النظام يفشل في اقتحام حمص.. والمعارضة تتهمه باتباع سياسة «الأرض المحروقة»

استهداف مقرات عسكرية في دمشق.. والمعارضة تعلن احتفاظها بـ17 جثة لحزب الله

مظاهر الدمار تبدو على منطقة كرم الجبل بحلب بعد أن قصفتها القوات النظامية بسوريا أول من أمس (أ.ب)
TT

أكد معارضون سوريون أمس أن القوات النظامية لم تتمكن من «إحراز تقدم على الأرض أو استعادة أي منطقة جديدة» رغم الهجوم العنيف الذي تشنه على أحياء حمص القديمة منذ ثلاثة أيام. وفي حين أشارت مصادر ميدانية في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «كتائب المعارضة في حمص تحتجز 19 جثة لعناصر حزب الله اللبناني، سقطوا خلال الاشتباكات». اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد باتباع سياسة «الأرض المحروقة».

وأفاد المرصد السوري أن «مقاتلي الجيش الحر يستمرون في مواجهة محاولات القوات النظامية اقتحام الأحياء التي يسيطرون عليها في وسط مدينة حمص لليوم الثالث على التوالي»، موضحا أن «القصف العنيف يتواصل على الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وأبرزها الخالدية وأحياء حمص القديمة». وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن إن «32 عنصرا من القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني (الموالي لها) قتلوا خلال يومين». وأضاف أن «حزب الله اللبناني يشارك في المعارك على جبهة الخالدية، ويتخذ من حي الزهراء (ذي الغالبية العلوية في حمص) قاعدة خلفية له».

وأشار المنسق العام لتجمع ألوية وكتائب «سيوف الحق» التابعة للمجلس العسكري الثوري بحمص أبو سعيد البكار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «خسائر القوات النظامية في الهجوم العنيف على حمص تجاوزت الـ40 قتيلا بينهم 19 لحزب الله اللبناني نحتفظ بجثثهم»، لافتا إلى أن «قوائم هؤلاء القتلى سيتم نشرها قريبا». وأوضح البكار أن «محاولات القوات النظامية المدعومة بعناصر حزب الله اللبناني للتسلل إلى حمص القديمة تتم عبر عدة محاور، محور الخالدية ومحور وادي السايح ومحور القرابيص، إضافة إلى حملة شرسة بالطائرات وراجمات الصواريخ وقذائف الهاون استهدفت أحياء باب هود وباب التركمان والحميدية والصفصافة حيث سمع دوي انفجارات ضخمة هزت المدينة»، وأضاف: «لقد تمكنت كتائب المعارضة من صد جميع محاولات الجيش النظامي ولم تسمح بحدوث أي خرق». واتهم البكار «القوات النظامية بحرق مبنى السجلات العقارية في حمص بهدف سلب أهالي حمص حقهم في ملكية منازلهم تمهيدا لتغيرات ديمغرافية في المدينة ذات الغالبية السنية».

ويتحصن عدد من كتائب المعارضة، أبرزها «لواء الحق» و«لواء شهداء حمص» داخل أحياء الخالدية وباب دريب ووادي السايح وباب سباع وكرم الزيتون وباب تدمر والحميدية، في حين تفرض القوات النظامية حصارا محكما على هذه الأحياء عبر تمركزها في الأحياء الموالية واستخدامها لقصف معاقل المعارضة الواقعة وسط حمص. حيث يعتبر حي باب السباع الذي تتجمع فيه أعداد كبيرة من مقاتلي النظام قاعدة لقصف واقتحام أحياء باب دريب والصفصافة والورشة والحميدية. فيما تعد منطقة الميدان قاعدة نظامية لقصف واقتحام أحياء باب هود والغوطة البفطاسية والدبلان وجورة الشياح.

وكان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» قد طالب أصدقاء الشعب السوري إثر عمليات القوات النظامية على أحياء حمص بـ«توجيه ضربات عسكرية مدروسة إلى مفاصل القوة العسكرية للنظام، وإقامة منطقة حظر جوي». ووصف عضو الائتلاف الوطني، أحمد رمضان في اتصال مع «الشرق الأوسط» هجوم النظام السوري على حمص بـ«الإبادة الجماعية»، مشيرا إلى أن «المعارضة قامت بوضع المجتمع الدولي لا سيما الدول الصديقة للشعب السوري أمام مسؤولياتهم بإيقاف المجزرة بحق أهالي حمص الذين يتعرضون لقصف عنيف». وأشار رمضان إلى أن «إقدام النظام على إحراق مبنى السجل العقاري وقبلها تدميره مسجد خالد ابن الوليد يؤكد أن النظام يعتمد سياسة الأرض المحروقة ضد مدينة حمص».

وتمتلك حمص موقعا استراتيجيا، لأنها تربط بين دمشق ومناطق الساحل حيث العمق العلوي المهم بالنسبة إلى نظام الرئيس بشار الأسد. ويرى محللون عسكريون أن «نجاح القوات النظامية في السيطرة على حمص وتحويلها إلى منطقة نفوذ كامل للنظام سيكون تحضيرا لتحويلها إلى نقطة انطلاق لعملياته العسكرية باتجاه الشمال وتحديدا محافظة حلب».

ويطلق الناشطون على مدينة حمص ثالث أكبر محافظة في سوريا «عاصمة الثورة» إذ شهدت معركة دامية في حي بابا عمرو الذي شكل محطة رئيسة في تحول النزاع إلى العسكرة بعد سقوطه في أيدي القوات النظامية في فبراير (شباط) 2012. ويأتي الهجوم النظامي على حمص، بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني، بعد إنجازات في قرى وبلدات في محافظة حمص بالقرب من الحدود اللبنانية على رأسها القصير وتلكلخ.

وبالتزامن مع محاولات القوات النظامية اقتحام حمص، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن «كتائب المعارضة قصفت مقر إدارة الشرطة العسكرية، وسط قصف القوات النظامية بالمدفعية وقذائف الهاون لأحياء القابون ومخيم اليرموك، واشتباكات بين الجانبين في بساتين حي برزة وحي مخيم اليرموك». وجاء ذلك بعد إعلان «لواء البراء» بدمشق قيام كتيبة شهداء ركن الدين التابعة له باستهداف مركز العمليات على تلة الإشارة بحي برزة بقذائف هاون عيار 120 ملم محلية الصنع. بدوره، أفاد المرصد السوري عن «سقوط قذائف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة».

وفي ريف دمشق، أفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن «الجيش النظامي قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات خان الشيخ والنبك وداريا ومعضمية الشام، وعدة مناطق بالغوطة الشرقية»، وأشارت الشبكة إلى «اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية المدعومة بقوات من حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس في مدينة السيدة زينب وفي عدة جبهات بمنطقة المرج بالغوطة الشرقية».