16 قتيلا و781 مصابا في اشتباكات بين معارضي الرئيس المصري ومؤيديه

حرق المقر العام لجماعة الإخوان.. والصعيد ينتفض

معارضون للرئيس المصري يعرضون فوارغ طلقات يدعون أنها أطلقت على المتظاهرين من داخل مقر الإخوان المسلمين بضاحية المقطم بينما يظهر الدخان متصاعدا من مبنى المقر المحترق في الخلفية (إ.ب.أ)
TT

قالت وزارة الصحة المصرية أمس إن 16 قتيلا و781 مصابا سقطوا في اشتباكات بين معارضي ومؤيدي الرئيس المصري، محمد مرسي. وأحرق متظاهرون غاضبون أمس المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين في حي المقطم (جنوب القاهرة)، في مشهد أعاد للأذهان إحراق المقر الرئيس للحزب الوطني المنحل قبل عامين ونصف العام. وسقط خلال المواجهات أمام المبنى الحصين 8 قتلى وعشرات الجرحى، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة لسقوط حكم الرئيس محمد مرسي المنتمي للجماعة. وبينما أمهلت حركة تمرد الرئيس حتى الخامسة من مساء اليوم (الثلاثاء) لإعلان استقالته والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، انتفض صعيد البلاد (جنوبا) ضد حكم مرسي للمرة الأولى منذ بدء الثورة المصرية في 25 يناير (كانون الثاني). وقال شهود عيان إن مسيرة معارضة توجهت إلى المركز العام لجماعة الإخوان تعرضت لاعتداء من داخل المقر المحصن، مما أدى إلى تفجر الوضع مساء أول من أمس، مشيرين إلى أن الاشتباكات دارت على مدى 16 ساعة من دون تدخل أمني حتى الساعات الأولى من صباح أمس.

وأظهرت مقاطع مصورة من بدا أنهم كوادر إخوانية متحصنة داخل المقر وهي تطلق رصاص على المهاجمين، فيما فجر المهاجمون اسطوانات غاز لتفجير مدخل المقر، الذي تعرض مطلع العام الحالي لاقتحام أيضا.

ويضم المركز الرئيس لـ«الإخوان» مكتب المرشد العام للجماعة الذي يترأس التنظيم الدولي لـ«الإخوان»، بالإضافة لمكاتب نوابه، وأعضاء مكتب إرشاد «الإخوان»، أعلى هيئة تنفيذية. وافتتح المركز منتصف عام 2011، في حفل ضم القيادات السياسية الرئيسة في البلاد. واتهمت قيادات جماعة الإخوان الشرطة بالتقاعس عن حماية المقر، وقال الدكتور أحمد عارف، المتحدث الرسمي باسم الجماعة، إن «قوات الشرطة تركت المقر محاصرا لنحو 16 ساعة من دون أن تتدخل، بل ساعدت البلطجية في إحكام حصارهم». ووضعت قوات الأمن حواجز حديدية أمام المدخل الرئيس لمكتب الإرشاد لمنع استمرار دخول المتظاهرين إليه لحين انتهاء فريق معمل البحث الجنائي من تقريره وبحث البصمات. وشهد محيط مكتب الإرشاد هدوءا حذرا بعد ظهر يوم أمس، وسيطرت قوات الأمن والقوات الخاصة على المقر.

وتفجرت مواجهات دامية مساء أول من أمس في محافظات أسيوط وبني سويف والفيوم، وهي أول مرة تشهد فيها محافظات صعيد البلاد تحركا معارضا لجماعة الإخوان المسلمين. وحسم تصويت محافظات الصعيد في الانتخابات الرئاسية العام الماضي وفي الاستفتاء على الدستور لصالح جماعة الإخوان. وقالت وزارة الصحة في بيان رسمي أمس إن 16 قتيلا و781 مصابا سقطوا خلال الاشتباكات بين قوى المعارضة وأنصار جماعة الإخوان حتى يوم أمس، مضيفة أن حالات الوفاة من بينها حالة واحدة في كل من محافظات بني سويف والإسكندرية وكفر الشيخ والفيوم، إضافة إلى 3 حالات وفاة في محافظة أسيوط، و9 حالات بالقاهرة من بينها حالة وفاة أمام قصر الاتحادية، و8 حالات أخرى أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، مشيرة إلى أن عدد المصابين بطلقات حية وخرطوش محلي الصنع بلغ 186 مصابا.

وأغلق المتظاهرون في 11 محافظة دواوين المحافظات ومنعوا المحافظين من ممارسة أعمالهم، وكلفوا مديري الأمن والحكام العسكريين في محافظاتهم بتسيير الأعمال. وفي الأقصر قام المتظاهرون باعتلاء مبنى المحافظة واستبدلوا بعلم المحافظة آخر أحمر تتوسطه زهرة اللوتس وتاج الجنوب مكتوب عليه اسم طيبة. وكانت الأقصر قد شهدت خلال الأسبوعين الماضيين احتجاجات واسعة بعد تعيين عادل الخياط، الذي ينتمي للجماعة الإسلامية، محافظا للمدينة، وأجبرت الاحتجاجات الخياط على تقديم استقالته.

وأعلن المتظاهرون في الأقصر أيضا من أعلى المنصة الموجودة أمام مقر ديوان المحافظة تغيير تاريخ العيد القومي واستبدال تاريخ 17 يونيو (حزيران) به، وهو يوم نزول أهالي المدينة لرفض المحافظ الجديد.