وفاة مدرب نادي كربلاء بعد أسبوع من اعتداء الأمن عليه

سياسيون ورياضيون ومشجعون يطالبون بالقصاص من المسؤولين عن وفاة عباس

محمد عباس مدرب كربلاء الراحل
TT

أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم الحداد على وفاة مدرب نادي كربلاء محمد عباس، بعد أسبوع من موت سريري إثر تعرضه للضرب على أيدي قوات التدخل السريع (سوات)، بعد انتهاء مباراة بين فريقه وفريق القوة الجوية في كربلاء.

وقال ناجح حمود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عقب الإعلان عن وفاة عباس، أمس، في مدينة الحسين الطبية بمدينة كربلاء، إن «العملية التي حصلت في كربلاء، وأدت إلى مقتل المدرب محمد عباس مدانة بكل المقاييس، لأننا نعتبر أن أي اعتداء على أي لاعب أو مدرب إنما هو اعتداء على الرياضة العراقية كلها، واعتداء على كرة القدم بالذات التي تحظى بشعبية واهتمام كبيرين في العراق».

وأضاف أن ما حصل «هو الآن في عهدة القضاء، وبالتالي فإنه ليس بوسعنا إصدار أحكام مسبقة سوى أننا نقول إن عملية من هذا النوع لا يمكن أن تكون مبررة، مهما كانت الأسباب التي تقف خلفها، لأنه كان يمكن حل سوء التفاهم بأسلوب آخر غير الضرب».

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت عملية الاعتداء شملت نادي كربلاء ومدربه فقط، دون فريق الجوية، قال حمود إن «العملية هي ليست مجرد رغبة في الاعتداء، وبالتالي فإن هناك تمييزا بين الفريقين حيث إن الاعتداء وقع بعد نحو 30 دقيقة من انتهاء المباراة، عندما حصل سوء تفاهم مع لاعب وأحد المتفرجين، وسوء التفاهم هذا تطور إلى شجار أدى إلى تدخل هذه القوات التي كانت موجودة، وبالتالي فالمسألة لا تتصل بالموقف من هذا النادي دون ذاك»، مؤكدا استمرار «متابعة اتحاد كرة القدم لما حصل، وأنه قبل أن يقول القضاء كلمته في هذه العملية، فإنه من الصعب إعطاء أحكام قد تكون غير صحيحة».

من جانبه، نعى باقر جبر الزبيدي رئيس كتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي، مدرب كربلاء، وقال في بيان إن «محمد عباس ترك جنة الدنيا في هولندا ليسكن رمضاء كربلاء، عشقا لأهله وتراب وطنه ورفض كل العروض المغرية من أندية كبيرة، واليوم يكافأ بـ14 ضربة برأسه ملتحقا بضحايا الرياضة، وهم مجزرون كالأضاحي».

واستطرد الزبيدي بالقول إن «الغصة ستبقى في فمي، وهي تردد: من قتل محمد عباس؟»، مؤكدا أن «هذا السؤال سيبقى برسم الحكومة».

من جانبها، أكدت لجنة الرياضة والشباب في البرلمان العراقي في بيان تعزية أن «التحقيق بحادثة الاعتداء ماض، ونأمل من القضاء أن يقتص من الجناة، وأن الإجراءات مستمرة بالتحقيق لحين إعادة الحق لأهله وأصحابه».

وكان نوري المالكي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، أمر باعتقال المسؤولين عن الاعتداء الذي في وقع في 23 يونيو (حزيران) الحالي، كما أعلنت وزارة الداخلية الأسبوع الماضي تشكيل لجنة تحقيقية لكشف ملابسات الحادثة، وتوعدت بمحاسبة المتورطين بشدة.

وكان أعضاء نادي كربلاء الرياضي اتهموا، الثلاثاء الماضي، قوات «سوات» المنتشرة في المحافظة بأنها «لا تعرف معنى القانون ولا كيفية تطبيقه، مثلما لا تفقه كيفية التعامل مع المواطنين»، وأنها «أضرت بسمعة العراق في المحافل الدولية»، وبينما أعلنوا تعليق نشاطات النادي، واستعدادهم تنظيم مظاهرة كبرى للمطالبة بإنزال «أقصى العقوبات» بحق المسؤولين عن الاعتداء.