كلبة «جيزي بارك» لا تتوقف عن النباح بحثا عن أبنائها

فقدت جراءها الستة خلال الهجوم على المتنزه

كلبة «جيزي بارك» تنبح بحثا عن جرائها («الشرق الأوسط»)
TT

في ميدان تقسيم بإسطنبول، هناك كلبة تنبح ليل نهار، ولا تتوقف عن النباح إلا للحظات لترتاح ومن ثم تعاود النباح، تلك هي «كلبة جيزي بارك» كما يطلقون عليها هناك، فالكل يهتم بها ويحزن لقصتها، لأنها فقدت ستة من جرائها (أبنائها) في يوم واحد، وهي «تنبح باستمرار بحثا عنهم، أو تأمل في أن يسمعونها فيأتوا لها»، حسبما يوضح فريد، وهو مصور فوتوغرافي تركي، موضحا لـ«الشرق الأوسط» بأن «هذه الكلبة كانت قد وضعت 6 جراء (جمع جرو) في متنزه جيزي، وكان المحتجون يعرفون هذه الكلبة وأبناءها ويلعبون معهم ويوفرون لهم الطعام حتى إنها صارت جزءا من علامات المتنزه قبل أن تهاجمه قوات مكافحة الشغب بضراوة قبل شهر ويطلقون الغازات المسيلة للدموع ويشتبكون مع المحتجين لطردهم من (جيزي بارك)». يضيف فريد الذي يصف نفسه بأنه شاهد العيان على ما يصفه بـ«مأساة هذه الكلبة التي لا علاقة لها أو أبنائها بالاحتجاجات ولا بسياسات رئيس الحكومة أو مطالب المحتجين بل إنها كانت تعيش في المتنزه بصورة طبيعية قبل أن تفقد أبناءها الستة أما نتيجة تنفسهم الغازات المسيلة للدموع أو أن الجموع سواء كانوا من الشرطة أو المحتجين سحقوهم عن دون قصد وماتوا».

ويشير فريد إلى أن «الكلبة ومنذ ذلك اليوم تطلق نباحها ليلا ونهارا وتتقرب من المارة وكأنها تسألهم عن أبنائها وعن مصيرهم، ونحن لا نعرف ماذا نفعل سوى أن نواسيها بأن نربت عليها أو نمسد ظهرها ونوفر لها الطعام، إنها أم ولا تختلف عن بقية الأمهات»، مضيفا أن «كل من يمر من ميدان تقسيم يتوقف عند هذه الكلبة أو يلتقط لها الصور وصارت معروفة بكلبة (جيزي بارك)».