واشنطن تطالب الإكوادور بعدم منح اللجوء لسنودن

تسليمه ليس على أجندة الكرملين.. والدوما يعتبره مسألة غير أخلاقية

متظاهر يحمل في هانوفر لافتة تنتقد مزاعم التنصت الأميركي على مؤسسات الاتحاد الأوروبي تذكر بسنوات الحرب الباردة (أ.ب)
TT

انضم نائب الرئيس جوزيف بايدن إلى كبار السياسيين الأميركيين الذين يطالبون حكومة إكوادور بألا تعطي حق اللجوء السياسي إلى إدوراد سنودن، خبير تكنولوجيا المعلومات الذي سرب وجود أكبر شبكة تجسس في العالم. وأجرى بايدن اتصالا هاتفيا مع الرئيس الإكوادوري رفائيل كوريا حول الموضوع.

وقال كوريا إنه أجرى محادثات «ودية وحميمة جدا» مع بايدن. وأضاف كوريا أن إكوادور لا يمكنها النظر في طلب اللجوء حتى يصل سنودن إلى إكوادور، أو يلجأ إلى واحدة من سفاراتها.

وقال، في خطاب وجهه إلى شعبه: «لحظة وصوله، إذا وصل، سيكون أول شيء نطلبه هو رأي الولايات المتحدة، كما فعلنا في موضوع أسانج (مؤسس موقع (ويكيليكس) في بريطانيا». وأضاف: «لكن، نحن الذين نختار الخيار».

وأكدت متحدثة باسم البيت الأبيض، ميهان برناديت، أن بايدن وكوريا «اشتركا في محادثة شاملة» عبر الهاتف. لكنها رفضت تقديم تفاصيل.

وقالت مصادر إخبارية أميركية، إن «هذا هو أعلى مستوى اتصال بين قادة البلدين حول سنودن».

ورغم أن إكوادور قالت إنها تدرس الطلب، ورغم أن سنودن لم يؤكد أنه ذاهب إلى هناك، شن قادة في الكونغرس هجوما عنيفا على إكوادور، وهددوا بوقف التسهيلات الجمركية الأميركية التي تتمتع بها، وسارع الرئيس الإكوادوري رفائيل كوريا، وأعلن انسحاب إكوادور من اتفاقية التسهيلات الجمركية.

وفي نفس الوقت، كشف الجنرال كيث ألكسندر، مدير وكالة الأمن القومي (إس إن أيه) مزيدا من المعلومات عن شبكة التجسس، وقال إنها ساعدت على كشف 54 هجوما إرهابيا.

وكان الرئيس كوريا تحدث عن الموضوع يوم الثلاثاء الماضي. وقال: «ردا على تهديدات، وغطرسة، وعجرفة، قطاعات معينة في الولايات المتحدة تضغط لإلغاء التعريفة الجمركية التفضيلية، بسبب قضية سنودن، فإن الإكوادور تبلغ العالم بأننا قررنا، من جانبنا، وبصفة نهائية، إلغاء تلك التعريفة التفضيلية».

وبينما قال إن منح حق اللجوء لشخص ما، أو رفضه، هو حق مكتسب لكل دولة ذات سيادة، قال إن السلطات ما زالت تدرس طلب اللجوء.

وفي السنغال، خلال جولته الأفريقية، كان الرئيس باراك أوباما قال إن «بلاده ستستخدم قنواتها لحل موضوع سنودن». لكنه قال: «لن أحرك طائراتنا من أجل إحضار قرصان يبلغ من العمر 29 عاما».

وفي جلسة في الكونغرس، كان مزيد من الأعضاء هددوا إكوادور بأنها تواجه خسائر تجارية، وتوترا في علاقتها مع الولايات المتحدة. وأنها قد تلغي من قائمة الدول ذات الاعتبار الخاص في التصدير والتوريد إلى الولايات المتحدة، إذا منحت سنودن اللجوء السياسي.

وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الديمقراطي روبرت منيندز، تعهد بأن يقود جهود عرقلة الامتيازات التعريفية لإكوادور في السوق الأميركية، والتي تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات، والتي توفر آلاف فرص العمل في إكوادور.

وقال منيندز: «لن تكافئ حكومتنا الدول على السلوك السيئ». من جهة أخرى في حديثه إلى إذاعة «صدى موسكو» أعلن دميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الكرملين أن موضوع سنودن الأميركي الهارب إلى موسكو غير مدرج على جدول أعمال الكرملين. وأعاد بيسكوف أمس إلى الأذهان ما سبق وأعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول أن «سنودن لم يدخل رسميا إلى روسيا وإن وصل إلى مطار شيريميتيفو الدولي بموسكو في 23 يونيو (حزيران) الماضي، لأنه لم يعبر حدودها، وهو موجود في منطقة الترانزيت بالمطار المذكور». وأضاف أن «الرئيس فلاديمير بوتين أشار إلى أنه ليس معنيا بالنظر في هذه القضية، ويفضل أن تتولاها الأجهزة الخاصة الروسية والأميركية وليس رئاسة الدولة الروسية. ومن ثم، فإن هذه القضية غير مدرجة على جدول أعمال الكرملين». وقال بيسكوف، إن «الكرملين يرصد طيفا واسعا من وجهات النظر التي يبديها خبراء وممثلون عن المنظمات الحقوقية». وبهذا الصدد أعرب ألكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي عن يقينه من عدم جواز أن تسلم روسيا سنودن للسلطات الأميركية لاعتبارات أخلاقية. وكتب بوشكوف في تغريدة على «تويتر» أمس أن «الحديث لا يجري عن استفادة روسيا من سنودن، بل المبدأ. لا يجوز أخلاقيا تسليم لاجئ سياسي».