تنظيم جهادي يزعم استهداف طائرة إسرائيلية لعناصره في سيناء رغم النفي الرسمي

الإخوان حملوا قادة الجيش المسؤولية لـ«انشغالهم بالسياسة»

أهالي المناطق الحدودية مع قطاع غزة في سيناء، يشيعون جثامين المسلحين الأربعة إلى مدافن مدينة الشيخ زويد أمس (أ.ف.ب)
TT

في غياب رواية مصرية رسمية، زعم بيان منسوب إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس» الجهادي في سيناء، أمس أن طائرة إسرائيلية من دون طيار استهدفت مساء أول من أمس 5 من عناصر التنظيم قبيل إطلاقهم صواريخ باتجاه إسرائيل، مما أدى لمقتل 4 منهم، مما أثار جدلا في البلاد التي تشهد أزمة سياسية عميقة، بعد أن عزل الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

وكان العقيد أركان حرب محمد علي المتحدث الرسمي باسم الجيش، قد نفى في بيان له أي دور إسرائيلي في الواقعة، قائلا إنه «لا صحة شكلا وموضوعا لوجود أية هجمات من الجانب الإسرائيلي داخل الأراضي المصرية».

وأضاف محمد علي أن «الادعاء بوجود تنسيق بين الجانبين المصري والإسرائيلي بهذا الشأن (استهداف المسلحين) هو أمر عار تماما من الصحة ويخالف العقل والمنطق»، مشددا على أن «الحدود المصرية خط أحمر لم ولن يسمح بالمساس به».

وجاء بيان الجيش عقب تقارير صحافية تحدثت عن استهداف مسلحين بطائرة إسرائيلية. وقالت وكالة «رويترز» إن «5 مصادر أمنية مصرية أكدت أن إسرائيل هي التي شنت الهجوم الذي أسفر عن مقتل 4 مسلحين في رفح، لأنهم كانوا يستعدون للقيام بهجوم صاروخي على الأراضي الإسرائيلية».

وأضافت المصادر الأمنية أن «الطائرة الإسرائيلية رصدت المتشددين وهم يجهزون 3 منصات للصواريخ لضرب إسرائيل، وأطلقت الطائرة صاروخا قتل رجلين ثم قتلت رجلين آخرين صعدا إلى منصات إطلاق الصواريخ بعد الضربة الأولى»، بحسب «رويترز».

وقال بيان منسوب لـ«أنصار بيت المقدس»، الذي يتخذ من سيناء مركزا لانطلاق عملياته، إن 4 من عناصره قتلوا في غارة شنتها طائرة إسرائيلية دون طيار أثناء استعدادهم لإطلاق صواريخ على إسرائيل من منطقة مصرية قريبة من الحدود بين مصر وإسرائيل.

وأضاف البيان، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن خمسة من عناصر أنصار بيت المقدس، وصلوا لمكان الإطلاق المحدد وبدأوا بنصب الصواريخ استعدادا لإطلاقها، لكن طائرة إسرائيلية دون طيار، رصدتهم جوا فقامت باختراق الحدود المصرية، لمسافة تزيد على خمسة كيلومترات وإطلاق صواريخها، مما أدى لمقتل أربعة ونجاة قائد العملية.

وقال البيان إن القتلى الأربعة هم: «حسين إبراهيم سالم التيهي، من قبيلة التياها، المقيم في مركز الحسنة قرية خريزة بوسط سيناء، ويسري محارب السواركة، من قبيلة السواركة والمقيم في قرية المقاطعة، وإبراهيم خلف المنيعي، من قبيلة السواركة والمقيم بقرية المهدية، ومحمد حسين المنيعي، من قبيلة السواركة والمقيم بقرية المهدية.

ومنذ عزل قادة الجيش في مصر، الرئيس السابق مرسي في 3 يوليو (تموز) الماضي، تجددت عمليات استهداف خط الغاز الطبيعي الواصل بين مصر والأردن وإسرائيل، التي توقفت خلال عام من حكم مرسي، كما شنت العناصر المسلحة العديد من الهجمات ضد مواقع أمنية وعسكرية.

وتراجعت سلطة شيوخ القبائل في سيناء مع تدفق الأموال من خلال عمليات التهريب المنظمة بين مصر وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، عبر الأنفاق، مما سهل على المتشددين الدعوة إلى الوحدة من منطلق الدين وتغليب ذلك على الانتماء القبلي.

وشيع عدد من أهالي المناطق الحدودية مع قطاع غزة في سيناء، أمس (السبت)، جثامين المسلحين الأربعة. وقال شهود عيان إن «جثامين القتلى نقلت من مناطق جنوب رفح المصرية في جنازة شارك فيها نحو 3000 شخص يستقلون ما يقارب من 400 سيارة وطافوا بها عدة قرى وصولا إلى مدافن مدينة الشيخ زويد حيث تم دفنهم».

وأشار شهود العيان إلى أن غالبية المشاركين في الجنازة محسوبون على تيارات إسلامية وعناصر «جهادية»، لافتين إلى أنهم رفعوا الأعلام السوداء المميزة لتنظيم القاعدة.

واجتازت جنازة القتلى الأربعة أثناء سيرها عددا من الحواجز الأمنية للجيش المصري دون تدخل من القوات، فيما هتف المشاركون ضد إسرائيل، اعتقادا منهم بأن القتلى سقطوا في قصف إسرائيلي.

وألقت الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ عزل مرسي، بظلالها على حادث استهداف العناصر المسلحة في سيناء. وأصدر التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين بيانا دان فيه «اختراق الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي المصري».

واعتمد التحالف الذي يعتبر عزل مرسي بمثابة «انقلاب على الشرعية»، رواية تناقلتها تقارير إعلامية. وقال التحالف في بيان له مساء أول من أمس إن «مخططات قادة الانقلاب تستهدف شغل الجيش المصري بدهاليز السياسة»، محذرا مما وصفه بـ«آثار سلبية خطيرة على كفاءة الجيش وتركيزه في مهمته الأساسية بحماية حدود مصر».

وعقد نواب بمجلس الشورى الذي تم حله بقرار من الرئيس المؤقت عدلي منصور اجتماعا لمناقشة حادث اختراق الطائرة الإسرائيلية الأجواء المصرية، في مسجد رابعة العدوية حيث يعتصم مؤيدو مرسي. وطالب نواب مجلس الشورى المنتمون لقوى إسلامية مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لمناقشة ما اعتبروه تعديا على السيادة المصرية.

ويستنكر معارضو مرسي على جماعة الإخوان المسلمين «الاستقواء بالخارج»، كما يتهمون الجماعة بإثارة شائعات حول حدوث انشقاقات بالجيش، في مسعى لإفشال خارطة التحول الديمقراطي التي وضعها الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للجيش بالتشاور مع قوى سياسية ورموز دينية، في أعقاب الإطاحة بمرسي.

واتهمت الإعلامية بثينة كامل القيادية في حزب الدستور الذي يتزعمه الدكتور محمد البرادعي نائب الرئيس المؤقت، الولايات المتحدة وإسرائيل وجماعة الإخوان بالتواطؤ في حادث استهداف المسلحين في سيناء للتأثير على شعبية الفريق السيسي.

من جانبه، وصف الروائي علاء الأسواني استغلال أنصار مرسي ما اعتبره «شائعة القصف الإسرائيلي» بـ«الحقارة»، قائلا في تغريدة على حسابه الرسمي على «تويتر»: «لو أن طائرة إسرائيلية قصفت سيناء، فواجبنا الوطني أن ندعم جيشنا وهو يواجه إسرائيل أما استغلال الإخوان لهذه الواقعة لصالح المعزول فهذه حقارة».

وفضلت أحزاب سياسية مدنية الامتناع عن التعليق على الحادث لحين إعلان الجيش عن تفاصيل الحادث، لكن الجدل استمر على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما نقلت وسائل إعلام محلية على لسان مصادر عسكرية وصفتها بـ«المطلعة» قولها إن طائرات الجيش المصري استهدفت المسلحين في عملية أحيطت بالسرية.

وفي غضون ذلك، قال مصدر أمني مصري إن مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم على قسم شرطة ثان العريش، فجر أمس، مما اضطر قوات الأمن إلى تبادل إطلاق النار معهم، من دون وقوع إصابات.