حزب الدعوة العراقي يشكو تعرضه لهجمة من «ذوي القربى».. ويتهمهم بالخوض في معارك جانبية

التحالف الوطني: المالكي خرق اتفاق الهدنة الإعلامية.. والصراع أصبح بين السياسيين الشيعة

TT

في مساعيه المستمرة منذ فترة للإبقاء على مسافة بينه وبين الحكومة التي يقودها زعيمه رئيس الوزراء نوري المالكي، أعلن حزب الدعوة الإسلامية أنه يتعرض هذه الأيام لهجمة شرسة من قبل بعض السياسيين من أجل تشويه صورته.

وقال بيان للحزب أمس إنه «يتعرض في هذه الأيام العصيبة والظروف المعقدة لتحديات خطيرة وهجمات شرسة من قبل الأعداء ومن بعض من يفترض فيهم أنهم في دائرة الإخوة والأصدقاء، هذه الحملة تهدف إلى تشويه صورته والتقليل من مكانته في الأمة». وأضاف أن «الحزب يؤكد موقفه العملي والثابت للجميع، إنه لا يفكر إلا بالسير إلى الأمام وعدم التوقف للخوض في معارك جانبية مع أي فصيل إسلامي أو وطني للدفاع عن نفسه أو عن صوته أو عن أشخاص مجاهديه، كما تفعل بعض الفصائل السياسية الأخرى التي تهتم اهتماما خاصا بنفسها حتى يتحول كيانها أو قادتها إلى آلهة تعبد من دون الله تعالى في بعض الأحيان».

وأكد حزب الدعوة الإسلامية أن هذا هو الهم الأساسي لحزب الدعوة الإسلامية، وهو النهج الذي تعلمه من قائده السيد محمد باقر الصدر، هو المضي في العمل، إذ هو السبيل الوحيدة نحو تحقيق مرضاة الله تعالى، وبناء الوطن، وبيان الحقيقة».

ويعد بيان الدعوة هو الثاني من نوعه بعد البيان الذي كان قد أصدره قبل أيام على خلفية الهجمات التي تعرض لها سجنا أبو غريب والتاجي، والتي أدت إلى تهريب مئات السجناء، حيث اتهم الحزب أطرافا خارجية بدعم وتنفيذ عملية الهجوم، أعقبه هجوم لاذع شنه زعيمه نوري المالكي على شريكيه في التحالف الوطني، التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، والمجلس الأعلى بزعامة عمار الحكيم. كما يأتي هذا البيان بعد التصريحات التي أدلى بها القيادي بدولة القانون عزت الشابندر والنائب المستقل في البرلمان العراقي، والتي اعتبرت مسيئة للمرجعية الشيعية العليا، الأمر الذي يمكن استخدامه في التسقيط السياسي بين القيادات الإسلامية الشيعية التي بدأت الآن حملة التقرب إلى المرجعية الدينية العليا من بوابة التزاحم على التنازل عن الرواتب التقاعدية بعد إعلان مراجع النجف الكبار موقفهم الرافض للرواتب التقاعدية التي يتقاضاها أعضاء البرلمان.

من جهته كشف عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار الصدرية وعضو الهيئة السياسية للتحالف الوطني أمير الكناني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك اتفاقا داخل مكونات التحالف الوطني وفي ضوء الاجتماعات الأخيرة التي عقدتها الهيئة السياسية بحضور السيدين إبراهيم الجعفري ونوري المالكي بأن تكون هناك هدنة إعلامية من خلال عدم التصعيد الإعلامي بين مكونات التحالف الوطني، وكذلك الأمر مع الكتل السياسية الأخرى المشاركة في العملية السياسية مثل العراقية والتحالف الكردستاني، غير أننا فوجئنا بأن السيد المالكي وبعد الفشل الذريع له، لا سيما على صعيد إدارة الملف الأمني بعد أبو غريب بأنه يشن هجوما عنيفا على الصدريين والمجلس الأعلى بخلاف الاتفاق».

وأضاف الكناني أن «المالكي أراد أن يبرر فشل سياسته بمهاجمة الآخرين، وقد أصبح من الواجب الرد عليه، ولعل الأمر الغريب أنه ترك (القاعدة) التي قامت بالهجوم على أبو غريب ليهاجمنا نحن الصدريين، بل ولمح إلى أننا من قمنا بالهجوم، كما اتهم المجلس الأعلى الإسلامي الذي دعمه في كل الظروف منذ عهد الراحل عبد العزيز الحكيم». وأوضح الكناني أن «المالكي لم يوفر أحدا هذه المرة حتى أعضاء كتلته (دولة القانون)، حيث هاجم حسين الشهرستاني، الأمر الذي دعا الشيخ خالد العطية رئيس الكتلة عدم حضور الاجتماع الأخير للهيئة السياسية للتحالف الوطني احتجاجا على تصريحات المالكي».

وتابع الكناني قائلا إن «المالكي لم يعد يسمع أحدا حتى من التحالف الوطني إلا من الفريق المحيط به ويحاول محاربة التيار الصدري بأية وسيلة»، موضحا أن «المالكي سعى مثلا إلى إقالة رئيس مجلس القضاء الأعلى حسن الحميري لأنه مهني ولا يريد أن يكون مسيطرا عليه من قبل الحكومة، ولكننا وقفنا ضده لأننا لا نريد أن تعود حقبة الحزب الحاكم من جديد».

وفي السياق نفسه أكد عضو التحالف الوطني جمعة العطواني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الصراع خلال المرحلة القادمة في العراق لم يعد صراعا طائفيا، بل أصبح صراعا سياسيا على السلطة، حيث إن الصراع الآن داخل التحالف الوطني هو بين المجلس الأعلى والتيار الصدري من جهة، ودولة القانون من جهة أخرى، وبالتالي يمكن القول إنه لم يعد هناك تحالف وطني بالشكل الذي يريده البعض لأن حملة التشويه بدأت من داخل التحالف نفسه». وأضاف العطواني أن «الخريطة السياسية تتجه نحو التغيير، حيث إن المجلس والصدريين يسعون الآن إلى التحالف مع (متحدون) بزعامة أسامة النجيفي والأكراد لتشكيل حكومة أغلبية سياسية من منطلق أن منصب رئيس الوزراء بات محسوما للشيعة، وكذلك المالكي بدأ يتجه نحو صالح المطلك والأكراد أيضا للغرض نفسه»، مبينا أن «الصراع بات الآن شيعيا – شيعيا، وهو ما سوف ينعكس بالضرورة على قضايا كثيرة، في مقدمتها الأمن والخدمات».