تراشق حاد بين المغرب والجزائر يعيد مسار التطبيع إلى نقطة البداية

مسؤول جزائري يتهم الرباط بالبدء في محاولات فرض شروط مقابل فتح الحدود المغلقة منذ 19 سنة

TT

أخذ التراشق اللفظي بين وزارتي الخارجية الجزائرية والمغربية، حول الحدود المغلقة بين البلدين، شكل أزمة حادة بين البلدين، أعادت مساعي جارية للتطبيع بينهما إلى نقطة البداية. فقد اتهم مسؤول جزائري رفيع، الرباط «بالبدء في محاولات فرض شروط مقابل فتح الحدود» المغلقة منذ 19 سنة.

ونشرت وكالة الأنباء الجزائرية أمس في موقعها الإلكتروني، تصريحا للناطق باسم وزارة الخارجية عمار بلاني، جاء فيه: «إن منحى التصعيد (بين الجزائر والرباط) يبدو من أكثر من جانب أنه متعمد إذ يستجيب لاعتبارات متعددة لا تخفى عنا البتة. ففي الأصل كان هناك ذلك العمل العدائي المشين، الذي شكك بالسلامة الترابية للجزائر. إن تلك التصريحات العدوانية بالغة الخطورة التي صدرت من رئيس (أمين عام) حزب الاستقلال، وعضو الائتلاف الحكومي، والتي تناقلتها شبكات التلفزيون العمومي (المغربية)، لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تندرج بسذاجة في خانة «حرية التعبير والرأي»، كما أن تأثيرها بالغ الضرر لم يكن لتتجاهله السلطات الجزائرية، التي فضلت غض الطرف عنها بالتزام الصمت»، في إشارة إلى تصريحات أطلقها حميد شباط، زعيم حزب الاستقلال، مطلع مايو (أيار) الماضي، طالب فيها بـ«استرجاع تندوف وبشار» وهما منطقتان تقعان قرب الحدود مع المغرب. وأثار ذلك حفيظة أحزاب وتنظيمات في الجزائر.

وتساءل بلاني: «كيف يمكننا أيضا أن نفسر كون أولئك الذين يدعون بشدة إلى إعادة فتح الحدود، هم أنفسهم الذين يشككون في الوقت ذاته في رسمها. هذا ليس التناقض الوحيد الذي لمسناه لأن التحجج بـ«قواعد الجوار وحتمية التعاون»، يتطلب أن تكون التصريحات العامة متبوعة بأعمال».

وكان بلاني يشير إلى بيان لوزارة الخارجية، صدر الخميس الماضي، نددت فيه بـ«المواقف المتجاوزة في منهجيتها وغير المبررة في محتواها»، في إشارة إلى تصريحات سابقة لبلاني تتعلق بشروط ثلاثة تضعها الجزائر مقابل فتح الحدود، منها «وقف الحملة العدائية المغربية ضد الجزائر»، ومحاربة المخدرات من جانب المغاربة على أساس أنها تدخل بكميات كبيرة إلى الجزائر، فضلا عن شرط آخر مرتبط بنزاع الصحراء الذي يسمم العلاقات الثنائية.

وقالت الرباط إن «مجرد وضع شروط أحادية الجانب لتطبيع العلاقات الثنائية يعد ممارسة ماضوية، وتعكس ثقافة سياسية تعود لحقبة عفا عنها الزمن، في تناقض تام مع متطلبات وآفاق القرن الواحد والعشرين».

وأضاف بلاني، في تصريحه للوكالة الرسمية: «الجميع يدرك ويعي أن هناك مشكلة خطيرة بخصوص عمليات التهريب المكثفة للمخدرات، انطلاقا من التراب المغربي». وتابع: «لقد فوجئنا خلال المحادثات التي أردناها سرية، في بادئ الأمر، بما قيل لنا أنه ليحصل التعاون بشكل أحسن (في مجال محاربة المخدرات) يجب أولا فتح الحدود.. وعليه من حقنا أن نتساءل من الذي بدأ يحاول فرض شروط غير مقبولة شكلا ومضمونا». ولم يوضح بلاني زمان ومكان هذه «المحادثات السرية» بين البلدين وفي أي إطار تمت.

أما عن نزاع الصحراء الذي يعيق التطبيع بين البلدين، فقال عنه بلاني: «إن الطرف الوحيد الذي يضع هذه المسألة في قلب الإشكالية الثنائية هو الطرف المغربي». وأعلن «رفض الجزائر أن تتعامل الرباط معها على أنها طرف في هذا النزاع المصطنع»، لأن ذلك يتناقض وكل لوائح الأمم المتحدة التي تحدد بدقة طرفي النزاع، والمتمثلان في مملكة المغرب وجبهة البوليزاريو.