا الأسبوع اكتفى جونز بالقول: «نحن دائما متفائلون». وأوضح جونز أن كيري سيمكث في الأردن ثلاثة أيام، وأنه سيتنقل بين عمان والقدس يوميا، لإجراء لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية ذكرت أمس أن كيري يسعى لعقد لقاء إسرائيلي فلسطيني في عمان، تحت رعاية الملك، في محاولة لاستئناف المفاوضات، لكن كيري أكد أول من أمس في تصريحات صحافية «أنه لا يوجد اجتماع ثلاثي في الأردن حول عملية السلام» مضيفا أنه «من المهم تحريك عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية عاجلا وليس آجلا، والأمر يتطلب تحقيق تقدم خلال فترة أقصاها سبتمبر (أيلول) المقبل».