بديل توافقي

TT

* تعقيبا على خبر «إيران وروسيا.. بين احتمالات الرد على الضربة العسكرية وانتظار التسوية»، المنشور بتاريخ 30 أغسطس (آب) الماضي، أقول: إذا كانت المساومة هي السبيل للخروج المشرف للفرقاء الأجانب من المأزق السوري من دون اللجوء للاقتتال فيما بينهم في شأن لا يمس أمنهم القومي مباشرة، فستدور المساومة في النهاية حول اختيار بديل توافقي لنظام الأسد يحافظ على مصالح تلك الأطراف جميعا مقابل التضحية بمكاسب الشعب السوري، التي من أجلها ثار وضحى بكل ما يملك بدءا بالدماء، ولو تأملنا جميع الفصائل السورية الموجودة على الساحة في مواجهة الأسد عسكريا أو سياسيا لوجدنا أن «الإخوان المسلمين» هم البديل التوافقي الذي يتوهمون أنه القادر على أن يرضي تطلعات تلك الأطراف جميعا الوصول إلى كرسي الحكم، وذلك نظرا لقابليتهم الشديدة للتلون.. لدرجة أنه يقف حاليا على مسافة واحدة من تلك الأطراف جميعا، الغرب بقيادة الأميركان والشرق بقيادة الروس وإيران، وستكون تلك الثورة هي الثورة السورية الأولى التي سرقها «الإخوان» ليصبح أمام السوريين ثورة ثانية لا بد لهم من خوضها كي يستردوا بها ثورتهم الأولى المغتصبة من قبل «الإخوان» كما كان الحال مع ثورة 25 يناير 2011، التي سرقها «الإخوان» وقام المصريون في غضون عامين باستردادها من بين أيديهم عنوة بثورة أخرى في 30 يونيو (حزيران).

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]