اشتداد المعارك في حمص.. والائتلاف يطالب بـ«ضربات عسكرية مدروسة»

النظام يتهم «إرهابيين» بإسقاط مروحية فوق حلب وقتل سبعة مدنيين وطاقمها

أحد شوارع حي بستان الديوان في مدينة حمص بعد قصفه وهجرة أهله (عدسة شاب من حمص)
TT

تواصلت أمس عمليات القصف على أحياء حمص القديمة من قبل الجيش النظامي، لليوم الثاني على التوالي، وتركز القصف على أحياء باب هود والحميدية، فيما أقر نظام الرئيس بشار الأسد بسقوط طائرة مروحية فوق مدينة نبل (شمال حلب)، التي يحاصرها الجيش السوري الحر منذ عدة أشهر، وقال في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية «سانا» إن الاستهداف أسفر عن مقتل 7 موظفين مدنيين، بالإضافة إلى طاقم المروحية.

ونقلت «سانا» عن مصدر مسؤول قوله إن «العصابات الإرهابية المسلحة استهدفت مروحية فوق مدينة نبل تنقل كوادر من وزارة التربية وأوراق امتحانات شهادة التعليم الأساسي لطلاب مدينتي نبل والزهراء الذين لم يتمكنوا من أداء امتحاناتهم في المواعيد المقررة». في غضون ذلك، واصل الجيش النظامي حملته العسكرية الشرسة على أحياء حمص القديمة، لليوم الثاني على التوالي، وتركز القصف على أحياء باب هود والحميدية، فيما شهد محور باب هود اشتباكات عنيفة في محاولة من قوات النظام للاقتحام على تلك الأحياء. وبحسب ناشطين في حمص فإن «قصفا عنيفا بقذائف الهاون والمدفعية استهدف أحياء حمص القديمة، حيث تركز على أحياء باب هود وبابي التركمان والحميدية»، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة، استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة، بين الجيش النظامي ومعارضين مسلحين من جهة باب هود.

وأشارت المصادر إلى «احتراق السوق الأثري (المسقوف) في حمص جراء قصف بالهاون من قبل الجيش النظامي، حيث تصاعدت أعمدة الدخان من منطقة السوق».

وكان مسجد خالد بن الوليد أحد أبرز المعالم الأثرية والمعمارية في حمص، قد تعرض للقصف وخربت أجزاء كبيرة منه خلال اليومين الماضيين، لدى محاولة قوات النظام التقدم في حي الخالدية حيث يقع الجامع. وبث ناشطون فيديوهات على شبكة الإنترنت أظهرت تصاعد الدخان جراء تعرض عدة أحياء للقصف ومبان مدمرة بشكل كامل. وأشارت مصادر ميدانية في المعارضة إلى أن «القصف العنيف للجيش النظامي بالمدفعية وراجمات الصواريخ تجدد على مدينة الرستن بريف حمص».

بالمقابل، نقلت «سانا» عن مصدر عسكري قوله إنه «تم القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم في حي الخالدية الذي أحرز فيه الجيش تقدما كبيرا، إضافة إلى إيقاع أعداد من الإرهابيين قتلى في أحياء القصور والقرابيص وجورة الشياح وباب هود وعند مدرسة خديجة الكبرى والمصابغ وقرى الدار الكبيرة والغنطو والرستن وتلبيسة».

ويأتي ذلك ضمن عملية عسكرية كبيرة تنفذها قوات النظام، وتهدف إلى بسط السيطرة على الأحياء الثائرة في حمص، في ظل حدوث اشتباكات بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام في مناطق عدة من المدينة، في حين ذكر مصدر سوري مسؤول أن وحدات من القوات المسلحة أحرزت تقدما كبيرا في حي الخالدية بحمص بعد أن قضت على أعداد من أفراد مجموعات مسلحة فيها.وردا على الحملة، دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية السبت الدول الداعمة له إلى فرض منطقة حظر جوي وتوجيه «ضربات عسكرية مدروسة» ضد نظام الأسد.

وفي بيان له أكد الائتلاف أن أي حديث عن مؤتمرات دولية لحل الأزمة السورية أصبح «عبثيا». وشدد الائتلاف على «الحاجة الماسة أكثر من أي وقت آخر إلى قرارات حاسمة وسريعة وفعالة من قبل مجموعة أصدقاء الشعب السوري بشكل خاص، من خلال إجراءات عسكرية حاسمة، وإقامة منطقة حظر جوي وتوجيه ضربات عسكرية مدروسة إلى مفاصل القوة العسكرية للنظام».

واعتبر الائتلاف أن «التدخل السافر والمباشر من قبل كل من روسيا وإيران في دعم النظام لقمع الشعب السوري بات واضحا، ولم يعد السكوت عليه مقبولا»، مشيرا إلى أن الحديث «في مثل هذه الأجواء عن مؤتمرات للحل السياسي تصبح عبثية وغير ذات معنى على الإطلاق».

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات بين قوات المعارضة السورية والقوات السورية استمرت في مدينة حلب وريفها على أكثر من محور وسط قصف من قوات النظام لعدة مناطق في المحافظة. وذكرت بيانات صادرة عن المرصد أمس أن اشتباكات بين الطرفين اندلعت في حيي «صلاح الدين» و«الراشدين» بحلب، كما ذكر «مركز حلب الإعلامي» أن قوات المعارضة قتلت 4 عناصر من القوات السورية وأسرت 3 آخرين في حي «الراشدين». وأضاف أن قوات المعارضة قنصت عددا من أفراد القوات السورية بالقرب من جبل «المعارة» في ريف حلب الشمالي، كما نجحت في تفجير دبابة داخل مطار «منغ العسكري». وأوضح المركز أن قوات المعارضة استهدفت بقذائف الهاون كتائب تجمعات للقوات السورية في «جبل شويحنة»، كما استهدفوا تجمعات في حي «الأشرفية» بقنابل يدوية.

أما في محافظة إدلب، فقالت شبكة «شام» الإخبارية إن قوات النظام شنت حملة دهم واعتقالات في عدة أحياء في المدينة، كما قصف الطيران الحربي الطريق السريع الواصل بين أريحا واللاذقية، واستهدفت القرى الشرقية من جبل الزاوية وقصف براجمات الصواريخ والمدفعية كل من كفرنبل ومعرة النعمان وبلدات الرامي والشيخ مصطفى ومعرة حرمة وكنصفرة وخان السبل وعلى منطقة المداجب بجبل الزاوية.

وفي سياق متصل، ذكر المرصد السوري أن بلدتي «النعيمة» و«الشيخ مسكين» في ريف درعا، وحي «درعا البلد» في المدينة وحيي «الصناعة» و«الرشدية» بدير الزور تعرضت لقصف القوات السورية التي قصفت أيضا مدينة «دوما» و«معضمية الشام» وبلدات «الشيفونية» و«الذيابية» و«مخيم الحسينية» و«السيدة زينب» و«عين ترما» بريف دمشق وسط «أنباء عن سقوط جرحى وتضرر بعض المنازل».

وقصفت القوات السورية كذلك مناطق «مخيم اليرموك» و«العسالي» و«الحجر الأسود» و«جورة الشريباتي» بضواحي دمشق ومنطقة «البساتين» قرب «تدمر» وبلدة «الحولة» ومدينة «الرستن» بريف حمص، بحسب ما نقل المرصد الذي أشار إلى «أنباء عن سقوط جرحى»، فيما أدى القصف على بلدة «قلعة الحصن» بريف حمص إلى مقتل طفلة.

وتواصلت الاشتباكات بين قوات المعارضة السورية وبين قوات النظام في حي «الرشدية» بدير الزور ومدينة «معضمية الشام» بريف دمشق، وبلدتي «شبعا» و«بيت سحم» على طريق مطار دمشق الدولي وفي أطراف «العسالي» و«مخيم اليرموك» بضواحي دمشق وفي محيط «الفرقة 17» بمحافظة الرقة.