تقديم موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب إلى اليوم بدلا من الثلاثاء

اتصالات مكثفة بالجامعة العربية للتعاطي مع تطورات الأزمة السورية

TT

بسبب التطورات المتسارعة بشأن الأزمة السورية، أعلنت جامعة الدول العربية أمس تبكير موعد عقد الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب، ليعقد اليوم (الأحد) بدلا من موعده المقرر من قبل، بعد غد (الثلاثاء). وشهدت أروقة الجامعة اتصالات مكثفة بين عدد من العواصم العربية قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يعقد مساء اليوم (الأحد) بدلا من الموعد الذي تحدد من قبل للدورة العادية للمجلس الوزاري رقم 140 يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، ولكن بعد سرعة وتيرة الأحداث وتصميم واشنطن على توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري حتى خارج توافق مجلس الأمن الدولي.

وسوف يبحث اجتماع اليوم مخاطر وتداعيات الضربة العسكرية خاصة على الدولة السورية ودول الجوار وتحديدا الأردن ولبنان فيما أوضحت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن انقسام الموقف الدولي وفشل التوصل إلى إجماع في مجلس الأمن على التدخل العسكري في سوريا ينسحب بنفس القدر على الدول العربية والتي سجلت مواقف تختلف عن بعضها البعض.

وقالت المصادر إن هناك من يدعم الضربة العسكرية مع الحل السياسي لإيجاد التسوية التي تعكس تطلعات الشعب السوري في التغيير وهناك دول ترفض توجيه ضربة عسكرية وتطالب بفرض عقوبة على مستخدمي السلاح من النظام أو انتظار نتائج تحقيق فريق التفتيش الأممي.

وأضافت المصادر أن هناك من ينظر للاجتماع باعتباره محاولة لمنح الولايات المتحدة تفويضا من الجامعة العربية بعد فشل مجلس الأمن في التوصل إلى توافق في هذا الشأن. وتوقعت المصادر الدبلوماسية أن يخرج القرار العربي متضمنا عدة نقاط من بينها «الإدانة والاستنكار الشديدين للجريمة البشعة التي ارتكبت باستخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليا في تحد صارخ واستخفاف بالقيم الأخلاقية والإنسانية والأعراف والقوانين الدولية».

كما أشارت المصادر أيضا إلى أنه من المتوقع أن يشمل القرار العربي «تحميل النظام السوري المسؤولية التامة عن هذه الجريمة البشعة والمطالبة بتقديم كل المتورطين عن فيها لمحاكمات دولية عادلة أسوة بغيرهم من مجرمي الحروب»، و«تقديم كل أشكال الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدته»، و«دعوة المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته وتجاوز خلافات أعضائه وذلك عبر القيام بالإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسؤوليتها النظام السوري ووضع حد لانتهاكات وجرائم الإبادة التي يقوم بها النظام السوري منذ أكثر من عامين وكانت».

وقال نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي في تصريحات له بالقاهرة أمس إنه نظرا للمستجدات والتطورات المتسارعة بشأن الوضع في سوريا وبناء على اقتراح عدد من الدول العربية والمشاورات التي أجراها الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي مع رئاسة المجلس (مصر) الحالية (وليبيا المقبلة)، فقد تقرر تقديم موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب ليعقد اليوم على أن يسبقه في صباح نفس اليوم (الأحد) اجتماع لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين.

وأوضح بن حلي أن اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين سيعد مشروع جدول الأعمال الذي يتضمن عددا من قضايا العمل العربي المشترك السياسية والأمنية والاقتصادية وتطوير منظومة العمل العربي المشترك، وفى مقدمتها تطورات الأوضاع في سوريا، وتطورات الصراع العربي الإسرائيلي والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وغيرها من القضايا المدرجة على أجندة الدورة العادية التي تعقد كل 6 أشهر في مارس (آذار) وسبتمبر (أيلول) من كل عام.