شباب سعوديون ينجحون في جذب 3 آلاف سائح أجنبي أسبوعيا

أكدوا أن دعم هيئة السياحة ساعدهم على توسيع نشاطهم

تشكل المواقع التاريخية والأثرية المقصد الأول للسائح الأجنبي («الشرق الأوسط»)
TT

دعا نهوض قطاع السياحة في السعودية، بعد تصنيف الأنشطة السياحية ودعمها، إلى استغلال بعض الشباب السعودي هذه الفرصة، بإنشاء مؤسسات متخصصة في تنظيم الرحلات السياحية على وجه التحديد، في الوقت الذي أكدت فيه جميع المؤشرات العائد الاقتصادي المجدي لهذا النوع من المشاريع، لتعريف السياح المحليين والمقيمين بالمواقع السياحية والتراثية في البلاد.

واتجه عدد من الشباب إلى هذا النوع من النشاط، من ضمنهم سعود الحربي الذي أنشأ مؤسسة لتنظيم الرحلات السياحية بدأت عملها في المدينة المنورة وتوسع نشاطها ليشمل مدينة الرياض.

الحربي، الذي بدأ نشاطه قبل نحو خمس سنوات، يرى أن السياحة قطاع واعد ومجد متى ما أقبل عليه الشباب بحب وحماس ولم يستعجل الأرباح، مشيرا إلى أنه تمكن من تطوير مؤسسته بشكل سريع خاصة مع انضمام عدد من الشباب الذي شاركوه في تنظيم الرحلات سواء من مشرفين على الرحلات أو مرشدين سياحيين.

وأشار إلى أنه وجد في المعارض التي تقيمها هيئة السياحة وعلى رأسها ملتقى السفر والاستثمار السياحي السنوي فرصا مهمة لعرض منتجات منظمي الرحلات السياحية السعوديين وإبراز الأنشطة السياحية والترفيهية التي تمتاز بها البلاد، وتقديم عدد من العروض. وقال إن سوق تنظيم الرحلات الداخلية ما زالت منصبة في الوقت الحاضر على المقيمين من الجنسيات الأوروبية وزوار المؤتمرات والمناسبات المقامة في السعودية، إضافة إلى المعتمرين، ويتطلع إلى أن يأتي الوقت الذي يستعين فيه السعوديون بشركات تنظيم الرحلات السياحية في رحلاتهم السياحية الداخلية.

من جانبه، أكد متعب عبد الله ،المحمود المرشد السياحي ومنظم الرحلات، أنه دخل مجال السياحة عام 2006 عبر حصوله على ترخيص بمزاولة مهنة الإرشاد السياحي لبعض الأنواع من الرحلات، ومنذ أربع سنوات بدأ عمله في تنظيم الرحلات، حيث أنشأ قسما خاصا للرحلات في شركة كبرى، ثم قام بافتتاح مؤسسته الخاصة لتنظيم الرحلات بعدما لمس إقبالا كبيرا من الجاليات الأجنبية وخاصة الأوروبية والأميركية التي تعيش في السعودية.

وأوضح أنه دخل مجال تنظيم الرحلات اعتمادا على قاعدة كبيرة من الزبائن كونها خلال عمله سنوات في السياحة، خاصة من الأجانب المقيمين والزوار الذين يفوق عددهم 3 آلاف شخص ينظم لهم رحلات بشكل أسبوعي، وهو ما أتاح له تنظيم رحلات بشكل تجاري مربح، بجانب رؤيته الخاصة في قلة عدد المنظمين وعدم اهتمامهم بالسياح المقيمين، وأيضا المقومات السياحية العديدة والمتنوعة التي تتمتع بها الكثير من المناطق.

وشدد على أن هناك إقبالا شديدا من المقيمين من الأجانب على الرحلات السياحية، لا سيما للمواقع الأثرية والتراثية، رغم قلة المعلومات المتوافرة عنها باللغات المختلفة في الإنترنت ومواقع التوصل الاجتماعي، مبينا أن انطباعات الأجانب جيدة حيال ما يرونه في الرحلات من آثار وتراث وتاريخ وحضارة السعودية. وأضاف المحمود أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تدعمه وغيره من المنظمين في العديد من الأمور الفنية والإجرائية والتأهيل، مثمنا دورها في دعم السياحة بشكل عام وتنظيم الرحلات بشكل خاص.

ورغم أن الهدف الربحي هو الدافع الأساسي للتوجه إلى هذا النشاط، فإن بعض هؤلاء الشباب قاده عشقه للترحال الدائم في مناطق المملكة والتجول في جبالها وسواحلها ومواقعها التراثية والبيئية إلى أن يستثمر خبرته في الرحلات وحبه لها في لتكون عملا تجاريا ونشاطا اقتصاديا. ومن هؤلاء الشباب فهد بن محمد الصفح الذي تخصص في تنظيم برامج سياحية منوعة داخل المملكة، منها رحلات السفاري والرحلات الصحراوية والبيئية، ورحلات الرياضات الصحراوية وغيرها.

ويقول الصفح عن بداية توجهه لهذا النشاط «قبل أن أبدأ مشروعي كنت قد تجولت في الكثير من المواقع في مناطق السعودية، ورصدت بكاميرتي ودونت رحلاتي الاستكشافية لمعظم المناطق، ومع استمرار حبي للرحلات السياحية في المواقع المختلفة جاءت فكرة اتجاهي للنشاط الاقتصادي لهذه الرحلات من خلال إنشاء مؤسسة للرحلات السياحية، وتعاقدت مع (الخطوط السعودية) لتنفيذ برنامج (اكتشف المملكة) للتعريف بالجمال البيئي والإرث الحضاري المتنوع والمتأصل في مناطق البلاد».

ويرى فهد الصفح أن «العمل في النشاط السياحي يتيح مجالات كثيرة للإبداع، خاصة أن مدننا تزخر بالمقومات الطبيعية والتراثية التي تساعدك على ابتكار برامج ربما لا تتوافر في دول أخرى بهذا التنوع»، ويقول «عملت من خلال مؤسستي على تنظيم رحلات لمخيمات برية، إضافة إلى الرحلات البحرية والأنشطة الرياضية، ورحلات الصيد بالصقور، وكان هناك إقبال على هذه الأنواع من الرحلات خاصة من الجاليات المقيمة في السعودية، وهناك أيضا تنظيم الرحلات المدرسية الداخلية، وبرامج سفاري للفتيان والأطفال والفتيات، وبرنامج المستكشف الصيفي للتعليم بالمشاهدة والترفيه عبر الرحلات السياحية، وكذلك هناك رحلات الرياضات البرية السياحية كالتطعيس بسيارات الدفع الرباعي».

ويؤكد فهد أن من أبرز الصعوبات التي تواجهه وتواجه الشباب المستثمر في مجال تنظيم الرحلات السياحية عزوف السياح بمختلف جنسياتهم عن التعامل مع منظمي الرحلات السياحية المرخصين إلى التعامل مع المرشدين السياحيين المرخصين وغير المرخصين، وكذلك المغالاة في أسعار فنادق الدرجتين الأربع والخمس نجوم، ورفضهم تقديم غرف فندقية مجانية لرواد المجموعات السياحية والمرشدين سواء ارتفع عدد الزوار أو قل، بالإضافة إلى غلاء سعر الوجبات الغذائية.