مصر صباح 30 يونيو.. شوارع خالية في انتظار الحسم

شلل في المرافق ونشاط في مطار القاهرة

TT

في أول أيام الأسبوع، بدت شوارع مصر صباح أمس شبه خالية من المارة ووسائل المواصلات والسيارات الخاصة. أغلقت المحال التجارية وأفرغ أصحابها محتوياتها وعتموا واجهاتها الزجاجية، خشية اندلاع أعمال عنف، خلال المظاهرات التي دعت لها قوى المعارضة للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي.

وحذر المراقبون خلال الأسبوع الماضي من مخاطر انجرار البلاد إلى احتراب أهلي على خلفية الانقسام الحاد الذي يشهده الشارع المصري بين مؤيد للرئيس مرسي ومعارض لسياساته.

واستجاب موظفو المجمع الحكومي الرئيس في البلاد الذي يطل على ميدان التحرير إلى دعوات المتظاهرين بتعليق العمل والمشاركة في المظاهرات المناهضة لحكم الرئيس مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وقالت الصفحة الرسمية لوزارة الري والموارد المائية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إنه «جرى العمل بوزارة الموارد المائية والري بشكل طبيعي، لكن تلاحظ ارتفاع نسبة غياب الموظفين لتخوف الكثيرين من حدوث عمليات عنف أو قلاقل بالشوارع».

ويقول الناشط السياسي أحمد عبد الرحمن إن «تعليق العمل في العديد من المصالح الحكومية فيه من مظاهر العصيان المدني أكثر مما فيه من مظاهر القلق.. على الجميع أن ينظر إلى معظم ميادين المدن المصرية ليرى بنفسه الأعداد التي اندفعت لأماكن التظاهر قبل ساعات من المواعيد المعلن عنها».

ومن نوافذ وشرفات عدد غير قليل من بيوت القاهرة رفع مواطنون أعلام بلدهم إلى جوار لافتات تحمل كلمة واحدة «ارحل». وكانت قيادات حركة تمرد قد طالبت المواطنين الذين لن يستطيعوا المشاركة في الفعاليات أن يرفعوا الأعلام في منازلهم.

وتقول أمينة السيد: «أنا مضطرة للبقاء في البيت لقد اتفقنا في أسرتنا على إجراء قرعة لكي تبقى إحدانا في المنزل مع الأطفال وللأسف وقع علي الاختيار؛ شقيقتي وعدد من أبناء أخوالي أحضروا لي أبناءهم ونزلوا الميدان.. ليس أمامي إلا مشاهدة الثورة في التلفزيون ورفع علم مصر في البلكونة (الشرفة)».

وأغلق المتظاهرون في ميادين البلاد منذ صباح الأمس مقار المحافظات في مدن الدلتا والجيزة، وقطعت طرق رئيسة وخطوط السكك الحديدية. وشاركت أعداد كبيرة من العاملين بالتلفزيون الرسمي في وقفة احتجاجية أمام مبنى التلفزيون في ماسبيرو على كورنيش النيل قريبا من ميدان التحرير، وتحرك العاملون في مسيرة إلى الميدان. ورفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها «ارحل.. ارحل» ورددوا هتافات معادية لجماعة الإخوان وسياسات الرئيس مرسي، وهو على ما يبدو ملمح جديد، إذ حاصر المتظاهرون مبنى التلفزيون قبل عامين ونصف العام. فيما قال مصدر بالتلفزيون إنه تم منع إرسال القنوات الفضائية المحلية التي تنقل الوضع في المحافظات عن صالة التحرير في قطاع الأخبار.

وظل مطار القاهرة الدولي من بين المؤسسات القليلة التي عملت بأقصى طاقة لاستيعاب حركة المغادرين، وشهدت صالات السفر بالمطار أمس زحاما غير مسبوق وافترش المسافرون الطرقات وتكدست الحقائب الخاصة بالمسافرين، بينما حاول مسؤولو الصالات فتح الطرقات لتسهيل عبور المسافرين وحركة الركاب.

وقال مصدر مسؤول بمطار القاهرة الدولي إن السبب الرئيس في تكدس الركاب هو وصول معظمهم في أوقات مبكرة جدا عن مواعيد رحلاتهم خوفا من عدم تمكنهم من الوصول إلى المطار.

وقال عدد من المسافرين إنهم قدموا مبكرا للمطار عن ميعاد رحلاتهم بسبب خشيتهم من تفجر الأحداث في البلاد. وسعت قيادات المطار لطمأنة المسافرين بتأكيدها انتظام حركة الملاحة وعدم تأخر أي من الرحلات عن ميعاد قيامها، مشيرين إلى أنه تم الدفع بعدد كبير من الموظفين لاستيعاب أعداد المسافرين.