الآلاف من مؤيدي مرسي ينظمون مسيرات بالقاهرة وقيادات الإخوان تتمسك بعودته للحكم

اشتباكات بين أنصار الجماعة والمناوئين لها في عدة محافظات

مسيرات لجماعة الإخوان المسلمين انطلقت من أمام عدد من مساجد العاصمة عقب صلاة الجمعة أمس (أ.ف.ب)
TT

شارك ألوف المؤيدين للرئيس المصري السابق محمد مرسي في مسيرات جابت عددا من شوارع بالقاهرة أمس للمطالبة بعودته إلى الحكم. وانطلقت المسيرات التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي من أمام عدد من مساجد العاصمة عقب صلاة الجمعة، لكن الجماعة اضطرت لإلغاء مسيرات أخرى بعد الإعلان عنها مسبقا، بسبب قلة المشاركين فيها، بينما وقعت اشتباكات دامية بين الإخوان والمناوئين لهم في عدد من المحافظات.

ويعتصم ألوف من مؤيدي مرسي أمام جامع رابعة العدوية وجامعة القاهرة، منذ الإطاحة به مطلع الشهر الماضي، ويخرجون في مسيرات تتردد على هاتين المنطقتين خاصة في أيام الجمعة. وفي مسيرات أمس رفع المشاركون لافتات تؤيد مرسي ولصقوا صورا له على جدران عدة مبان، وسط هتافات تقول «يسقط يسقط حكم العسكر» و«لا للانقلاب» و«إسلامية إسلامية». ويصف الإخوان إزاحة مرسي عن السلطة على أنها «انقلاب عسكري»، في وقت يصر فيه الحكام الجدد على تنفيذ خارطة طريق شملت تعيين رئيس مؤقت وحكومة مؤقتة ولجنة لتعديل الدستور وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون تسعة أشهر.

وترفض جماعة الإخوان خارطة الطريق هذه. وأعلن محمد البلتاجي القيادي في جماعة الإخوان وحزبها (الحرية والعدالة) عن مطالب المعتصمين التي قال إنها تشمل «إنهاء الانقلاب» وما ترتب عليه، و«عودة الشرعية كاملة»، بعودة مرسي للحكم وعودة البرلمان والدستور المعطل، وعودة الجيش لثكناته.

ورغم المناوشات والاشتباكات التي وقعت بين الإخوان ومناوئيهم في عدة محافظات أمس، طافت مظاهرات ومسيرات الجماعة، عقب صلاة الجمعة عدة شوارع رئيسة في قلب القاهرة، لكن كان لافتا في تحركاتها حالة التشتت والعشوائية وافتقادها بوصلة التنظيم والتي كانت أحد العناصر المهمة في حشد الجماعة في الآونة الأخيرة.

وأعلن أنصار مرسي، عن تنظيم العديد من المسيرات تنطلق من 28 مسجدا إلى ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، للمشاركة في فعاليات «مليونية النصر»، التي دعا لها التحالف الوطني لدعم الشرعية والمطالبة بعودة الرئيس السابق.

ولفت مراقبون من داخل ميدان «رابعة العدوية» إلى حالة من الارتباك والتململ التي تسود أوساط المعتصمين بالميدان خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، في ثاني أيام عيد الفطر، والذي يعد أول عيد عقب الإطاحة بمرسي وحكم الإخوان. وشددت اللجان الشعبية التي تحرس ساحة رابعة العدوية من تأمينها لمداخل ومخارج الاعتصام، والدعوة إلى الترقب والحذر، تحسبا لاقتراب موعد فض الاعتصام.

وقام أنصار الإخوان بإلغاء مسيرة كان من المفترض أن تنطلق من مسجد الفتح بمنطقة الخلفاوي بضاحية شبرا المعروفة بكثافتها السكانية. وكان من المقرر أن تنطلق هذه المسيرة من أمام المسجد عقب صلاة الجمعة إلى ميدان رابعة العدوية، لكنها ألغيت نظرا لقلة توافد مؤيدي الإخوان.

وفي السياق نفسه اضطرت مسيرة مسجد الفتح التي تضم مؤيدي الإخوان إلى التوقف لفترة أمام مسجد التوحيد بشارع رمسيس حتى الانتهاء من صلاه الجمعة، ودعم المسيرة بأعداد أكبر للانطلاق إلى ميدان رابعة العدوية.

وقطع العشرات من أنصار الإخوان شارع رمسيس، لكن تم فتحة بواسطة قوات الأمن، كما قطع أنصار الرئيس السابق، بمسيرات من السيارات، شارع صلاح سالم الحيوي والشوارع المؤدية لمقر المخابرات الحربية شرق القاهرة، رافعين صور مرسي ولافتات تطالب بعودته إلى منصبه، فيما اضطرت السيارات إلى السير عكس الاتجاه، قبل أن تضطر المسيرة لفتح الطريق عقب تدخل قوات الأمن.

كما نظم مؤيدون لمرسي مسيرات إلى مقر وزارة الدفاع بمنطقة كوبري القبة شرق القاهرة، إلا أن قوات الجيش أغلقت شارعي الخليفة المأمون والفنجري وغيرت المسيرة اتجاهها إلى ميدان رابعة العدوية. وقطع العشرات من أنصار الإخوان طريق شارع النزهة بالقرب من دار الدفاع الجوي واعتلوا كوبري النزهة ومنعوا مرور السيارات لنحو ساعة من أعلاه مما تسبب في إرباك حركة المرور.

وفي الإسكندرية (شمال غرب العاصمة) تسببت مسيرة تضم المئات من مؤيدي الإخوان بمنطقة مسجد القائد إبراهيم في قطع طريق كورنيش اسكندرية، واستخدم المتظاهرون عبارات تهديد لوسائل اعلام والإعلاميين الذين يتهمونهم بالانحياز لـ«الانقلاب» و«الجيش». وأوقفت قوات الأمن عددا من تلك المسيرات للحيلولة دون هجوم الأهالي على أنصار الإخوان.

وفي مدينة الفيوم (جنوب) وقعت مواجهات مماثلة بين قوات الشرطة ومؤيدي «الإخوان» أمام مديرية الأمن أدت لإصابة 35 من الإخوان وجندي من قوات الأمن.

وفي محافظة الدقهلية (شمال) أصيب ما لا يقل عن 10 أشخاص بإصابات مختلفة إثر اشتباكات عنيفة بين الأهالي وجماعة الإخوان بقرية «منية سندوب» بمركز المنصورة إثر قيام الإخوان بتنظيم مظاهرة أمام جامع المتولي وقيامهم باستدعاء عدد من أعضاء الجماعة من خارج القرية للتظاهر ورفع لافتات ضد الجيش وشيخ الأزهر ورئيس الوزراء وشعارات ضد الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع. وقام الأهالي بالتصدي لأنصار الجماعة مما أدى إلى حدوث اشتباكات ومحاصرة أكثر من مائة من مؤيدي الإخوان داخل المسجد.

ووقعت اشتباكات أيضا بين الأهالي والإخوان في قرية قرانشو التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية (شمال)، وأصيب في المواجهات 3 من أبناء القرية بينما جرى القبض على 8 من الإخوان وتسليمهم لمركز شرطة بسيون.

وفي سياق متصل وافق المستشار هشام بركات النائب العام المصري على إحالة البلتاجي، وقيادات أخرى من التيار الإسلامي بينهم صفوت حجازي ومحمد الزناتي وعبد العظيم إبراهيم، إلى محكمة الجنايات بالقاهرة بتهمة تكوين تشكيل عصابي، بغرض الدعوة إلى تعطيل أحكام القانون ومنع السلطات العامة من ممارسة عملها، وممارسة البلطجة، والشروع في قتل ضابط شرطة بمباحث قسم مصر الجديدة.

وقال المستشار أحمد الركيب المنسق الإعلامي لمكتب النائب العام إن تحقيقات نيابة شرق القاهرة كشفت عن توفر الأدلة ضد المتهمين على قيامهم بإلقاء القبض على ضابط الشرطة أثناء قيامهم بتأمين مسيرة للإخوان واقتادوه إلى اعتصام رابعة العدوية وتعدوا عليه بالضرب وأحدثوا به إصابات، وأكد شهود العيان صحة الواقعة التي تنفيها قيادات الجماعة.