بيرنز من بيروت: تدخل حزب الله في سوريا يخدم إيران والأسد

نائب وزير الخارجية الأميركي أعلن زيادة الدعم للجيش اللبناني والنازحين السوريين ودعا لضبط النفس

رئيس الجمهورية ميشال سليمان لدى اجتماعه مع بيرنز أمس في القصر الجمهوري ببيروت (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

أدان نائب وزير الخارجية الأميركية، ويليام بيرنز، أمس، مشاركة حزب الله في القتال في سوريا، مؤكدا دعم بلاده انتهاج لبنان لسياسة النأي بالنفس تجاه الأزمة السورية، معتبرا أن الحزب «قرر وضع مصلحته فوق مصلحة الشعب اللبناني ووضع مستقبل لبنان في خطر»، وأن هذا الدور «يخدم إيران والرئيس السوري بشار الأسد أكثر من لبنان».

وجاء تصريح بيرنز خلال مؤتمر صحافي عقده في مطار بيروت، قبيل مغادرته لبنان، مختتما زيارة استمرت يوما واحدا، التقى خلالها الرئيس اللبناني ميشال سليمان، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

ونوه بيرنز بـ«دور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحكمته في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان»، وقدم تعازيه إلى الدولة اللبنانية «في الضحايا الذين سقطوا في أحداث صيدا الأخيرة سواء من الجيش أو المدنيين»، مشيرا إلى أن «الحكومة الأميركية ستستمر في تقديم المساعدة إلى القوى الأمنية، وهي تعمل دائما في سبيل التعاون بين البلدين». وأعلن أن بلاده «ستزيد من وتيرة مساعداتها إلى الجيش اللبناني»، مشددا على «ضرورة العمل على كل الجبهات لضبط النفس والمحافظة على استقرار لبنان». كما جدد دعم بلاده للجيش اللبناني كونه «المؤسسة الوطنية التي تحمي الشعب، ويقوم بدور كبير في المرحلة الحساسة»، داعيا اللبنانيين إلى «العمل من أجل حماية استقرار بلادهم وسيادته وديمقراطيته».

ورأى نائب وزير الخارجية الأميركي أن قرار تأجيل الانتخابات النيابية اللبنانية «من شأنه أن يزعزع ثقة الناس في الدولة والحكومة». وإذ لفت إلى انعكاس آثار الأحداث السورية على لبنان ومؤسساته، أكد بيرنز مواصلة بلاده تقديم المساعدات للبنان في مجال إغاثة النازحين السوريين. وقال إن الولايات المتحدة خصصت 72 مليون دولار كمساعدات للنازحين السوريين في لبنان، ليكون لبنان قد حصل على أعلى نسبة من المساعدات المخصصة للنازحين السوريين، بين الدول التي استضافتهم.

ويأتي إعلان بيرنز مواصلة تسليح الجيش اللبناني بموازاة ارتفاع منسوب التحديات التي تواجهه، لجهة حصوله على دعم سياسي للحفاظ على الاستقرار، ومنع تمدد النزاع السوري إلى لبنان. وعما إذا كانت الولايات المتحدة تحث السياسيين اللبنانيين على مؤازرة الجيش ومنحه غطاء لحفظ الاستقرار، قالت مصادر دبلوماسية أميركية لـ«الشرق الأوسط» إن الولايات المتحدة تدعم أن يقوم الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية بدورها، مؤكدة أن «القيادة السياسية جزء من المؤسسات». وقالت إن الولايات المتحدة «تدعم تعزيز قدرات الجيش اللبناني كونه القوة العسكرية الشرعية الوحيدة في لبنان».

وكان بيرنز أعلن خلال لقائه الرئيس اللبناني ميشال سليمان، أمس، أن الإدارة الأميركية سترفع وتيرة المساعدات للجيش، خصوصا أن الجيش يقوم بدور أساسي في حفظ الأمن والاستقرار في الداخل. ونقل إلى سليمان «تأييد الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن ووزير الخارجية جون كيري للدور الذي يقوم به الرئيس اللبناني في هذه المرحلة للحفاظ على الاستقرار الداخلي واتباع سياسة النأي بالنفس المرتكزة إلى إعلان بعبدا القاضي بمنع التدخل في شؤون الدول الأخرى».

وتناول بيرنز مع سليمان الأوضاع في سوريا والمشاورات الجارية بشأن انعقاد مؤتمر «جنيف 2»، والتشديد الأميركي واللبناني على ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة السورية وعدم التدخل الخارجي في الصراع الدائر في الداخل. كما تناول البحث موضوع مفاوضات السلام في الشرق الأوسط والاستعدادات الأميركية لإطلاقها في وقت قريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد سلسلة اتصالات تجرى مع الطرفين في هذا الإطار.

وأشار بيرنز إلى موضوع النازحين من سوريا، واستعداد بلاده الكامل لمساعدة لبنان من خلال مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة والدول والمنظمات القادرة على تخفيف الأعباء عنه. وفي سياق متصل، بحث نائب وزير الخارجية الأميركية مع قائد الجيش جان قهوجي الأوضاع العامة وسبل تطوير برنامج المساعدات الأميركية المقررة للجيش اللبناني، في ضوء المستجدات الراهنة. وأعرب الجانب الأميركي عن «تقديره لجهود الجيش في الحفاظ على استقرار لبنان، والتزام بلاده بالاستمرار بدعمه وتعزيز قدراته العسكرية».