الإسبان مصدومون.. واللاعبون يتعهدون بالعودة في مونديال 2014

الإعلام يصف الهزيمة بالمذلة.. ودل بوسكي يرفض الانهيار

TT

لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يسقط المنتخب الإسباني بهذه الطريقة أمام نظيره البرازيلي (صفر-3) في نهائي كأس القارات، خصوصا أن الماتدور دخل إلى هذه المواجهة مع أصحاب الضيافة وهو لم يذق طعم الهزيمة في مسابقة رسمية في 29 مباراة على التوالي (رقم قياسي)، فهل يعني ذلك أن الحقبة الإسبانية الاستثنائية قد انتهت؟

لا يمكن لأحد أن يشكك بقدرات المنتخب الإسباني الذي فرض هيمنته في الأعوام الخمسة الأخيرة على الصعيدين القاري والعالمي وأصبح أول منتخب يحرز ثلاثية كأس أوروبا وكأس العالم وكأس القارات، لكن رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي لم يستحقوا حتى الوجود في المباراة النهائية لكأس القارات لأنه احتاج إلى ركلات الحظ الترجيحية لتجاوز نظيره الإيطالي الذي كان الطرف الأفضل على الإطلاق في المواجهة بين الطرفين في نصف النهائي.

وتأتي هذه الخسارة المدوية بعد ثلاثة أعوام و14 يوما على الهزيمة الأخيرة التي مني بها الإسبان على صعيد المسابقات الرسمية وكانت في افتتاح مشواره في مونديال جنوب أفريقيا 2010 على يد نظيره السويسري (صفر-1)، كما أنها الأولى على الصعيدين الرسمي والودي أمام البرازيل منذ دور المجموعات من مونديال المكسيك 1986 (صفر-1) أي منذ مواجهتهما الرسمية الأخيرة (تواجها بعدها في مناسبتين وديا عام 1990 وفازت إسبانيا 3-صفر وعام 1999 وتعادلا صفر-صفر).

واعترف دل بوسكي بأن البرازيل التي توجت باللقب للمرة الرابعة (رقم قياسي)، كانت الطرف الأفضل في النهائي الذي بدا فيه الإرهاق ظاهرا على لاعبي إسبانيا، إضافة إلى أنهم أصيبوا بالإحباط منذ الدقيقة الثانية بعد أن افتتح فريد التسجيل لأصحاب الأرض أمام نحو 79 ألف متفرج احتشدوا في مدرجات «ماراكانا» الأسطوري بحلته الجديدة. وقال دل بوسكي: «من المؤكد أننا لسنا سعداء لكن يجب أن نحلل أخطاءنا. لكن سجلنا يدفعنا إلى التفاؤل.. نملك لاعبين جيدين وأسلوبا معينا من اللعب».

وتابع دل بوسكي الذي فشل في أن يصبح أول مدرب يحرز كأس العالم وكأس أوروبا ودوري أبطال أوروبا للأندية وكأس القارات، قائلا: «لا يجب أن تغير كل ذلك بسبب خسارة وحيدة مهما كنا نستحقها. كرة القدم هي رياضة وكنا نعلم أن خصمنا قوي جدا وذهبت الأمور لمصلحته منذ البداية».

ومهما كانت الأعذار فإنها لم تخفف من الصدمة التي عبر عنها الإعلام الإسباني، الذي خرجت عناوينه الرئيسة تقول: «أفضل برازيل وأسوأ إسبانيا»، و«ماراكانا يلتهم الماتدور» على وقع الهزيمة القاسية للمنتخب.

وقالت صحيفة «إس»: «مني المنتخب بأول خسارة جسيمة له منذ خمس سنوات. تلقت شباكه هدفا بعد مرور دقيقتين فقط ولم يتمكن من العودة إلى المباراة. قام فريد ونيمار بقتلنا، وأضاع راموس ركلة جزاء والنتيجة 3-صفر».

أما «ماركا» فعنونت في صدر صفحتها: «ضربة ماراكانا» وتحتها صورة للمدرب فيسينتي دل بوسكي ولاعبيه الذين بدوا تائهين.

وأضافت الصحيفة: «أجهز المنتخب البرازيلي على إسبانيا في نهائي كأس القارات قبل أقل من عام على انطلاق المونديال. كان فريد ونيمار وزملاؤهما الأفضل من البداية وحتى النهاية وقد استمتعوا في مواجهة إسبانيا التي لم تقدم مستواها المعهود». أما صحيفة «إل بايس» فقالت: «حلم ماراكانا تحول إلى كابوس بالنسبة إلى إسبانيا. حقق المنتخب البرازيلي نصرا كبيرا ومحرجا ضد إسبانيا التي لم تظهر بوجهها الحقيقي في مواجهة خصم كشر عن أنيابه في كل حركة في الملعب».

لكن لا يمكن اعتبار الخسارة أمام البرازيل في نهائي كأس القارات بداية النهاية للإسبان على الإطلاق، إذ إنهم خرجوا من الدور نصف النهائي لنسخة 2009 على يد منتخب متواضع مقارنة بالبرازيلي وهو المنتخب الأميركي، إلا أن ذلك لم يمنعهم من الفوز بكأس العالم بعد عام ثم بكأس أوروبا 2012.

وما هو مؤكد أن أي منتخب كبير قد يمر بيوم صعب، فكيف الحال إذا كان هذا اليوم الصعب في مواجهة منتخب البرازيل الذي يحمل تاريخا عريقا بالتتويج بطلا للعالم خمس مرات ويلعب بين جماهيره على ملعب أسطوري مثل «ماراكانا»؟ وقال راموس بعد المباراة التي أهدر فيها ركلة جزاء لأبطال العالم وأوروبا: «كانت كل الأمور تسير في عكس ما نأمله، إنه أحد تلك الأيام التي يعاندك فيها كل شيء. الهدف الأول جاء سريعا جدا. من الصعب أن تتخلف في نهائي دخلت إليه بتطلعات وتوقعات كبيرة».

وواصل: «يجب أن نشيد بخصمنا على الأداء الرائع الذي قدمه، رأينا الجهة الأخرى من كرة القدم (أي الخسارة) لكن بإمكانك دوما أن تعود إلى الجهة الصحيحة».

بدوره، قال أندريس أنييستا الذي أثر أداؤه «العادي» في المباراة النهائية على مستوى المنتخب بأكمله: «هذه هي كرة القدم، عليك أن تستعيد توازنك. كانوا الطرف الأفضل وأجبرونا على العدو خلفهم. سنعود العام المقبل (في كأس العالم) ونأمل أن نقوم بالأمور بشكل أفضل».

من ناحيته، أكد الحارس القائد إيكر كاسياس أن «الهزيمة مؤلمة، لكن لا يمكنك سوى القول هنيئا للبرازيل وأن تحاول النهوض مجددا»، بينما رأى مدافع برشلونة جيرار بيكيه الذي طرد في منتصف الشوط الثاني بسبب خطأ على زميله الجديد في النادي الكاتالوني نيمار، بعض الإيجابيات في المباراة النهائية وهي أن «نيمار لاعب رائع. أنا سعيد جدا لأنه سيلعب معنا الموسم المقبل».

وقال تشافي هرنانديز: «الهزيمة أمام البرازيل سجلت (تراجعا كليا) للماتدور الإسباني، ولم يتبق أي شيء، كل الأمور سارت بشكل خاطئ، الفريق لم يلعب وفقا لأدائه المعهود في أي وقت من المباراة».

وأضاف: «الهدف الذي سكن شباكنا في الدقيقة الثانية أثر علينا كثيرا، ومنح أفضلية واضحة للبرازيل، لم نلعب كفريق، ودفعنا الثمن في النهاية، لقد لعبوا (البرازيل) بشكل أكثر قوة وأكثر تنظيما وأكثر ضغطا».