بوفون: فخور بالمركز الثالث رغم الأحاديث التافهة.. وأود الفوز بنهائي كأس العالم

حارس مرمى الآزوري تصدى لثلاث ركلات ترجيحية أمام الأوروغواي في بطولة القارات

TT

نجح المنتخب الإيطالي في حصد المركز الثالث لبطولة كأس القارات بعد التغلب على نظيره الأوروغوياني بركلات الترجيح في المباراة التي جمعت بينهما أول من أمس (الأحد). كان الوقت الأصلي من اللقاء قد انتهى بالتعادل الإيجابي بين الطرفين 2 - 2؛ حيث تقدم استوري للآزوري في الدقيقة 24 من الشوط الأول ثم تمكن أدينسون كافاني من إدراك هدف التعادل لمنتخب أوروغواي في الدقيقة 13 من الشوط الثاني قبل أن يسجل اللاعب ذاته هدف التقدم لفريقه في الدقيقة 33، ثم تمكن اللاعب ديامانتي من إدراك هدف التعادل للمنتخب الإيطالي في الدقيقة 28 من الشوط الثاني. وبهذه النتيجة اضطر الفريقان إلى لعب وقت إضافي الذي لم يشهد إحراز أية أهداف، مما حمل المباراة إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت في وجه الآزوري بواقع خمس ركلات مقابل أربع لمنتخب أوروغواي. وهكذا كانت النهاية السعيدة لهذا الصراع من نصيب الآزوري بعد مشاهدة تحولات كبيرة في نتيجة المباراة كان بطلها المهاجم الأوروغوياني كافاني الذي قاد منتخب بلاده من التأخر بهدف إلى التقدم بهدفين، غير أن قائد المنتخب الإيطالي جيجي بوفون نجح في التألق خلال ضربات الترجيح وتصدى لثلاث كرات منها. وقد صرح المدرب تشيزاري برانديللي عقب انتهاء اللقاء قائلا: «بعد خسارة مباراة إسبانيا كان جيجي حزينا وتحدث إلى رفاقه قائلا: (هذه المرة سأتولى أنا الأمر). تألق بوفون كان هو الرد الأمثل على من يقول بأن جيجي لا يجيد التصدي لركلات الجزاء. في إيطاليا يقال الكثير من الحماقات». هذا فيما أشاد تاباريز، مدرب أوروغواي، بقائد الآزوري قائلا: «إنه لاعب كبير للغاية، وكان أكثر من ذلك أيضا خلال هذه المباراة». ولكن كل هذا لم يهدئ غضب جيجي الذي وصل في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي إلى معادلة رقم فابيو كانافارو في عدد المشاركات مع منتخب إيطاليا (136 مباراة): «لا أستطيع أن أبتسم. لا أفهم ماذا يريدون مني، لقد سمعت أحاديث تافهة». وأضاف بوفون: «مثل هذه الأحاديث تجعلني أشعر بالإهانة. أنا حارس المرمى الوحيد الذي تصدى لضربات ترجيح في نهائي البطولات سواء في (أمم أوروبا) أو في كأس العالم. هناك ضعف في الذاكرة وقليل من الاحترام. أشعر بالأسف تجاه مباراة إسبانيا، ولكني أهديت أيضا فرحة متأخرة إلى رفاقي. أنا فخور بالفوز بهذا المركز الثالث.. العام المقبل أود الفوز بنهائي كأس العالم».

وهكذا صرح كافاني أيضا عقب المباراة: «بوفون لاعب كبير، وهذا ما تؤكده مسيرته الكروية. إيطاليا منتخب قوي، ولكننا كنا غير محظوظين، بالنسبة لي هذه لحظة كبيرة. هل هي أفضل لحظات مسيرتي؟ لا أعلم. أبحث دائما عن تقديم 100% من طاقتي والاستمرار في النضج والتحسن لأن في عالم كرة القدم لا يعلم أحد مطلقا ماذا سيحدث، ولكني الآن لا أستطيع الاحتفال بالثنائية التي سجلتها. نابولي؟ الآن سأذهب لقضاء إجازتي والمستقبل غير معروف. أبعث بقبلاتي إلى كل جماهير نابولي، وقريبا سأعود إلى المدينة، ثمة أشياء ينبغي توضيحها مع إدارة النادي».

وعقب انتهاء المباراة صرح تشيزاري برانديللي قائلا: «لقد لعبنا أفضل شوط أول لنا في هذه البطولة، ثم في الشوط الثاني، كما كان متوقعا، عانينا من بعض الصعاب البدنية. لم ننجح في مواصلة تألقنا. ولكن الجانب الأهم في هذه المباراة كان الشخصية الرائعة التي ظهرنا بها. بعد نهاية موسم، نجح لاعبو الآزوري في مواصلة العطاء». حتى وإن كان لم يعد لديهم ما يقدمونه: «عند لحظة بعينها طلب مني ثمانية لاعبين التغيير، كنا نعلم قبل خوض المباراة أن دي روسي بإمكانه اللعب لمدة ساعة، وفي الواقع بعدها قمت بتغييره، وكنت متفقا مع جياكيريني على إشراكه فيما بعد. رغم كل هذا، فإننا بقينا في المباراة وقد حصلنا على المكافأة من ركلات الترجيح. دون الشخصية داخل الملعب لا يمكن الذهاب إلى أي مكان». دون الشخصية ودون تطبيق الأفكار: «وهذا هو الدرس الآخر الكبير التي تعلمناه من هذه البطولة. النتيجة يمكن أن تتحقق فحسب من خلال اللعب». هذا فيما صرح مدرب تاباريز: «منتخب إيطاليا غير عقليته، والمؤشر الأوضح لذلك كان لقاء نصف النهائي أمام إسبانيا: منذ عام مضى، اللاعبون أنفسهم والمدرب نفسه، وانتهى اللقاء 4 - 0 بينما ظهر بوضوح في اللقاء الماضي أن القصة تغيرت. فقد غيرها برانديللي: الفضل الأكبر يعود إليه لأنه هو قائد هذا الفريق. اليوم رأيت استحواذا على الكرة من جانب الآزوري لم يتمتع به خلال اللقاء الودي الذي جمعنا به في روما عام 2011: اليوم المنتخب الإيطالي على القمة، وبين النخبة في كرة القدم».

استمع برانديللي إلى كلمات تاباريز وابتسم متطلعا للأمام وقال: «أشكر الأستاذ، ولكن الطريق الذي ينبغي عليه اتباعه لا يزال طويلا رغم أنه الطريق الصحيح. عندما يتم التغيير، كما فعلنا في الشوط الأول، لا تعمل الآليات دائما بشكل سريع، ولكن الفلسفة دائما تظل كما هي، بغض النظر عن اللاعبين. أنا فخور بذلك وبالطريقة التي دائما يرد بها الفريق الإيطالي على مطالبي وعلى اقتراحاتي الخططية. ولكن الآن لا يزال علينا التحسن». وأضاف برانديللي: «جياكيريني نظر في عيني وقال لي: (أنا هنا). أيضا بونوتشي نظر إلي ولكني أخبرته أنه السادس في قائمة اللاعبين الذين سيسددون ركلات الترجيح». هذا فيما أكد جياكيريني: «هذه المرة برانديللي طلب مني تسديد ركلة ترجيح، ويبدو لي أنني نفذتها جيدا». وأضاف دي روسي: «الأمر ليس مثل نهائي لقب البطولة، ولكننا نأمل أن يكون هذا الفوز بداية شيء رائع».