الصدر يحدد للأميركيين مواصفات رئيس الوزراء العراقي المقبل

قيادي في تياره: عدم التمديد للمالكي أصبح محسوما

TT

جدد التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر عزمه على المضي قدما في عملية تحديد منصب رئاسة الوزراء بولايتين حتى لو كان من يتولى المنصب من الصدريين. وقال عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري جواد الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الأمر بات محسوما لنا؛ ليس داخل كتلة الأحرار الصدرية (فقط)، بل حتى داخل الائتلاف الوطني الموحد (يضم المجلس الأعلى والتيار الصدري والفضيلة ومنظمة بدر والمؤتمر الوطني وتيار الإصلاح) بوصفه حجر الزاوية في العمل السياسي طوال الفترة الماضية».

وأضاف الجبوري أن «الهدف من الدعوة إلى تحديد ولاية رئيس الوزراء التي كانت كتلة الأحرار الصدرية أول من تبنتها ومن ثم تبعتها معظم الكتل داخل البرلمان، هو قطع الطريق أمام محاولات شخصنة النظام السياسي في البلاد من خلال تكرار رئيس الوزراء، وهو ما يفتح الباب واسعا أمام نمو ديكتاتورية جديدة في البلاد». وأضاف الجبوري أن «مسألة التداول السلمي للسلطة أمر في غاية الأهمية لأي نظام ديمقراطي، وهو ما حرصنا ونؤكد حرصنا عليه خلال الفترة المقبلة».

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان هذا الأمر بات محسوما لجهة عدم التمديد لرئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لولاية ثالثة، قال الجبوري إن «هذا الأمر بات محسوما داخل الائتلاف الوطني، بل إن السيد مقتدى الصدر أكد، وأكثر من مرة، أن رئيس الوزراء يجب أن يتمتع بمواصفات خاصة؛ أهمها الكفاءة، والنزاهة، وحب الوطن، وعدم الانتماء العرقي أو المذهبي، بل إن الصدر يؤمن أن رئيس الوزراء يجب أن لا يكون حكرا على مذهب دون آخر، بل يمكن أن يكون من ديانة أخرى ما دام يخدم العراق».

وبشأن المواصفات التي حددها الصدر لرئيس الوزراء المقبل استنادا إلى المخاوف التي عبر عنها السفير الأميركي لدى العراق ستيفن بيكروفت، قال الجبوري: «الأميركيون متخوفون بالفعل من المستقبل في العراق لأنهم عندما خرجوا من العراق لم يخرجوا بإرادتهم، بل أخرجوا بالقوة وحاولوا إيجاد بدائل سياسية تنسجم معهم وينسجمون معها، ولكنهم اليوم يواجهون إمكانية الفشل في هذا الخيار بعد أن بدأت تظهر قوى جديدة في الساحة لا تؤمن بالخيار الأميركي وأي خيار أجنبي».

وكان الصدر انتقد تصريحات للسفير الأميركي لدى العراق قال فيها إن أي شخص يتولى رئاسة الحكومة في العراق يجب أن يتعامل مع الولايات المتحدة. وقال الصدر في بيان صدر عن مكتبه: «سنرشح رئيسا للوزراء يحب العراقيين ويحبونه، عزيزا على الكافرين ذليلا أمام المؤمنين، يكون منهم ويكونون منه». وشدد الصدر على أن «رئيس الوزراء الذي سيرشحه لن يتعامل مع كل محتل غاشم معتد أثيم ليعطي للعراق هيبة واستقلالية وعزة وشرفا». وخاطب زعيم التيار الصدري السفير الأميركي قائلا: «لن ينفع تهديدك، وتعامل كما تشاء»، مهددا إياه: «سنتعامل معكم بطرق لم تروها من قبل».

وكان بيكروفت، في حديث لعدد من وسائل الإعلام في 26 يونيو (حزيران) الماضي، قال إن «الحديث عن إمكانية رفض رئيس الوزراء العراقي المقبل التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية كونه من جهة ترفض التعامل معها، هو أمر نظري»، مبينا أنه «بغض النظر عمن سيصبح رئيسا للوزراء في العراق، فمن الصعب على رئيس وزراء لدولة مهمة مثل العراق أن لا ينخرط أو يعمل مع الولايات المتحدة».