واشنطن تحدد أسماء «متهمي بنغازي» بعد عام على مهاجمة القنصلية

محققون قالوا إن أغلبهم من «أنصار الشريعة»

رمضان العمامرة و الجنرال أحمد قايد صالح و الطيب لوح و الطيب بلعيز
TT

رغم رفضهم نشر الأسماء، أو تقديم تفاصيل عنها، قال مسؤولون في مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) في واشنطن، إنهم حددوا أسماء الذين اشتركوا في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في السنة الماضية، وإن المكتب طلب من السلطات القضائية إدانتهم.

وقالوا إن عددا كبيرا من المتهمين ينتمي إلى جماعة «أنصار الشريعة» الليبية، وإنهم خططوا سلفا للهجوم، ولم يكن الهجوم جزءا من مظاهرات في ذلك اليوم، وإنهم تعمدوا أن يقع الهجوم في ذكرى هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001.

وقال المسؤولون الأميركيون إن أيا من المتهمين ليس معتقلا في ليبيا، وإن المسؤولين الليبيين يساعدون المحققين الأميركيين، لكنهم لم يعتقلوا أحدا حتى الآن.

وقال واحد من المسؤولين الأميركيين، طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته: «لا تزال هناك فجوة ضخمة (في التحقيقات). تنقصنا المعلومات التي نحتاج إليها لإكمال التحقيقات». ورغم أن الهجوم الذي وقع في بنغازي والتحقيقات فيه، اختفت أخيرا بسبب أزمات سياسية داخلية وخارجية، فإن الكونغرس عقد جلسات استماع عن الموضوع في وقت سابق من هذا العام. ولا يزال الموضوع هاما بالنسبة للمحققين الجنائيين. كما أن الجمهوريين في مجلس النواب مصممون على إثبات أن الرئيس باراك أوباما «قصر»، وأيضا أنه «تستر على التقصير قبل، وأثناء، وبعد الهجوم».

وخلال الصيف، كان رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب، داريل عيسى (جمهوري من ولاية كاليفورنيا) شارك في مناقشات حادة مع مسؤولين في وزارة الخارجية، ومع لجنة المساءلة المستقلة التي كانت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة، شكلتها للتحقيق في الهجوم.

وقال عيسى أخيرا: «تعلمنا، خلال سنة، أن التأخير والمماطلة والمعلومات غير المؤكدة جزء من (محاولة أوباما) ليكون الموضوع قصة قديمة، وليختفي». وقال إن إدارة أوباما «لم تستمع للتحذيرات في وقت مبكر، ولم تستجب للتحذيرات، ولا حتى حاولت الاستجابة لها... وأيضا، أدلت بتصريحات كاذبة» بعد الهجوم.

ويوم الثلاثاء، بعث عيسى برسالة إلى وزير الخارجية جون كيري اشتكى فيها رفض وزارة الخارجية تسهيل شهادة اثنين من رجال الأمن الدبلوماسي كانا في مكتب وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في بنغازي وقت الهجوم. وكان واحد من الاثنين أصيب بجروح خطيرة، وظل في المستشفى حتى هذا الصيف.

في الجانب الآخر، أعرب كيري عن تململه من إصرار الجمهوريين على إحياء موضوع يرى أن «الخارجية» حققت فيه بما يكفي. وأخيرا قال خلال جلسة استماع في الكونغرس: «لا أريد أن أقضي العام المقبل لأتحدث هنا عن بنغازي».

ومنذ السنة الماضية، وخلال الحملة الانتخابية، قال جمهوريون إن البيت الأبيض والخارجية علما، في وقت مبكر، بدور منظمة أنصار الشريعة في الهجوم الذي قتل فيه السفير الأميركي لدى ليبيا، كريس ستيفنز، وثلاثة من معاونيه.

وكان أوباما كرر أنه بمجرد معرفة أن الإرهابيين وراء الهجوم أعلن ذلك. لكن، هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة، قالت، بعد الهجوم مباشرة، إن دور الإرهابيين لم يكن معروفا. وفيما بعد، أعلنت كلينتون أنها تتحمل مسؤولية التقصير في عدم كشف دور الإرهابيين في وقت مبكر، واعتذرت.

في ذلك الوقت، كشف تلفزيون «سي إن إن» عن أن ثلاث رسائل إلكترونية عن دور «أنصار الشريعة» وصلت إلى المسؤولين في واشنطن عبر البريد الإلكتروني، وأشارت الرسائل إلى دور «أنصار الشريعة»، وأنه بعد ساعتين من الهجوم، أعلنت الجماعة مسؤوليتها على صفحتها في موقع «فيس بوك» وموقع «تويتر».

وقالت رسالة من الرسالات الأميركية الثلاث: «الآن، تعلن (أنصار الشريعة) مسؤوليتها عن هجوم بنغازي على موقعيها في (فيس بوك) و(تويتر)». وكان المتحدث باسم البيت الأبيض، غاي كارني، قال في اليوم التالي للهجوم: «لا توجد دلالات على أن هذا الهجوم كان مخططا له في وقت سابق».

وبعد ذلك بخمسة أيام، نقلت مصادر إخبارية أميركية على لسان مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أن الهجوم قام به «عدد قليل» من الرجال. وأن اثنين أو ثلاثة من هؤلاء لهم صلات بمنظمة «القاعدة في المغرب الإسلامي».

وقال واحد من المسؤولين: «يوجد أشخاص لديهم على الأقل بعض العلاقات مع (القاعدة في المغرب العربي). ليست العلاقات مباشرة حتى يمكن القول إن (القاعدة) خططت ونفذت الهجوم».

في ذلك الوقت، قال مسؤول إن «أنصار الشريعة» لعبوا دورا أكبر بكثير في إرسال المقاتلين، وتوفير الأسلحة للهجوم، وإن المسلحين «كانوا يعدون للهجوم لمدة أسابيع، لكنهم كانوا غير منتظمين، حتى إنهم بعد أن بدأت المعركة أرسلوا مقاتلين لإحضار أسلحة أثقل».