عيد ميلاد الأسد.. أفول حكم العائلة

احتفالات علنية لأول مرة في دمشق

بشار الأسد (أ.ف.ب)
TT

بينما تقف مؤسسات الدولة السورية على قدم وساق مستنفرة كل قواها في ظل التعرض لتهديد عسكري دولي جدي ينذر بأفول حقبة آل الأسد، يستقبل الرئيس بشار الأسد مناسبة عيد ميلاده الـ48 أمس في أجواء من القلق والخوف من مجهول يتربص بمصيره الشخصي فيما لو فشلت المساعي السياسية، حيث تجري التحضيرات على قدم وساق في مختلف أنحاء العاصمة لتهيئة ملاجئ، وتأمين الخدمات في حالات الطوارئ، وإعادة نشر للقوات، ونقل ترسانات السلاح؛ تحسبا لوقع الضربة العسكرية.

ودعا موالون للنظام السوري سكان دمشق للتعبير عن دعمهم للأسد والمشاركة بمسيرة بالسيارات تنطلق من مدينة الجلاء الرياضية الواقعة في حي المزة الراقي إلى شارع الثورة في مركز المدينة.

وجرت العادة لدى النظام السوري بعدم الاحتفال بعيد ميلاد رئيس الجمهورية، وظلت الحياة الخاصة لأركان النظام عبر خمسة عقود بعيدة تماما عن الأضواء، وتخضع لتعتيم كامل، إلى أن ورث الأسد الابن السلطة عن أبيه حافظ الأسد. ومع أن الأسد الابن حافظ على تقاليد عدم الاحتفال بالمناسبات الخاصة، فإن عقيلته أسماء أظهرت اهتماما بإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الغربية تتناول حياتهما الشخصية باعتبارها جزءا من دعاية النظام التي تحاكي مزاج الغرب، وظهوره وعقيلته كزوجين ناجحين على غرار العائلات الحاكمة في الغرب. فكان يسمح بنشر صور لهما في السوق أو أثناء نشاط اجتماعي بعيدا عن العمل الرسمي.

وربما يكون هذا العام هو الأول الذي يتحدث فيه السوريون عن عيد ميلاد الرئيس بشار الأسد في مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي، حيث خصصت صفحات بعض المجموعات الموالية للنظام منشورا خاصا لتلقي التهاني بعيد ميلاد الأسد. كما أرسل آخرون رسائل تهنئة وتبريك وقصائد عبر التعليقات على صفحة رئاسة الجمهورية الرسمية، منها ما كتبته إحدى المعجبات بالأسد: «سيدي الرئيس كل عام وأنت بألف خير.. كل عام وأنت من نصر إلى نصر.. كل عام وأنت قائد وحام لسوريا.. كل عام وأنت قائد للشعوب العربية بحكمتك وشجاعتك.. وعقبال 100 سنة».

في المقابل سخر المعارضون من ذكرى ميلاد الأسد التي تتزامن مع ذكرى الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الأسود الأميركي، الذي جر الوبال على العالم الإسلامي.

في حين طالب ميشيل كيلو، عضو الهيئة السياسية للائتلاف، «بوضع الرئيس السوري بشار الأسد تحت حجر ورقابة دوليين»، وقال في تصريحات صحافية: «لن نقبل بغير ذلك، ولن نذهب لأي عملية سياسية ولا لأي مكان دون ذلك، لا إلى جنيف ولا غير جنيف، ولن ننطق بأي كلمة عن السلام إن لم يوضع هذا الشخص تحت رقابة دولية هو ونظامه كله»، نافيا قبول المعارضة السورية بأي حل سياسي ما لم يوضع النظام السوري تحت المراقبة الدولية وليس سلاحه الكيماوي فقط، لأن الأسد والنخبة التي تحكم سوريا «أخطر من السلاح الكيماوي بالنسبة للسوريين»، بحسب تعبير كيلو.

ويمر عيد ميلاد الأسد الـ48 في ظروف استثنائية، بعد اندلاع الثورة ضد نظامه في مارس (آذار) 2011. والرئيس الأسد من مواليد دمشق عام 1965. أكمل تحصيله العلمي في سوريا وتخرج طبيبا متخصصا في طب العيون من جامعة دمشق في عام 1988.

غادر عام 1992 إلى بريطانيا حيث عاش سنتين خلال فترة تخصصه هناك. اختير في عام 1994 رئيسا لمجلس إدارة الجمعية السورية للمعلوماتية. بعد وفاة أخيه الأكبر باسل الذي كان مهيأ لوراثة السلطة، وفي العام ذاته انتسب للقوات المسلحة وتدرج في صفوفها حتى حصل على أكثر من رتبة ابتداء من ملازم أول مرورا بنقيب ورائد ومقدم ثم عقيد.

تولى بشار الأسد الحكم في عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد بعد حكم استمر قرابة 30 عاما. وعُدِّل الدستور فيما يتعلق بسن الرئيس، ليتمكن من تسلم الحكم.