البعثة الأممية لحفظ السلام تستأنف مهامها في مالي

ممثل الأمم المتحدة في باماكو: مهمتنا هي ضمان الأمن في كبرى مدن الشمال

TT

تسلمت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي مهمتها بشكل رسمي أمس، خلال حفل نظم في العاصمة باماكو، حيث ستتولى البعثة الأممية مهمة تأمين البلاد الخارجة من أزمة استمرت لأكثر من عام، وتستعد لتنظيم انتخابات رئاسية يوم 28 يوليو (تموز) المقبل، من أجل إنهاء الأزمة الدستورية والفترة الانتقالية التي دخلت فيها البلاد منذ انقلاب 22 مارس (آذار) 2012.

ومن المنتظر أن يصل نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، عدد جنود البعثة إلى 12600 جندي وشرطي، بينما بدأت أولى مهماتها بدمج نحو 6300 جندي أفريقي سبق أن انتشرت في مالي في إطار القوة الأفريقية لدعم مالي، وستكون البعثة الأممية مزودة بمروحيات وآليات عسكرية تمكنها من ضمان الاستقرار في مالي، وخاصة شمال البلاد حيث تنشط بعض جيوب الجماعات الإسلامية المسلحة.

وستدعم هذه البعثة الأممية بقوات قادمة من عدد من الدول الأفريقية الأخرى ومن خارج القارة الأفريقية، حيث أعلنت الصين الأسبوع الماضي نيتها إرسال نحو 400 جندي للانضمام إلى بعثة حفظ السلام الأممية في مالي، من بينهم مهندسون وأطباء وحراس.

ويعتبر التحدي الأمني واحدا من أكبر التحديات التي تواجهها الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث سبق أن أبدى رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في مالي شكوكه حول إمكانية تنظيم الانتخابات في موعدها، مشيرا إلى الوضع الأمني في المناطق الشمالية وبعض النواقص الفنية المتعلقة بالعملية الانتخابية وتحضيرها.

وتواجه البعثة الأممية الجديدة مهمة صعبة لفرض الأمن في منطقة صحراوية شاسعة، وبوسعها أن تطلب في بعض الحالات الدعم من الجنود الفرنسيين الموجودين في مالي والبالغ تعدادهم 3600 جندي، أعلنت السلطات الفرنسية الشروع في خفضهم ليصلوا مع نهاية العام الجاري إلى ألف جندي فقط.

وفي سياق التحديات التي ستواجهها البعثة الأممية في مالي، قال برت كوندرز، ممثل الأمم المتحدة في مالي، بمناسبة انطلاق مهام البعثة الأممية: «مهمتنا هي ضمان الأمن في كبرى المدن في الشمال، وحماية المدنيين (...) إضافة إلى الوساطة السياسية»، قبل أن يتوجه بالشكر إلى القوة الأفريقية البالغ عددها 6300 جندي، على «العمل الذي أنجزوه».

بدوره، قال بيار بويويا، الرئيس البوروندي السابق، وممثل الاتحاد الأفريقي في مالي والقائد السابق للقوة الأفريقية: «سأبقى في مالي، وسأهتم من الآن فصاعدا بالمسائل السياسية والوضع في الصحراء».

واحتضنت باماكو أمس الاجتماع الخامس لمجموعة الدعم والمتابعة الخاصة بمالي، وذلك لبحث الأشواط التي قطعت في طريق المصالحة الوطنية في البلاد؛ ويشارك في الاجتماع عدد من وزراء دول الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، والأمم المتحدة.

كما زار الوزير الأول المالي ديانغو سيساكو أمس ساحل العاج، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الحسن واتارا، حول التحديات والعراقيل التي تواجهها الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي من المزمع تنظيمها في أقل من أربعة أسابيع.